معنى قول الطحاوي : " خالقٌ بلا حاجة ، رازقٌ بلا مؤنة " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
معنى قول الطحاوي : " خالقٌ بلا حاجة ، رازقٌ بلا مؤنة " .
A-
A=
A+
الشيخ : ... ثانٍ ، وهو أن يعبدوه - تبارك وتعالى - ويوحِّدوه ولا يشركوا به شيئًا ، فكلام المصنِّف " خالقٌ بلا حاجة " إنما يعني الحاجة التي يفعلها الإنسان حينما يأتي غرضًا ما فهو له حاجة في ذلك يُثبت بها أنه فقيرٌ ومحتاجٌ ؛ ولما كان الله - عز وجل - هو الغنيُّ عن العالمين صحَّ وصفه بأنه خالقٌ بلا حاجة ، ولكن ذلك لا ينفي أن يكون له في خلقه حكمة بالغة ، وقد نصَّ على هذه الحكمة في الآية السابقة : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) ؛ فليس هناك إذًا تنافٍ بين قول المصنِّف " إن الله خالقٌ بلا حاجة " وبين ما تدل عليه الآية السابقة من أنَّ الله خَلَقَ الخلق لحكمةٍ وغايةٍ ؛ ألا وهو أن يعبدوه - تبارك وتعالى - .

و " رازقٌ بلا مؤنة " ؛ لأن الله - عز وجل - لا يُتعبه شيء ، أي شيء كما أشارت إلى ذلك بعض الآيات الكريمة المعروفة مثل .

السائل : كفايتها : (( مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ )) .

عيد عباسي : ... .

الشيخ : إي نعم .

عيد عباسي : (( مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ )) .

الشيخ : وفيه آيات اللي (( وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )) ، - أيضًا - ، شو الآية ... ؟ لا ؛ لا لا (( وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ )) ؛ المهم أن الله - عز وجل - وهذا في الواقع مما يؤكِّد للمسلم أن صفات الله في حقائقها تختلف تمامًا عن صفات الإنسان ، الإنسان مهما كان قويًّا مهما كان نشيطًا فهو إذا عمل ودأب على العمل أصابَه التَّعب والوَهَن ، أما الله - عز وجل - فقد خلق هذه السماوات والأرضين كلها وما فيهما وكما قال : (( وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ )) ؛ فإذًا صفات الله - عز وجل - في حقائقها هي غير صفات عباده - تبارك وتعالى - ، ومن ذلك أنه " خالقٌ بلا حاجة ورازقٌ بلا مؤنة " ؛ أي : بلا كلفة ولا مشقة ولا تعب .

مواضيع متعلقة