في معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إنَّ لنفسك عليك حقًّا ، ولزوجك عليك حقًّا ، ولزَوَرِك عليك حقًّا ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
في معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إنَّ لنفسك عليك حقًّا ، ولزوجك عليك حقًّا ، ولزَوَرِك عليك حقًّا ) .
A-
A=
A+
الشيخ : قد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر ؛ يعني بيقولوا له : حاجتك بقى ، لإيمتى تتعب حالك ؟ هَيْ الهدف اللي نحن نقصده من حياتنا هنا ومن طاعتنا لربِّنا واتِّباعنا لسنة نبيِّنا هو أن نحظى بمغفرة ربِّنا ، هَيْ ربنا غفر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر ؛ لماذا هذا الإتعاب ؟ قال : ( أفلا أكون عبدًا شكورًا ؟! ) . أولئك الرهط غفلوا عن هذه القضية ، قالوا : حُقَّ له - عليه السلام - أن يتزوَّج النساء ، وأن ما يقوم الليل مطلقًا ولا يصوم الدهر ؛ لأنُّو حصل على الغرض ، هذا كلام يمسُّ مقام النبوَّة والرسالة لو كانوا يعلمون ، فتعاهدوا بينهم بعد أن نطقوا بهذه الكلمة الخاطئة قالوا : هذا رسول الله قد غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر ، أما أنا - أحدهم يقول عن نفسه - فأقوم الليل ولا أنام . قال الثاني : أنا أصوم الدهر ولا أفطر . قال الثالث : أنا لا أتزوَّج النساء البتَّة . فمَن الذي يقول أنُّو الصيام شر ، والصلاة في الليل شر ، وعدم تزوُّج النساء شر ، وبخاصَّة للتفرُّغ لعبادة الله ، العقل ما بيقول شر ، لكن الشرع بيبيِّن لنا أنه شر .

وهنا الشاهد ؛ فلا يجوز للمسلم أن يقوم الليل ولا ينام لأنه بيضر نفسه ، وهذا ما وقع لعبد الله بن عمرو بن العاص ؛ حيث زوَّجَه أبوه بفتاة من قريش وهو شابٌّ في مقتبل العمر ابن خمسة عشر سنة ، ومن عجائب الأمور كان بينه وبين أبوه خمسة عشر سنة ؛ يعني أبوه تزوج مبكرًا ، فأراد أن يزوج ابنه مبكرًا ، وهذا خير ، وليت آباء هذا الزمان يقتدون بهذا الخير ! ما بيزوجوا أولادهم إلا بعد الثلاثين وأكثر حتى يدرس يأخذ الشهادة الثانوية والجامعة والدكتوراه و و إلى آخره ، ويكون خربت البصرة !! [ الشَّيخ يضحك ! ] .

الشاهد : لما زوَّجه بعد أيام كما هو شأن طبيعي دخل على كنَّتِه ، سألها عن حالها مع زوجها ؟ قالت : إنه لم يطَأْ لنا بعد فراشًا !! لم يطَأْ لنا بعد فراشًا ؛ يعني كأنه ما صار زواج ، بلا شك أنُّو الأب هنا يعني يغضب أشدَّ الغضب ، فيشكوه إلى الرسول - عليه السلام - ، نحن زوَّجنا ابننا منشان نحصنوا مشان كذا إلى آخره ، ولا يزال هو في عبادته وما هو سائل عن زوجته ، شو عبادته ؟ جاء الرسول إليه أو لَقِيَه - هكذا الرواية - قال له : ( بلغني أنك تقوم الليل ، وتصوم الدَّهر ، ولا تقرب النساء ) . قال له : قد كان ذلك يا رسول الله . إذًا هو أضرَّها بماذا ؟ بالصوم والصلاة وإيش ؟

السائل : القيام .

الشيخ : والقيام ، ماذا قال له - عليه السلام - قال : ( إنَّ لنفسك عليك حقًّا ، ولزوجك عليك حقًّا ، ولزَوَرِك عليك حقًّا ) . أي : مَن يزورك . في حديث آخر : وقع بين سلمان وأبي الدرداء : ( فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه ) . قال : يا رسول الله ، إني شابٌّ ، إن بي قوَّة ، إني أستطيع أكثر من ذلك ؟ متى قال هذا الكلام ؟ بعدما وضع له منهجًا أنُّو يقرأ بدل ، هو كان يقرأ في كلِّ ليلة ختمة قرآن ، هاللي يختم القرآن كل ليلة شو عاد يصلح للنساء ؟ واللي بيصوم الدهر شو عاد يصلح للنساء ؟ فقال له : تقرأ القرآن آخر شيء في كلِّ شهر مرَّة بس ، عفوًا ، ( تقرأ القرآن في ثلاث ليال ، فمَن قرأ القرآن في أقلِّ من ثلاث لم يفقَهْه ) ، بالنسبة للصوم كان قال له : بتصوم من كلِّ شهر ثلاثة أيام ؛ لأنُّو الحسنة بعشر أمثالها ، وإذا صمت ثلاثة أيام كأنك صمت شهر ، كان يقول : يا رسول الله ، إني شاب ، إن بي قوَّة ، إني أستطيع أكثر من ذلك ؟ قال له : ( لا أفضل من ذلك ) .

الرسول - عليه السلام - انتقل إلى الرفيق الأعلى وعاش عبد الله بن عمرو فيما بعد حياة طويلة مباركة ، كبر ، صار بسنِّي وشيخوختي وهو مثابر على منهج الرسول اللي وضعه له إياه ، مش صوم الدهر ولا ختمة قرآن في كل ليلة ، لا ؛ ختم القرآن في ثلاثة أيام ، وصوم يوم ويفطر يوم ، هذا أوسع شيء أعطاه ، لما وصل لهالسِّن كان يقول : يا ليتني كنت قبلْتُ رخصةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

الشاهد : ( لا ضرر ولا ضرار ) ؛ لا يجوز أن تضرَّ بنفسك ولو بالخير ، هَيْ بيهمّني أنا تفهموها ، كما أنه لا يجوز أن تضرَّ بغيرك ولو بالخير ؛ هالقصص هدول مثال لطرفَي الحديث ؛ ضرر بالنفس ، والضرر بالغير ، لا شك أن المرأة هنا تضرَّرت .

السائل : كيف إذا كان بالدخَّان ؟

الشيخ : أحسنت ، أحسنت ، وهذا له حديث ثان .

الشاهد - بارك الله فيكم - : ذكر الفقهاء بناءً على قوله - عليه السلام - لما سمع صوتًا في المسجد بتلاوة القرآن كشف الستارة ، قال : ( يا أيها الناس ، كلُّكم يناجي ربَّه ؛ فلا يجهَرْ بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ) . هذه زيادة صحيحة ولو كانت غير معروفة في كثير من كتب الحديث . ( فتؤذوا المؤمنين ) بإيش ؟ بالجهر بالقراءة ؛ كأنه هو يقول لهم : اخفضوا أصواتكم بالقراءة ، كلُّكم يناجي ربه ، فما فائدة رفع الصوت ؟ بنى على ذلك الفقهاء الصورة الآتية وهي رائعة جدًّا ، قال : لو كان في المسجد رجل نائم ، ورجل بدا له أن يقرأ القرآن ؛ فلا يجوز له أن يرفع صوته بتلاوة القرآن ؛ لماذا ؟ لأنه يُؤذي النائم ، فهو برفع الصوت بالقرآن ما هو آثم ولا هو مبتدع ، بل هو جائز ؛ يجوز أن ترفع صوتك بالقرآن خاصَّة إذا كان الإنسان يخشى الملل إذا قرأ سرًّا ، وهذا بعض الناس يشعرون به ، لكن إذا كان هناك في المسجد شخص نايم ما بيجوز أن ترفع صوتك بالقرآن .

مواضيع متعلقة