بيان بطلان كشف الصوفية الذي يدعونه وقولهم : " حدَّثَني قلبي عن ربِّي" ، مع بيان إبطال مَن يقبل الأحاديث النبوية عن طريق العقل . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان بطلان كشف الصوفية الذي يدعونه وقولهم : " حدَّثَني قلبي عن ربِّي" ، مع بيان إبطال مَن يقبل الأحاديث النبوية عن طريق العقل .
A-
A=
A+
الشيخ : ... نعم الناس يسلكون سبيلين كلاهما منحرف عن الخطِّ المستقيم ، وأحدهما أشدُّ ضلالًا من الآخر ، أحد هذين الطريقين هو ما يُعبَّر عنه بـ " حدَّثني قلبي عن ربي " ؛ يعني بعبارة أخرى الكشف ، لا يتعلَّم قد يكون أمِّيًّا لا يحسن القراءة ولا الكتابة ويتحدَّث في الحرام والحلال ... فتوح ، شو الله بيفتح عليه فهذا هو الصواب ؛ ليه ؟ كما قال أحد غُلاتهم : أنتم تأخذون علمَكم حيًّا عن ميِّت ، ونحن نأخذ العلم عن الحيِّ الذي لا يموت مباشرةً بدون واسطة !! وهذا معناه إنكار نبوَّة الرسول ورسالته ، ما في حاجة لهالكلام يحكي لنا عن القرآن والسنة ، هذا الخطر الأول .

والخطر الآخر كثير من الناس في هذا الزمان من الناشئين والمثقَّفين الحديث الصحيح من الضعيف الميزان عنده عقله ، فما أعجبه من الحديث فهو الصحيح ، وما لم يُعجِبْه فهو الحديث الباطل الموضوع ، كلا الخطَّين أو الطريقين منحرف طبعًا عن كتاب الله وعن حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لأن الله يقول : (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ )) . ما قال : أعرضوا ما جاءكم عن الرسول على عقولكم ؛ هذا لو كانت العقول متَّفقة ؛ فكيف وهي مختلفة أشدَّ الاختلاف ، وبهذا وذاك يصبح الدين هوى عند هؤلاء الناس ، والهوى هو بلا شك ضلال ؛ لأن الإنسان إذا استسلم لهواه ضلَّ سواء السبيل ، فالمسلم واجبه إذًا أن يسلِّم قيادة عقله وفكره وهواه لله ولنبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ، فمَن سلك هذا السبيل كان من الفرقة الناجية ، وإلا فهو على شفا جرفٍ هارٍ .

هذه كلمة موجزة حول السبيل الذي يجب على كلِّ مسلم أن يسلكه في هذه الحياة حتى يعيش - إن شاء الله - فيما بعد حياة سعيدة أبديَّة . الآن إذا كان عندكم أسئلة نسمعها ، ونحاول الجواب عليها - إن شاء الله - .

مواضيع متعلقة