كلام الشيخ ربيع المدخلي حول تقليد الشيخ الألباني وغيره من أئمة السنة ، وبيان منهج السلف في ذلك بحضور الشيخ الألباني . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلام الشيخ ربيع المدخلي حول تقليد الشيخ الألباني وغيره من أئمة السنة ، وبيان منهج السلف في ذلك بحضور الشيخ الألباني .
A-
A=
A+
الشيخ ربيع : بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله :

بالنسبة لتقليد السلفيين لشيوخهم هذا شيءٌ أعتبره - كما قال الشيخ - مخترع - ؛ بحيث أن الواحد منَّا أو من هو أصغر منَّا يقدِّم قول الشيخ فلان الشيخ الألباني على أقوال الأئمة وعلى أقوال الصحابة ، وإذا جاء قول الألباني قابَلُوه بالتسليم ، وإذا جاءك قول الصحابة قالوا : هم رجال ونحن رجال ، هذا والله - أنتم تعلمون - سبحانك هذا بهتان عظيم ! الشيخ الألباني عرفته أنا وأنا في السنة الأولى في الجامعة الإسلامية ، لا أقول شيئًا لا يوافق رأيي أنا وزملائي من تلاميذه إلا ونُناقشه فيه ، ونخرج إما باتِّباع يقنعنا بأدلة قال الله قال رسول الله ، وإما أن نخرج مختلفين غير راضين برأيه ، وقد أصر على مخالفته من ذلك الوقت إلى الآن ، وأنا أقرأ كتبه كما يقرأ غيري ، وآخذ منها ما أرى أنه حقٌّ وأردُّ منها ما لا يُظن فيه أنه حق ، وأتعامل معه كبشر وكعالم من العلماء ، الاحترام نحترمه لأنه أستاذ وكإنسان خدم السنة خدمةً لا نظير لها ، لا شك لا أقولها في وجهه أقولها من ورائه وفي غيبته ، كذلك عندنا ابن تيمية أكبر من الشيخ الألباني ؛ فإذا رأينا ابن تيمية يقول : قال الله قال رسول الله قلنا : على الرأس والعين قول الله وقول رسول الله ، فإذا خالف قال الله قال رسول الله اصطدم رأيه بحديث بآية قلنا : سلامٌ عليكم ، لا نريد هذا الرأي ؛ لأنه خالف قول الله ، هذا هو منهج السلفيين ؛ يأخذون من الألباني من ابن تيمية من ابن عبد الوهاب من الشافعي من أحمد من أيِّ إمام قال الله قال رسول الله ، فإذا رأوا قول أيِّ إمام من الأئمة يخالف قول الله وقول رسول الله قدَّموا قول الله ، وهذا هو منهج القرآن ، ومنهج السنة ، ومنهج السلف الصالح ، ومنهج أئمة الهدى المتبوعين ؛ أن يُقدَّمَ قول الله وقول الرسول على كلِّ أقوال الناس ، وأن يُقدَّم هدي الله وهدي رسوله على هدي جميع الناس ، ومن هذا المنطلق نرى صاحبي أبي حنيفة قد خالفاه في ثلث المذهب أو ثلثي المذهب لا اتباعًا لهواهم ولا احتقار لإمامهم ، وإنما هو اتباع للحقِّ ، وكذلك نرى الشافعي تلميذ ... .

نرجو أن يصدر من مسلم يخشى الله ويعتقد أنَّ الله سوف يحاسبه على ما يقول ، نحن ننصح إخواننا أن يسلكوا هذا المنهج ؛ لأنه هو الطريق إلى السعادة في الدنيا والآخرة ، هو الطريق إلى عزَّة المسلمين ، فإذا لم يسلكوا هذا الطريق فسوف لا يزدادون إلا ذلًّا وهوانًا ؛ لأن الله - تبارك وتعالى - يقول : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ )) ، ويقول : (( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا )) ، ونحن نرى هذا الفشل الذريع في حياة المسلمين حيث أصبحوا أذلَّ الناس وأكثر الناس قد ذهبت ريحهم ، وقد ذلُّوا وأصبحوا ... بعد الإسلام ، كل ذلك بسبب بعدهم عن منهج الله - تبارك وتعالى - ، ونحن بحرصنا على سعادة المسلمين في الدنيا والآخرة ... ونتحمَّل كلَّ أذى في مصلحتهم وفي ما يسعدهم ، فليقولوا ما شاؤوا إذا لم يرضوا هذا المنهج ، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يؤلِّف بين قلوب المسلمين على الحقِّ ، وأن يدفعهم إلى الاعتصام بحبله كما أمرهم الله - تبارك وتعالى - .

والسلام عليكم .

سائل آخر : جزاك الله خيرًا .

مواضيع متعلقة