كلام عن أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلام عن أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - .
A-
A=
A+
السائل : سؤال يا شيخ .

الشيخ : ... .

السائل : يا شيخ .

الشيخ : نعم ؟

السائل : على ذكر ... المسألة هذه ؟

الشيخ : تبليغ الدعوة دعوة نبيِّك .

سائل آخر : ... من على اليمين .

الشيخ : لا ، ليس من على اليمين . اليوم يوجد أهل فترة ؛ تسمع بسُكَّان القطب الشمالي والقطب الجنوبي ؟

السائل : نعم .

الشيخ : هؤلاء - بل وكثير من الأمريكان وغيرهم - ما بلغتهم الدعوة ، فهم في الحقيقة هذه المسألة أُثيرت منذ بضع سنين وأنا في الجامعة الإسلامية ، ليس المقصود ببلوغ الدعوة بلوغ اسمها دون حقيقتها ، وإنَّما المقصود أن تبلغ قومًا ما الدَّعوة التي بُعِثَ بها الرسول سواء كان خاتم الأنبياء والرسل أو من بُعثوا قبل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقد روى الإمام مسلم في " صحيحه " من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( ما من رجلٍ من هذه الأمَّة من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمع بي ثم لا يُؤمِنْ بي إلا دخل النار ) ، فقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( يسمع بي ) يعني على حقيقة دعوته ، أم على ما انحرفت هذه الدعوة بالنسبة لبعض المسلمين الذين ضلُّوا في فهمها ضلالًا بعيدًا أو قريبًا ؛ فضلًا عن ضلال الكفار مثل المشركين والرُّهبان الذين يتعمَّدون نقل الدعوة الإسلامية إلى أقوامهم على خلاف عقيدتها وواقع أمرها ؟!

لعلكم جميعًا تعلمون أن النصارى ما يعرفون جلُّهم عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا أنه كان يحبُّ النساء ، وأنه تزوَّج فوق التسعة منهنَّ ، هكذا يصوِّر قسِّيسيهم ورهبانهم نبينا - صلى الله عليه وسلم - لأولئك الأقوام الكفار ؛ فهل هؤلاء بلغَتْهم دعوة الرسول حينما لا يعرفون عنها إلا أن نبيَّ الإسلام هو رجل محب للنساء وبس ؟! لا شك أن هؤلاء لم تبلغهم الدعوة ، وأنا أفترض وهذه الفرضية واقعة ، لكن من عرف الإسلام على عقيدته الصافية منها لا إله إلا الله بمعناها الصحيح ، وأن محمد رسول الله كذلك ؛ فهذا بلغته الدعوة ، فإن لم يؤمن فهو بلا شك كافر كما قال - عليه السلام - وهو في النار ، فالآن الدعوة الاسلامية اسمها بلغ آذان كثيرين من الأعاجم ، أما حقيقتها فلم تصِلْ بعد إليهم ؛ لذلك قلنا أهل الفترة قلنا إما هم الذين لم تبلغهم الدعوة وعلى حقيقتها ؛ لأن النبي قال : ( ثم لم يؤمِنْ بي ) ، وهذا كقوله - عليه السلام - : ( من رآني في المنام ؛ فقد رآني حقًّا ؛ فإن الشيطان لا يتمثَّل بي ) ، فمن رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - على غير أوصافه وشمائله التي كان عليها في قيد حياته ما رآه ؛ لأنه يكون رآى إبليس ، فمن رآه - مثلًا - شيخًا كبيرًا كما وقع لنا كثيرًا مع بعض الناس ، حينما يقصُّون علينا يقول : أنا امبارح رأيت الرسول في المنام ، وبقص قصة طويلة ، كيف رأيته يا أخي ؟ يقول : رأيته - ما شاء الله - شيخ كبير ، وجهه بيطفح نور ، لحيته بيضاء إلى آخره !! نقول ما رأيت الرسول ؛ لأن أصحابه يقولون : " ما شانه - تبارك وتعالى - ببيضاء " ، أو رآه يمشي على عكَّازة ، بينما هو كان يمشي وكأنما ينصبُّ من صبب ، إذًا حديثان ينفذان إلى حقيقة واحدة ، من رآه في المنام كما كان هو في حياته ، من سمع به كما كان هو في دعوته ؛ هذا وذاك قد انطبق عليهم الحديث الذي رآه بصفته فقد رآه حقًّا ، والذي بلغته الدعوة على حقيقتها فقد بلغته ، فإذا لم يؤمن فقد كفر ... ؛ كما جاء في الحديث .

إي يا عدنان ، شو طلع معك ؟

السائل : يا شيخ ، ... الرافضة .

الشيخ : كيف ؟

السائل : الرافضة عوامُّهم وجُهَّالهم ينطبق عليهم هذا ؟

الشيخ : إذا أنتم قصَّرتم معهم فهم كذلك ، إذا قصَّرتم معهم وهم عرب أمثالكم مو ... مثل الإيرانيِّين الأعاجم لا يفقهون اللغة العربية ؛ فإذا لم تبلغهم دعوة الروافض الذين ابتُليتم بهم في عقر داركم ؛ فأنتم مسؤولون عنهم ، مش هم المسؤولين .
  • رحلة النور - شريط : 91
  • توقيت الفهرسة : 00:14:25
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة