نصيحة الشيخ بضرورة تلقي الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
نصيحة الشيخ بضرورة تلقي الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) أما بعد :

فإن خير الهُدى هُدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد - أيضًا - :

فإنه ليس عندي ما أقدِّمه إليكم سوى أن أحمد الله - تبارك وتعالى - أن جمعنا بإخوان لنا ، يعيشون بأجسادهم بعيدين عنَّا ، ولكنهم بقلوبهم هم قريبون منا ؛ لأن دعوة الحق التي هدانا الله - تبارك وتعالى - إليها ، وجمع كلمتنا حولها وهي دعوة اتباع الكتاب والسنة ، فهذه بعد أن هدانا الله - عز وجل - إلى الإسلام بعامة هي أعظم النعم أن هدانا الله - تبارك وتعالى - إلى أن نفهم الإسلام على أساس الكتاب والسنة ، هذا الأساس الذي هو الضمان لكي لا ينحرف المسلمون يمينًا ويسارًا ، وأن يكونوا على هدًى من ربهم في كل زمان وفي كل مكان ما دام أنهم قد تمسَّكوا بهدى الكتاب والسنة ؛ مصداقًا لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ ، لَنْ تَضِلُّوا مَا إن تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا ؛ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي ، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ ) .

لا أريد أن أطيل الكلام فى هذه القضية ، لأنني أعتقد بأنكم لستم بحاجة إلى مثل هذا الكلام ، ولكني أريد أن أُدير كلامي أو أن أَُدندن حول قضيَّة قد تخفى على كثير ممن قد يشتركون معنا في هذه الدعوة - دعوة الحق - ؛ ألا وهي الكتاب والسنة ، قد يخفى على كثير من الذين يشتركون معنا فى هذه الدعوة حقيقةٌ جاء الكتاب والسنة يؤكِّدانها ويُلفتان النظر إلى ضرورة التمسك بها ، ألا وهو : " ضرورة فهم الكتاب والسنة على منهج سلفنا الصالح - رضي الله عنهم - " ، هذه الغنيمة وهي أن يكون فهمنا لكتاب ربنا ولسنة نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - على ما كان عليه السلف الصالح ، ذلك لأننا في زمانٍ قد صَحَا فيه كثير من الجماعات الإسلامية التي كانت من قبل في سُباتٍ عميق ، وفي غفلة شديدة عن ضرورة الاعتماد في المسائل الخلافية على الكتاب والسنة . لما تجلت لهم هذه الحقيقة أو هذه القضية لم يسعهم أن يظلُّوا مُصرِّين على مخالفتهم لنا بدعوتنا القائمة على الكتاب والسنة ، ولكنهم لا يزالون بعيدين عنَّا فى منهجنا الذي نلتزمه في فهمنا لكتاب ربنا وسنة نبينا ، وذلك أن يكون الفهم لهذَين المصدرين على ما كان عليه السلف الصالح ، ذلك أن كل الجماعات الإسلامية الموجودة اليوم على وجه الأرض لا يمكن أحدًا منها أو واحدة منها أن يُعلنَ عدم اعتماد دعوته على الكتاب والسنة ، ولكنهم مع هذا الاعتماد يفسِّرون النصوص من الكتاب والسنة حسب ما تقتضيه تكتُّلاتهم وحزبيَّاتهم ، ولا يرجعون فى ذلك إلى فهم النصوص على ما كان فهمها سلفنا الصالح .
  • رحلة الخير - شريط : 10
  • توقيت الفهرسة : 00:23:45
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة