تذكير : أن ما جاء في الكتاب والسنة مطلقًا غير مقيد بصفة يجرى على ما جاء ، والكلام حول وضع اليدين على الصدر في الصلاة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تذكير : أن ما جاء في الكتاب والسنة مطلقًا غير مقيد بصفة يجرى على ما جاء ، والكلام حول وضع اليدين على الصدر في الصلاة .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) ، (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا )) ، أما بعد :

فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :

لا بدَّ لي من التذكير بأصلٍ قد سبق منِّي أن نبَّهت عليه مرَّةً بعد أخرى ، وهي أو وهو ؛ أنه ما جاء في الكتاب أو في السنة مطلقا غير مقيَّد بقيدٍ أو بصفةٍ فيجب إجراء هذا النَّصِّ على ما جاء مُطلقًا دون قيد أو وصف ، والعكس بالعكس ؛ إذا جاء نصٌّ مقيَّد بزمان أو بمكان أو بصفة فلا يجوز فكُّ هذا القيد عن ذلك النَّصِّ ، وإنما يُؤتى به كما وُصِفَ وكما قُيِّدَ ، وعلى ذلك فلا ينبغي للمسلم أن يأتي إلى هيئة مثلًا من هيئات الصلاة لم يأتِ لها وصف خاص فيصفها هو إما بقوله وإما بفعله بصفة خاصَّة ، ويكون ذلك من باب الإحداث والابتداع في الدين ، وكلكم يعلم قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كلَّ محدثة بدعة ، وكلَّ بدعة ضلالة ) ، وفي الحديث الآخر : ( وكل ضلالة في النار ) .

بناءً على ذلك فيوجد في بعض البلاد العربية - بل وفي بعض المذاهب المتَّبعة فيها - أنَّ السنة وضع اليمنى على اليسرى على القلب وليس على الصَّدر ، هذا خلاف السنة ، السنة وضعهما على الصَّدر وليس وضعهما على القلب ، القلب الذي وصفه - عليه السلام - بقوله : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ؛ ألا وهي القلب ) ، فليس من السنة وضع اليدين هكذا بالانحراف إلى اليسار بهما ، وإنما السنة وضعهما هكذا على الصدر ، فمن أخذ بهما يسارًا بتعليلٍ فلسفيٍّ لا أصل له ؛ ألا وهو أن القلب هو مركز الإيمان ، فوَضْعُ اليدين على هذا القلب إنما هو من باب المحافظة على الإيمان الذي مقرُّه القلب ؛ هذه تعليلات ما أنزل الله بها من سلطان ، فلم يرد في أيِّ حديث - حتى ولو كان حديثًا ضعيفًا أو موضوعًا - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان ينحرف في وضعه ليديه على الصدر إلى القلب هكذا ، فتجد بعضَهم ينحرف بوضعه ليديه ، ثم يأتي ذراعه تحت إبطه ، فالسنة أن يضع يديه هنا على الصدر ، وليس أن ينحرف بهما هكذا يسارًا على القلب ، فالانحراف بهما يسارًا على القلب كالذي يفعل هكذا ؛ لا أصل لهذا ولا لهذا ، وإنما الوضع هو الصدر ، وقد جاء في بعض كتب التفاسير عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في تفسير قوله - تعالى - : (( إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر )) قال : (( وانحر )) أي : ضع يديك عند النحر ، فالنحر هنا وليس النحر هنا .

هذا ما أحببت التذكير به بين يدي الإجابة عن أسئلتكم .
  • فتاوى جدة - شريط : 16
  • توقيت الفهرسة : 00:00:43
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة