كم كان لك من العمر في ذلك الوقت حين هاجر والدك إلى الشام ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كم كان لك من العمر في ذلك الوقت حين هاجر والدك إلى الشام ؟
A-
A=
A+
الحويني : كم كان لك من العمر يا شيخنا في الوقت الـ ؟

الشيخ : الذي أذكره أنني حينما طبَبْتُ دمشق واستوطنتها كان عمري تسع سنين .

نعم ، إي نعم .

السائل : كنت تحسن الكلام باللغة العربية وقتها ولَّا ؟

الشيخ : لا أعرف من اللغة العربية شيئًا ، بل كنتُ لا أعرف من الأحرف العربية شيئًا ، يبدو بأنه لم يكن هناك عناية من الوالد - رحمه الله - في تعليمنا ؛ مع أنه كان إمام مسجد ، وربَّما كان شيخ كُتَّاب ، فما كنا يعني لمَّا جينا إلى دمشق ما كنَّا نعرف شيئًا من القراءة والكتابة كما يقولون عندنا في سوريا : ما نعرف الخمسة من الطَّمسة ، ولا الألف من المسطيجة ، المسطيجة هي العصاية الطويلة التي كان يستعملها شيخ الكُتَّاب حينما كان يريد أن يصطاد ولدك أن يعبث هناك بطوله بها " يضحك الشيخ - رحمه الله - " ، فأدخلني مدرسة هناك كانت مدرسة علمية لجمعية خيرية اسمها " جمعية الإسعاف الخيري " ، فهناك بدأَتْ بدأتُ مدارس التعليم .

وبطبيعة الحال بسبب مخالطة الطلاب كان تعلمي للغة العربية أو بالأحرى اللغة الشامية أقوى من الذين لم يكونوا منتمين إلى المدرسة ، وأذكر جيدًا يبدو لتقدمي في السن بالنسبة للطلاب الابتدائيين فقد جاوزت السنة الأولى والثانية في سنة واحدة ، ولذلك حصَّلت الشهادة الابتدائية في أربع سنوات ، ويبدو أن الله - عز وجل - كان يعني قد فطرني على حبِّ اللغة العربية ، وهذا الحبُّ هو الذي كان سببًا كسبب مادي بعد الفضل الإلهي أن أكون متميِّزًا متفوقًا على زملائي من السوريين في علم اللغة العربية ونحوها ، وأذكر - أيضًا - جيِّدًا أن أستاذ اللغة والنحو حينما كان يكتب جملة أو بيت شعر على اللوح ويسأل الطلاب عن إعراب تلك الجملة أو ذلك البيت يكون آخر من يطلب منه هو الألباني ، وكنت يومئذٍ أُعرف بالأرناؤوط ، ثم كلمة الألباني ، فحينما يعني خرجت من المدرسة وبدأت يعني أكتب لأنُّو كلمه الأرناؤوط هي كلمة عامة تشبه أو تقابل العرب ، وكما أن العرب ينقسمون إلى شعوب ففيهم المصري والشامي والحجازي و وإلى آخره ؛ كذلك الأرناؤوط ينقسمون إلى - مثلًا - ألبان ، والصرب - يوغسلاف يعني - ، وإلى بشناق ، وإذًا بين كلمة الألبان وكلمة الأرناؤوط - وعليكم السلام ، أهلين - وكلمة الأرناؤوط في عموم وخصوص ، فالألبان أخص من الأرناؤوط ، نعم ، فكان أستاذ النحو يخرجني آخر واحد إذا عجز الطلاب عن الإعراب ؛ يناديني يا أرناؤوط إيش تقول ؟ فأصيب الهدف بكلمة واحدة ، فيرجع فيُعيِّر السوريين بي " الشيخ يضحك - رحمه الله - " يقول : مش عيب عليكم ، هذا أرناؤوطي ، إي وهذا من فضل الله علي يعني .

غيره ؟

مواضيع متعلقة