حديث : ( بلِ ائتَمِروا بالمعروفِ ، وتناهوا عنِ المنْكرِ ؛ حتَّى إذا رأيتَ شحًّا مطاعًا ، وَهوًى متَّبعًا ، ودنيا مؤثَرةً ، وإعجابَ كلِّ ذي رأىٍ برأيِهِ ؛ فعليْكَ نفسَكَ ، ودع عنْكَ العوامَّ ) ؛ هل هذا دليل أنه يسقط في زمن أو في بلد ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حديث : ( بلِ ائتَمِروا بالمعروفِ ، وتناهوا عنِ المنْكرِ ؛ حتَّى إذا رأيتَ شحًّا مطاعًا ، وَهوًى متَّبعًا ، ودنيا مؤثَرةً ، وإعجابَ كلِّ ذي رأىٍ برأيِهِ ؛ فعليْكَ نفسَكَ ، ودع عنْكَ العوامَّ ) ؛ هل هذا دليل أنه يسقط في زمن أو في بلد ؟
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة ... بأنَّ المنكر بأن إنكار المنكر قد يسقط في زمن أو في بلد كحديث ابن عمر : ( إذا رأيت شحًّا مطاعًا ، وهوًى متَّبعًا ، وإعجاب كلِّ ذي رأيٍ برأيه ؛ فعليكم بخاصَّة ... ) ... ؟

الشيخ : أوَّلًا إنكار المنكر له درجات ، أي درجة أنت تعني ؟

السائل : ... اللسان .

الشيخ : اللسان ، طيب ؛ وهل هو الأمر بالمعروف محصور باللسان ؟

السائل : لا .

الشيخ : فإذًا لماذا تقول في السؤال يسقط الأمر بالمعروف ؟ يجب أن يكون مقيِّدًا باللسان ، وتُرى لو لم يتحقَّق ذلك بزمان الذي وصفه الرسول - عليه السلام - بحديث ابن عمر ، ألا يسقط أحيانًا إنكار المنكر باللسان ؟

السائل : ... .

الشيخ : على العكس تمامًا ، إذا جاء ذاك الزمان ، وقد يكون هو هذا الذي نحن فيه ؛ ألا يجد الإنسان باللِّسان أحيانًا ؟

السائل : ... .

الشيخ : فإذًا إيش معنى وضع قاعدة بأنه يسقط الأمر بالمعروف ؟ وهكذا - كما قلنا - على الإطلاق الذي يشمل حتى الإنكار بالقلب ، ثم يشمل الزمن كل الناس الذي فيه ؛ مع أننا متفقون - والحمد لله - أنه قد لا يسقط عن كلِّ الناس بل عن بعضهم أو كثير منهم أو أكثرهم ، وباختصار : لا يجوز إطلاق السؤال ؛ لأنه خطأ ، وأشد إغراقًا بالخطأ أن يُقال في الجواب : نعم ، يسقط .

والتفصيل الذي سمعتم بعضه آنفًا هو الصواب ؛ أي : نعود إلى الأصل ؛ وهو قوله - عليه السلام - : ( من رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) ، هذا هو النظام ، فما زلنا نعتقد بأن المستطيع لإنكار المنكر ولو في ذلك الزمان يمكن أحيانًا ، فإذًا الضابط في ذلك ليس هو حديث ابن عمر ، وإنما هو حديث أبي سعيد الخدري : ( من رأى منكم منكرًا فليغيِّره ) إلى آخره ، أي : ذلك منوط بالاستطاعة وجوبًا أو سقوطًا .

... ... ...

السائل : ... هل الإطلاق لكلِّ زمان ومكان أم في آخر الزَّمن فقط ؛ مقيَّدة يعني ؟

الشيخ : مقيَّدة ومطلقة ؛ أي : في كل زمان هذا هو الإطلاق ، ومقيَّدة لمَن لا يستطيع أن يُحافظ على دينه فيما إذا لم يعتدل إيمانه ؛ كما قال - عليه السلام - في حديث ابن عمر - أيضًا - : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) ، فمن صبر في أيِّ زمان ومكان ولو يُلحق به فتنة في دينه في نفسه فهو أقوى من ذاك الذي يعتزلهم لأنه لا يصبر على أذاهم ويخشى ... .

... ... ... .
  • رحلة النور - شريط : 91
  • توقيت الفهرسة : 00:23:37
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة