ما يتعلَّق بالغزالي ومنهجه ، وتصحيحه لأحاديث ضعيفة ، وتضعيفه لأحاديث صحيحة ! - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما يتعلَّق بالغزالي ومنهجه ، وتصحيحه لأحاديث ضعيفة ، وتضعيفه لأحاديث صحيحة !
A-
A=
A+
السائل : ما يتعلق بالغزالي بدأ يتكلم بالأحاديث ، وتعرف عرضه بعض الأحاديث حتى في " صحيح مسلم " ، وأي حديث يُخالف رأيه يضعها تحت رجلك .

الشيخ : صح .

السائل : عارض حديث : ( إنَّ أبي وأباك في النار ) .

الشيخ : الله أكبر !

السائل : وهذا حصل في مناقشته رسالة ماجيستير ... ، وقال هذه المقالة دون أن ... .

الشيخ : كيف قال ؟

السائل : قال ... في حديث : ( إن آبائي وآباءَك في النار ) ، هذا في " صحيح مسلم " .

الشيخ : عفوًا ؛ ما يصح أن تقول : إن آباءك .

السائل : هذا قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لمن قال في أمر ... قال : ( إنَّ أباي وأباك في النار ) مقالة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، لا أقولها عني أنا ، وإنما أقول : قال رسول الله .

الشيخ : هو لفظ الرسول - بارك الله فيك - : ( إن أبي ) .

السائل : ها ، ربما أخطأت في هذا ، ( إنَّ أبي وأباك في النار ) .

الشيخ : بلاش التحقُّق ، بلاش ربما [ الجميع يضحك ] .

السائل : المهم في هذا الحديث قال ، قال في هذا الحديث : ضَعْه تحت قدمك .

الشيخ : أعوذ بالله !!

السائل : هذا موجود عندنا في شريط ، هذا أمر ، الأمر الآخر - سلَّمك الله - التهجُّم على أحاديث الآحاد ، بل التعرُّض لـ " صحيح البخاري " وكذا مسلم و " صحيح مسلم " ، ثم ... يرجع يحتج ببعض الأحاديث بعض الأحيان بأحاديث إما ضعيفة وإما موضوعة ، ونجد من يطبِّل له ، جزاك الله خير ، لو نبَّهت على بعض أخطائه ؟

الشيخ : نحن نبَّهنا في كثير من المجالس في بلدكم هذا في هذه المناسبة ، فما يخلو مجلس إلا ونتحدَّث إما ابتداءً ... أو جوابًا عن سؤال ، وفي المدينة مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ألقَيْنا كلمة طويلة حول الغزالي هذا ، فتعرَّضنا لإنكاره لبعض الأحاديث الصحيحة التي أنكرها ، أنا اطَّلعت على بعض الرُّدود التي رُدَّت عليه ، لكن الوقت لا يُساعدني أن أبتَّ بها وما فيها ، ومن هذه الأحاديث التي عملت أنه أنكرها هذا الحديث في " الصحيح " : ( إن أبي وأباك في النار ) ، وتكلَّمت عن فقه الحديث هذا ، وأنه لا يُعارض قوله - تعالى - : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ، وأن الغزالي هذا وغيره من السابقين الذين يقولون إن العرب في الجاهلية كانوا من أهل الفترة ، وهذا أبطلته في تلك المحاضرة ، المحاضرة طويلة جدًّا ، وكلها في هذا الذي أنت طلبتَ مني الآن ، لكن الحقيقة نحن اتَّفقنا مع بعض إخواننا أن نمكث معكم إلى الساعة العاشرة والنصف ، وكادت أن تنصِّف ، لكن مع ذلك نمدُّ في الأجل المذكور شيئًا كي نتمكَّن من الإجابة عن شيء من هذا السؤال .

موقف الرجل من أحاديث الرسول - عليه السلام - خلاف ما يُدندن حوله في كتابه هذا الأخير وفي غيره من الطَّعن بأهل السنة وبأهل الحديث خاصة قديمًا وحديثًا ، أنه يزعم أن هؤلاء لا فقه عندهم ، وأن الفقه كان ألَّف رسالة من قبل لا سنَّة بغير فقه ، رأيتم هذه الرسالة لا بد ، قبل هذا الكتاب الأخير .

السائل : ... .

الشيخ : ها ؟

السائل : ... .

الشيخ : أيوا ، فردَّ عليه بعض إخواننا وهو من أصهارنا هناك في الإمارات العربية ، لكن لم يُيسَّر له نشر ذاك المقال ، المهم من ضلال هذا الرجل أنه لا فقه عنده فضلًا عن السنة ، فهو يقول : لا سنة بغير فقه ، وهذا القول هو الضلال المبين ؛ لم ؟ لأن علماء المسلمين لا يختلفون أن الفقه إنما قام على الكتاب والسنة ، كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما : كتابَ اللهِ وسُنَّتي ) ، فالسنة موجودة ومفروض على المسلمين جميعًا الإيمان بها ، لا شك أن الناس يختلفون في فهمها أولًا ، ثم في حسن تطبيقها ثانيًا ، لكن أن يُقال : " لا سنة بغير فقه " ؛ فقد قال - عليه السلام - : ( نضَّر الله امرأً سمع مقالتي ، فوعاها ، فأدَّاها إلى من لم يسمَعْها ، وربَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه ) ، وفي لفظ : ( ربَّ حامل فقهٍ إلى من ليس بفقيه ) .

المهم أن حامل السنة قد يكون فقيهًا وقد يكون غير فقيه ؛ فهي موجودة وقائمة ، كيف يقول : لا سنة بغير فقه ؟! لكن العكس هو الصواب ؛ لا فقه بغير سنة ؛ لأن الفقه الذي يستند على السنة فهو رأي ، والرأي مرفوض ، فكما قال الشافعي - رحمه الله - في " الرسالة " في بحث القياس : أنَّ من لم يكُنْ عالمًا في السنة فعلى أيِّ شيء يقيس ؟! على الكتاب ؟ الكتاب يقول : (( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )) .

الشاهد أن هذا الرجل لا فقه عنده ولا معرفة عنده بالسنة ، فقهه هو عقله ، وسنَّته هي عقله - أيضًا - ، فما راقَ له من هذه ومن ذاك فهو الشرع وإلا رفضه ، فهو أنكر هذه السفيرة منها هذا الحديث : ( إنَّ أبي وأباك في النار ) ، لكن الحقيقة أنُّو هو قد يُعذر في إنكاره لهذا الحديث ، لكن لا يُعذر في أحاديث أخرى ابتدع هو إنكارها ، والذي أنكره الحديث الأول وقلت : قد يُعذر ، وأنا حين أقول قد أزعم أني أضعها في مكانها ، قد يُعذر ؛ أي : وقد لا يُعذر ؟ لماذا أقول هنا قد يعذر ؟ لأنه سُبِقَ إلى من طعن في صحة هذا الحديث ممن يُعتبر من حفاظ الحديث ؛ ألا وهو الحافظ السيوطي ، هذا له رسالة في الأبوين الكريمين ذهب فيها إلى الحديث الضعيف بل الموضوع كما فعل ابن الجوزي ؛ حيث أورده في " الموضوعات " أنَّ الله - عز وجل - أحيا أبويه فأسلما ، وكذلك حكم شيخ الإسلام ابن تيمية بوضعِه - أيضًا - .

فسبحان الله !! اعتمد السيوطي على إنقاذ الأبوين من الحكم عليهما بالنار أوَّلًا على هذا الحديث الضعيف ، ثم ضعَّف الحديث الصحيح ، بماذا تشبَّث في تضعيفه ؟! نسأل الله أن يعصِمَنا من الهوى ! هذا الحديث في " صحيح مسلم " وفي " مسند الإمام أحمد " من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ؛ أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله ، أين أبي ؟ قال : ( في النار ) . فرجع الرجل كأنه رجع بطبيعة الحال حزينًا ، هاتوا الرجل فرجع ، فقال : ( إن أبي وأباك في النار ) .

علَّل السيوطي هذا الحديث بحمَّاد بن سلمة ، وهو يعلم شيئين اثنين لا سبيل إلى إنكارهما ، وبخاصَّة الأمر الثاني منهما ؛ هو يعلم أولًا أنه من كبار أئمة المسلمين وبخاصة الذَّابِّين عن السنة ، هكذا ذكروه في ترجمته اتِّفاقًا ، ثم يعلم أنه ثقة بصورة خاصَّة فيما يرويه عن ثابت ، لكن هو أخذ كلام الذين غمزوا منه في روايته عن غير ثابت ، فقال : في حفظه كلام ، فأسقط حديثه هذا ، وهو يرى بأمِّ عينه بأنه من روايته عن ثابت ، وهذا لا كلام في صحَّة حديثه عنه ؛ بحجَّة أن أبوي الرسول - عليه السلام - من أهل الفترة ، والله - تعالى - يقول : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ؛ فكيف يُعقل أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكم على أبويه بالنار وهم لم تبلُغْهم الدعوة ؛ فهم من أهل الفترة ؟! ما أدري هل هو عن قناعة شخصيَّة يعتقد أن أهل الجاهلية هم من أهل الفترة ؟ وكلُّ مسلم - تقريبًا - يعلم بأن إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - هما رَفَعَا قواعد الكعبة كما هو في صريح القرآن ، ثم إن العرب كانوا هم وحدهم يحجُّون ويعتمرون ويلبُّون ويقفون ويبيتون إلى آخره ، كيف غفل عن هذا فقال : إنهم - أي : أهل الفترة ، أي : أهل الجاهلية قبل بعثة الرسول عليه السلام - لم تبلغهم الدعوة ؟!

زِدْ على ذلك أن هناك أحاديث كثيرة وصحيحة تدلُّ ... على أن أهل الجاهلية قبل بعثة الرسول - عليه السلام - ليسوا من أهل الفترة ، فكم من حديث فيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ - مثلًا - عن حاتم الطائي وعن كرمه وإنفاقه ؛ فهل رفعه ذلك ؟ قال : ( لا ، إنه لم يقل يومًا : ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) ، قال هذا فيه وفي غيره من العرب الأجواد . كذلك جاء في " صحيح مسلم " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان راكبًا على دابَّته حين شمتَتْ به ، فنظر فإذا هناك قبران ، فسأل متى مات هذان ؟ قال : في الجاهلية . قال : ( إنهما لَيُعذَّبان ، ولولا أن تدافنوا لأسمعتكم عذاب القبر ) ، فهذا نصٌّ صريح بأنَّ الذين ماتوا في الجاهلية هما يعذَّبان ؛ فكيف يصح أن يُقال بأن الذين كانوا قبل الرسول - عليه السلام - هم من أهل الفترة ، وليس عندهم دليل إلا عموم قوله - تعالى - : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ؟! ولا شك أن البعث هنا في الآية ليس من الضروري أن يكون بعثًا مباشرًا لقوله ، فيكفي أن تباشرهم الدعوة ولو بواسطة الرسول كما هو وضعنا نحن معشر المسلمين اليوم ، فإذا فُسِّرت الآية (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) بكل طائفة بكلِّ عصر ؛ فمعنى ذلك نحن دخلنا - أيضًا - في جماعة الفترة ؛ لأنه ما جاءنا رسول مباشرة ، وعلى ذلك تُفسَّر الآية التي تقول : (( لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ )) أي : مباشرةً ؛ فحين ذاك لا يُنافي هذا ما ذكرناه آنفًا من أن المقصود وصول الرسالة وليس الرسول بشخصه فيما ذكرت آنفًا بالنسبة لأمة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - .

فالخلاصة : أن أهل الرأي يعتمدون على تفسير الآيات بأهوائهم ، ثم تتعارض أهواؤهم مع بعض الأحاديث وليس الآيات ، فيزعمون أن هذا الحديث معارض للقرآن الكريم ، أما السيوطي فقد مهَّد السبيل - مع الأسف - بمثل هذا الرجل أن يطعنَ في هذا الحديث من حيث الإسناد ، ولا مطعن فيه إطلاقًا ، وبخاصة أنني قد وجدت له بعض الشواهد ؛ منها أن رجلًا - أيضًا - سأل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن أبيه ؟ فأجابه بجواب آخر ، قال له : ( حيثما مرَرْت بقبر مشرك ؛ فبشِّره بالنار ) ؛ فهذا الدليل عام وشامل أنَّ الذين كانوا قبل بعثة الرسول - عليه السلام - ولم تبلُغْهم دعوته هم مشركون ، فحول هذه النقطة كانت كلمتي هناك في المدينة نحو ساعة من الزمان ولَّا أكثر ؟

السائل : بين المغرب والعشاء .

الشيخ : بين المغرب والعشاء ، أي : نحو ساعة .

من الأحاديث التي هو ينكرها كما تعلمون حديث ضرب موسى لملك الموت ، وأنه فقأ عينه ، فيسخر ويضحك ؛ كيف هذا الحديث وموسى يكره الموت ؟! ذلك من جهله بالسنة ، فقد جاء في " مسند الإمام أحمد " بسند صحيح عن أبي هريرة أن مَن كان قبلكم كانوا يأتيهم ملك الموت بصورة بشر ، فجاء إلى موسى ، وقال له : أطِعْ ربَّك ، فما كان منه إلا أن صَفَعَه تلك الصفعة ، ففقأ عينه البشرية ، وليس عينه الملائكية ؛ فهذا الرجل لو كان أولًا يعلم بالسنة ، ثم يؤمن بها لَما استشكل هذا الحديث إطلاقًا ، وبخاصة أن في تمام الحديث لمَّا شكا ملك الموت موسى إلى ربه ، قال له : لقد أرسلتني إلى عبد لك لا يحبُّ الموت ، قال : فارجع إليه وقل له : ضَعْ يدَك على جلد ثور ؛ فلك بكلِّ شعرة سنة من الحياة ، فرجع إليه ، وكأنه أُوحِيَ إليه أو علم بطريقة أو بأخرى ليس يهمُّنا أن هذا فعلًا هو مُرسل من الله ، وليس إنسان عادي يريد أن يسخر منه ويقول : سلِّمني روحك ، قال له : فماذا ... تمام ما جاء في آخره لا يصح أن يُقال : إن موسى - عليه السلام - كره الموت ، ولا يصح أن يُقال بالتالي أنه كيف يُعقل أن يضرب ملكًا ويفقأ عينه ؟ لأنه كان بصورة بشر ، وهكذا في كل الأحاديث التي يُنكرها أو يسخر منها ؛ فهي إنما يحكِّم هواه في ذلك ، و ... للناس قول الله - عز وجل - : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )) ، وقوله - تبارك وتعالى - : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ، إلى آيات أخرى كثيرة تُوجب على كلِّ مسلم أن يسلِّمَ قيادة قلبه وعقله لله ولرسوله - عليه الصلاة والسلام - ؛ لأنه كما قال في القرآن : (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )) .

فلذلك نحن من يوم علَّقنا على كتابه " فقه السيرة " ، ووضع تلك المقدمة بدأت رائحته الكريهة تظهر حينما أعلن عن منهجه بأنه قد يحكم على الحديث الصحيح بعدم الصحة ، وعلى الحديث الضعيف بالصحة ، وتعلمون ما ذكره في هذه المقدمة ، وأنا كنت لقيته أكثر من مرة ، وبخاصَّة لما كنا في المجلس الأعلى في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، قلت له : يا شيخ ، أنت ردَدْت حديث ابن عمر لأنَّك فهمْتَ منه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغارَ على بني المصطلق دون أن تبلُغَهم الدعوة ؛ فمن أين جئت بهذا ؟ الأحكام الشرعية لا تُؤخذ من حديث واحد ، أنت تعلم بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها ؛ هل تريد أن يخبر الناس ويعلمهم نحن قادمون إليكم لغزوكم ؟! يعني هذا هو التَّبرير والإنذار ؟! ولَّا يكفي أن يكون أنذرهم من قبل شهر شهرين سنة سنتين ؛ المهم أنهم بلغتهم الدعوة ، فكفروا وجحدوا ... فما وجه كأنَّه غزاهم بدون إنذار ؟ وفي الحديث الصحيح من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : " ما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ما قاتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومًا حتى يُبلِغَهم الدعوة ) .

كذلك صحَّح حديث : ( أحبُّوا الله لثلاث ) ، قال : هذا معناه صحيح ؛ فقلنا له : سبحان الله ! هل كل جملة أو كل حكمة صحيحة المعنى ضروري أن تكون صحيحة النسبة للرسول - عليه السلام - ؟! فإذًا قوله - عليه السلام - : ( إن من الشعر لحكمة ) هذا الشعر هو قوله ولَّا قول الشعراء ؟! ( إن من الشعر لحكمة ) يعني ليس من كلامه ، لكن فيه حكمة ، فإذا أخطأ مُخطئ أو كذب أفَّاك فنسب شيئًا من كلام حسن جميل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - نظرنا في المعنى فوجدناه سليمًا ؛ إذًا هذا قاله الرسول - صلى الله عليه وسلم - ! هذا منتهى الزُّور والانحراف عن مثل قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( من قالَ عليَّ ما لم أقُلْ ؛ فليتبوَّأ مقعده من النار ) .

ولعلنا نكتفي بهذا القدر ، ونستسمح من الشيخ فهد أن يأذن لنا بالانصراف .
  • رحلة النور - شريط : 90
  • توقيت الفهرسة : 00:26:31
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة