هل تنصحون بقراءة كتب الغزالي ، والشعراوي ، والصابوني ، الطنطاوي ؟ وما عقائد هؤلاء ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل تنصحون بقراءة كتب الغزالي ، والشعراوي ، والصابوني ، الطنطاوي ؟ وما عقائد هؤلاء ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول : هل تنصحون بقراءة كتب الشخصيات الآتية ؟ وما عقائد هؤلاء ؟ الغزالي ، والشعراوي ، والصابوني ، الطنطاوي ؟

الشيخ : أنصح ولا أنصح ، لا أنصح عامة الناس بقراءة هذه الكتب ؛ لِمَا فيها من انحرافات كثيرة عن كثير من أدلة السنة وعن منهج السلف الصالح بعامة ، هذا نصيحتي لعامة الناس ، أما خاصَّة الناس الذين أُوتوا من العلم ما يساعدهم على تمييز الحقِّ من الباطل مما في هذه الكتب ؛ فهؤلاء أنصح لهم أن يقرؤوها ؛ بل يجب عليهم أن يقرؤوها ليبيِّنوا الزَّغل والانحراف الذي فيها ، ليحذِّروا الناس أن يقعوا في مثل ذلك ؛ فإن بعض هؤلاء على الأقل ليست وسائلهم في تبليغ الناس آراءهم وانحرافاتهم هي الكتابة فقط ، بل وقد تُتاح لهم الفرصة للتحدُّث مع العالم كله بواسطة المذياع ؛ ولذلك فلا بد لبعض أهل العلم أن يقرؤوا هذه الكتب وأن يبيِّنوا ما فيها من الانحراف .

بمناسبة حديث المعازف السابق ذكره آنفًا ؛ وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( ليكونَنَّ في أمَّتي أقوام يستحلُّون الحرَ والحرير والخمر والمعازف ؛ يمسون في لهوٍ ولعبٍ ، ويصبحون وقد مُسخوا قردةً وخنازير ) . قرأت في كتاب لأحد هؤلاء المذكورين في السؤال الذي هو بعنوان " الفتاوى " أو نحو ذلك ، سُئِلَ عن حكم الغناء وآلات الطرب ؟ فتكلم =

-- وعليكم السلام ورحمة الله --

= فتكلَّم بنحو صفحة ونصف كله كلام ، وليس فيه لا آية ولا حديث لا صحيح ولا ضعيف ؛ فكيف تكون الفتاوى على هذا النَّسق من الكلام الذي يستحلُّ ما حرَّم الله ولا يذكر في ذلك آيةً ولا حديثًا ؛ مع أنَّ الحديث الذي يُخالف فتواه حديث صحيح لم يتعرَّض لذكره إطلاقًا ، وهذا بلا شك انحراف خطير ، وهذا المثال من عشرات إن لم نقل مئات الأمثلة التي وقع هؤلاء الكُتَّاب الذي يسمَّون بأنهم دعاة إلى الإسلام ، هم دعاة إلى الإسلام لا شك ولا ريب ، ولكنهم يدعون إلى شيء غير قليل من مفهوم للإسلام فهمًا يخالف للكتاب والسنة في كثير ممَّا ذهبوا إليه ، وحسبكم الآن هذا المثال ؛ حديث تحريم آلات الطرب ، والتي تُسمَّى بلفظ الشرع المعازف ، قد أُهمِلَ لم يلتفت إليه إطلاقًا ، بل كاتب من هؤلاء الكُتَّاب قد صرَّح دون أي خشية من الله أو استحياء من عباد الله بأنه هو يحلو له أو يطيب له أن يسمع أحيانًا بعض أغاني أم كلثوم ، لا يرى في ذلك حرجًا مع أن ذلك فتنة ما بعدها فتنة .

وقد بلغنا منذ سنين طويلة أنَّ بعض النسوة افتُتنوا بقراءة عبد الباسط هذا المصري أوَّل بروزه وهو يقرأ ماذا ؟ يقرأ القرآن الكريم ؛ فكيف لا يفتتن الرجالُ بالنساء أو ببعض النسوة إذا غنَّينا ذلك الغناء المعروف ، والعكس بالعكس ؛ كيف لا تفتتن النساء بغناء الرجال الذي أصبح يُذاع وأصبح فنًّا مع الأسف ، كلُّ هؤلاء وهؤلاء لم يرفعوا رؤوسهم إذا ما جاء عن الله في كتابه من النهي عن اتِّباع لهو الحديث ، وصرَّح في ذلك قوله - عليه الصلاة والسلام - في غير ما حديث صحيح ، وليس البحث الآن في سرد الأدلة في تحريم تلك الآلة ، وإنما القصد بيان أنَّ هؤلاء الكُتَّاب لم يكونوا على علم صحيح سليم ؛ لأنهم لم يدرسوا السنة ، ومن هنا تعرفون قدر قيمة قوله - عليه السلام - : ( تركت فيكم أمرين لن تضلُّوا ما إن تمسَّكتم بهما ؛ كتاب الله وسنَّتي ، ولن يتفرَّقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض ) . فمن تمسَّك بالقرآن وأعرض عن السنة فمثله كمثل من تمسَّك بالسنة وأعرض عن القرآن ؛ فكلاهما لم يأخذ بهذين الأصلين اللَّذَين مَن تمسَّك بهما نجا ، ومن خالف هلك .

نعم .
  • رحلة النور - شريط : 81
  • توقيت الفهرسة : 00:22:46
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة