... الكاملة وأبي الحسنات محمد بن عبد الحي اللَّكنوي وقعن في الجرح والتعديل ... هل ... ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
... الكاملة وأبي الحسنات محمد بن عبد الحي اللَّكنوي وقعن في الجرح والتعديل ... هل ... ؟
A-
A=
A+
السائل : ... الكاملة وأبي الحسنات محمد بن عبد الحي اللَّكنوي وقعن في الجرح والتعديل ... هل ... ؟

الشيخ : نعم ، ليست ... علَّق عليها عبد الفتاح أبو غدَّة ؟

السائل : بلى .

الشيخ : ... يُعرَضُ عن التعليقات إلا ما ندر منها ، ويُعتمد على ما في المتن الذي هو لأبي الحسنات اللكنوي ؛ فإنَّ هذا الرجل الحقيقة أنه عالم فاضل من نوابغ علماء الحنفية في الهند في زمانه ، وباعتقادي لولا أنَّه مات ولم يبلغ سنَّ الشيخوخة لَكان أفاد العالم الإسلامي .

السائل : ... .

الشيخ : ... أنضج وأطيب ، هذا الكتاب أو هذه الكتب في علم المصطلح تدلُّ على حافظته أولًا ، ودقَّة ملاحظاته ثانيًا ، والتنبيهات التي ذَكَرَها في فصول كتاب " الأجوبة " فهي مفيدة ومهمَّة جدًّا للمبتدئين في علم الحديث ومصطلحه ، وأظن له بعض الكتب في المذهب الحنفي ، وفي شرح بعض الكتب الحديثية ، من أهمِّها في اعتقادي شرحه الذي سمَّاه بالمُمجَّد في شرح الموطأ ، نسيت أوَّل كلمة .

السائل : ... .

الشيخ : نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : المهم هذا الكتاب موطأ الإمام أحمد محمد الشيباني روايته للإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة ، وهذا من الموطَّئات المذكورة ... يتحدَّثون عن " موطَّأ مالك بن أنس " ، ويقولون أن " موطأه " هذا له عدة روايات ، فمن جملتها رواية محمد بن حسن الشيباني هذا ، وهو يختلف عن " موطأ الإمام مالك " من حيث أسلوبه ، وكأنه باهى في أسلوبه أسلوبَ شيخه مالك بن أنس ؛ ذلك لأن أسلوب الإمام مالك أنه يذكر أحيانًا كثيرة بعض الأحاديث الواردة في الباب ، ثم يذكر رأيه وأقوال علماء المدينة ... ضعف تلك الأحاديث ، فتارةً يوافق الأحاديث ونادرًا يخالفها في قوله : أنَّ علماء المدينة ليسوا على هذا الحديث ، الإمام محمد بن الحسن الشيباني - رحمه الله - لمَّا روى هذا " الموطأ " عن الإمام مالك ترك آراءه وأقواله واعتماده على علماء المدينة ، عَكَسَ ذلك وكان كلما ذكر حديثًا من طريق الإمام مالك ذكرَ رأيه وقول الإمام أبي حنيفة ، ففي كثير من الأحاديث يقول : وبه قال أبو حنيفة ، وعليه العامة من أصحابنا ... وتلا الشاهد الآن تذكرت الاسم بتمامه " التعليق الممجَّد على موطأ الإمام محمد " .

ترى أبا الحسنات هذا في كثير من تعليقاته على هذا الكتاب ... فيه ما عليه جماهير العلماء .

عودة لما كنا فيه : هذا أبو الحسنات اللكنوي إنما يتكلم عقبَ كلِّ حديث من أحاديث موطئه ، وأكثرها رواه هو عن شيخه مالك مباشرةً ، أحيانًا قد يلزم في بعض الأحاديث التي يؤيِّد بها مذهبه أو مذهب إمامه ... ، لكنه يظهر من كلامه بأنه قد بدأ ... للتعصُّب المذهبي الحنفي الذي يغلب على عامة علماء الهند والباكستان الذين هم من الأحناف ، ... الأدلة في المذاهب ثم يفرِّق بما هو الأرجح عنده ... منه للسنة ، من هذه الأمثلة التي تحضرني في هذه الساعة أنه لما جاء إلى حديث : ( لا صلاة لِمَن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ذكر مذهب الإمام الشافعي و... أنَّ قراءة الفاتحة ... واجبة على الجهرية ، ... مالك القراءة السرية دون الجهرية عن إمامه أبي حنيفة ؛ لا يقرأ ... لا في السرية ولا في الجهرية ، فيورد أدلة العلماء هؤلاء ، ثم يذهب مذهب وسطًا يوافق فيه مذهب الإمام أحمد - رحمه الله - - وهو مذهب مالك - أنه يقرأ في السرية دون الجهرية ، ويُورد كثيرًا من أدلة الحنفية الذين من عادتهم أن يحتجُّوا بكلِّ حديث بغضِّ النظر عن صحَّته أو ضعفه ، من هذه الأحاديث مثلًا التي لا تصحُّ : ( من قرأ وراء الإمام مُلِئَ فوه نارًا ) ، فيبيِّن بصفة تجرُّد أن هذا الحديث كيف لا يصح ، فيناقض ذلك عند ... ، فهنا وقف موقفًا وَسَطًا بين القائلين بالفرضية ؛ فرضية قراءة سورة الفاتحة مطلقًا ؛ سواء كانت المقتدي وراء الإمام بالصلاة الجهرية أو الصلاة السرية ، ثم ردَّ على مذهب الإمام أبي حنيفة الذي يرى عدم القراءة مطلقًا حتَّى في السرية ، وذهب مذهب الوسط الذي ... وحده الإمام أحمد - رحمه الله - ، مع أن قليل جدًّا جدًّا من علماء الحنفية مَن يخرج عن قول متبوع عندهم ، وهو قول الإمام مالك ... مطلقًا حتى في السرية .

كذلك خالَفَ مذهب الحنفية كلهم حينما رجَّح سنية رفع اليدين ، أو على الأصح أن نقول : ... رفع اليدين عند الركوع والرفع منه ، فلعله ذهب إلى الرَّفع مع كلِّ تكبيرة ، ... ذلك الآن ، أما أنَّه رجَّح الرفع عند الركوع و ... منه ، وعند القيام للتشهد الأول إلى الركعة الثالثة ؛ فهذا ... ذكرًا أنه قال ذلك ، وخالف بذلك علماء الحنفية الذين يصرِّحون بأن رفع اليدين في غير تكبيرة الإحرام مكروه تحريمًا ، وبنوا على هذا الحكم ... قولهم بكراهة الصلاة وراء الشافعية ؛ لأنَّهم يرفعون أيديهم في هذه التكبيرات ، وقلت آنفًا بأنه قال باستحباب الرفع وليس ... ؛ لأنه وَقَفَ موقفًا وسطًا بين الحنفية من جهة وبين الشافعية من أخرى بالجمع بين الأحاديث المثبتة وحديث ابن عمر وأبي حميد الساعدي و ... وغيرهم ممَّن روى الرفع في تلك الأماكن الثلاثة ؛ عند تكبيرة الإحرام ، وعند الركوع ، وعند الرفع الأخير ، جمع بين هذه الأحاديث وبين حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - الذي روى عنه أبو داود وغيره أنَّه قال لبعض أصحابه : ألا أصلِّي لكم صلاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟! ثم رفع يديه عند تكبيرة الإحرام ... فهو أراد ألا يُهدر هذا الحديث المنفي ؛ فخَرَجَ بالوصية التالية أنَّ كلًّا من الرفع والترك سنَّة ، والسنة إذًا أن يرفع أحيانًا ويترك أحيانًا ؛ إعمالًا للجانبين من الحديث ؛ الأحاديث المثبتة وحديث ابن مسعود النافي ، فهناك حديث آخر بمعنى حديث البراء بمعنى حديث ابن مسعود ؛ ألا وهو حديث البراء بن عازب ، لكن هذا حديث البراء فيه رجل ضعيف ، أظنُّه - لأن العهد به قديم - اسمه : يزيد ، الراوي هذا اسمه : بن زياد الهاشمي الدمشقي .

الشاهد : أن هذا الرجل لو كان عمره ورأينا منه ... في المسائل الخلافية بين الحنفية وغيرهم أكثر مما ظهر في هذا الشرح ؛ لأنَّه شرح ... ، وهو " التعليق المُمجَّد على مذهب الإمام محمد " ، فهو في معظم الرسائل التي ... في السؤال عنها هو في الواقع يدلُّ على أنه إنسان يجمَعُ بين علم مصطلح الحديث وعلم الفقه الذي يسمَّى اليوم بالفقه المقارن ، ولكن يجب أن نقول حقيقة : أنَّ أيَّ إنسان عاش سنين طويلة يتعبَّد الله - تبارك وتعالى - بمذهب من المذاهب المُتَّبعة فليس من السَّهل أبدًا أن يتخلَّص من التقليد فترةً واحدةً ، وإنما يتدرَّج في ذلك ، ولهذا فقد يوجد في تلك الرسائل شيء لا يمكن ... ، الميل - مثلًا - وأيضًا بطبيعة الحال في ذلك عبد الفتاح أبو غدَّة للاعتداد بقول مَن وثَّق أبا حنيفة وإهدار الأقوال في الأئمة الآخرين ؛ فهم جمهور العلماء من النقاد الذين ضعَّفوا أبا حنيفة على الأقل من جهة ... ، هذا مالَ ، ونرجو أن يكون الميل ليس هو من آثار التحكُّم ... ، وإنما هو الذي تبيَّن له فذهب إلى توثيق أبي حنيفة خلافًا للإمام أحمد والبخاري ومسلم وجماهير المحدثين ، فهذا ما يحضرني الآن جوابًا عن ذاك السؤال .
  • رحلة النور - شريط : 74
  • توقيت الفهرسة : 00:07:46
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة