في مسألة القياس . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
في مسألة القياس .
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، قال بعض العلماء المحقِّقين أن ... ثم نفي القياس لم يُرِد القياس جملة ، وإنما نفي الذي وقع لابن حزم ، وأنه شنَّع على مطلقي القياس بقولهم أن الأدلة الشرعية لم تستوعب المسائل الشرعية فإن لم ... حدثت ، وقال أن كلَّ مسألة لا بد لها من نصٍّ في الشرع ، ولكن قد تخضع للعالم ؛ فحينئذٍ يقيس للضرورة ، قلت : ... ابن حزم - رحمه الله - نفسه أحيانًا يقيس ... وبيَّنه بعمله ، وزادوا على ذلك - يا شيخ - بقولهم : أن المثال الذي ضَرَبَه ابن حزم يوضِّح هذا الأمر ، وهو أنه ... جملة ما استدلَّ بالقياس هو تحريمهم لظرف من ... وقالوا أنهم استدلوا أن القياس على التَّأفيف ، إن الله - عز وجل - حرَّم التَّأفيف ؛ فمن باب أولى أن يحرِّم الضَّرب ، وقال ابن حزم أن تحريم التَّأفيف جاء في نصوص من الكتاب والسنة ، منها الأمر بالإحسان ، والأمر بالبرِّ ، والأمر بخفض الجناح ، والأمر ... ، وهذه الأوامر تدلُّ على ... بأنَّه ليس هناك أيُّ عاقل يقول بأن من البرِّ أن تضرب والديك أو ... ، فالمسألة كون أنَّ الأدلة الشرعية لا تستوعب ... حدثت ، فلم يكن قياس ... ، وقالوا من لم يعتبر القياس مثل ما يعتبر أكل الميتة ... يجوز عند الضَّرورة مع إطلاق التحريم بالجملة ؟

الشيخ : أنا أعتقد أن هذا الجواب هو تلفيق بين نفي ابن حزم صراحةً للقياس وبين قول الإمام الشافعي الذي ذكرته آنفًا ؛ وهو الحق أن القياس ضرورة ؛ ذلك لأن ابن حزم لا يقول حتى بالقياس الأولوي ، ومعنى التأويل السابق أن رجل إذا قال لقائل : تأدَّب مع فلان ولو أن لا تقول له أفّ ؛ هل يفهم ابن حزم هذا أنه يعني هذا العربي المتكلم بأنه من باب أولى ينهى المأمور منه بأن لا يقول للضيف أو للعالم أفّ ؛ أنه ينهاه من باب أولى عن أن يضربه بكفٍّ ؛ فإذًا إيش فائدة الاستدلال بتمام الآية ؟ هو لا يقول بالقياس حتَّى القياس الأولوي الذي هو مفهوم من اللغة العربية بداهةً ، ولذلك فلا تجده يقول بأيِّ قياس حتى بهذا القياس الأولوي ، وهو إن كان كلُّ قياس على وجه الأرض كما يقول ابن حزم ، وماذا نقول عن هذه الكلمة التي يقالع بها دائمًا خصومه ؟ " هذا قياس ، والقياس كله باطل ، ولو كان منه حقٌّ لَكان هذا منه عين الباطل " ، هالكليشة ... لا يُعرض عنها أبدًا ، فالصحيح أن ابن حزم كان يتوسَّع جدًّا في الطعن بالقياس وبالقائسين ، فأما كونه هو يقع في مخالفة الذَّم للقياس والقائسين ؛ فهذا ليس معناه أنه يقول بشيء من القياس ، لكن هذا معناه أنَّ القاعدة التي وضعها هي ليست قاعدة قديمة ، نحن نجد - مثلًا - كثير من العلماء وبخاصة الحنفية منهم وعلماء الكلام يضعون قاعدةً ، ثم عند التطبيق لا يلتزمونها ، هذا لا يعني أنهم لا ... بالقاعدة ، لكنه يعني بأنهم يقعِّدون قواعد هم يضطرُّون إلى مخالفتها ؛ لأنها ليست سليمةً على إطلاقها ، مثلًا معلوم في أصول الحنفية أنه لا يجوز تخصيص المقطوع أي : المتواتر بنصِّ الآحاد ، تُرى هل هم في تفريعهم للأحكام الفقهية يلتزمون هذه القاعدة ؟ هيهات هيهات !! يقولون : لا يُحتج بالحديث الضعيف بالأحكام ، هل يلتزمون ذلك ؟ كم وكم من مرَّات خالفوا هذه القاعدة وأثبتوا أحكامًا شرعية بأحاديث ضعيفة .
  • رحلة النور - شريط : 70
  • توقيت الفهرسة : 00:03:12
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة