أسلوب النبي - صلى الله عليه وسلم - في النصيحة ، وذكر قصة معاوية بن الحكم السلمي في تشميته للعاطس وهو في الصلاة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أسلوب النبي - صلى الله عليه وسلم - في النصيحة ، وذكر قصة معاوية بن الحكم السلمي في تشميته للعاطس وهو في الصلاة .
A-
A=
A+
الشيخ : ذكرنا القصة وقعت في عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، تكلَّم فيها بعضهم إما جهلًا أو غرورًا ، ثم لم يأمره - عليه الصلاة والسلام - بإعادة الصلاة كما وقع ذلك لمعاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - في قصة مرويَّة في " صحيح مسلم " ، وذكرتها في تمامها في كثير من المجالس ، والآن فقط آخذ منها خلاصة ؛ حيث كان يصلي يومًا والحديث هو الذي يحدِّث به ، كان يصلي يومًا وراء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فعطس رجل بجانبه ، فقال له : يرحمك الله ، العاطس يصلي ، والمشمِّت معه يصلي وراء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فنظر إليه الصَّحابة الذين حولَه بمؤخرة عيونهم ، فضجَّ وضاقَ ذرعًا ، ورفع صوته عاليًا وقال : واثكل أمِّياه ! ما لكم تنظرون إليَّ ؟! ظهر أنه تنبَّه في الصلاة أنه أخطأ خطأً فاحشًا ؛ لأنه قال : فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الصلاة أقبل إليَّ ؛ فوالله ما قَهَرَني ، ولا كَهَرَني ، ولا ضَرَبَني ، ولا شَتَمَني ، وإنما قال لي : ( إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة القرآن ) .

( لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) : مفهومه أن كلام الناس في الصلاة يبطلها ، فهل بطلت صلاة هذا الرجل ؟ الجواب : لا ؛ لماذا ؟ لأن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يأمره بإعادة الصلاة ، وإنَّما أدَّبه بهذا الكلام اللطيف ، لم يَزِدْ على أن قال له : ( إن هذا الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هي تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة القرآن ) ، فلما رأى لطفه - عليه الصلاة والسلام - في تعليم هذا المُخطئ ، نشط يوجِّه أسئلة عديدة ، وأجاب الرسول - عليه السلام - عليها ، وهي مذكورة في " صحيح مسلم " ، هذا ما يمكن أن يُجاب لذاك السؤال .
  • رحلة النور - شريط : 70
  • توقيت الفهرسة : 00:00:04
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة