السائل : طيب ؛ هل ... كانت بهذا المعنى ؟

الشيخ : بلى ، لكن هنا قامت الأدلَّة التي ذكرناها نصَّ بعضها على أن رفع الصوت فيه أذى فيه تشويش ، ولذلك يجوز مثل هذه النصوص ... قدر كان هنا بل كان بقاعدة غير القاعدة المعروفة ، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو فعل مستمرٌّ ، لكن لمَّا جاءت تلك الأحاديث التي ... رفع الصوت بالتكبير ... .

السائل : لو قال قائل أنَّ هذه الأحاديث التي جاءت عن النهي برفع الصوت هذه عامَّة ، وأن هذه خاصَّة برفع الصوت بالذكر بعد الصلاة ، أما الأحاديث التي قد ذكرت ... ليس في الصلاة ؟

الشيخ : لا يعقل هذا ، ما دام فيه إيذاء لا يُعقل أن يكون في إيذاء مكشوف .

السائل : طيب ؛ وإن ... قال والإيذاء ينتفي إذا الجميع رفع الصوت ؛ يعني إذا أنا وأنت وأنت وأنت رفعنا أصواتنا انتفى الإيذاء ؛ يعني هل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أليست هذه العلة كانت معروفة عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟

الشيخ : هذا خيال ، أنت ترفع صوتك لماذا ؟ في ... الذي أسمعتني إيَّاه ، وأنا أرفع صوتي بقراءة آية الكرسي ، ما يصير تشويش بعضنا على بعض ؟

السائل : ... صلاة العيدين ما في تشويش ؟

الشيخ : أرجو أن تجيب ، هناك في صلاة العيدين أنَّ الورد والذكر أن ... ، وهنا متنوِّع ، وأنت تشعر أنَّ المسألة مختلفة تمامًا ؛ ولذلك تلفُّ وتدور وما تجاوب ، أنا بقول لك : أنت تقرأ التكبيرات ، وأنا أقرأ آية الكرسي ، وأنا أرفع صوتي بآية الكرسي وأنت ترفع صوتك بالتكبير ؛ ما تشوِّش عليَّ ولا أشوِّش عليك ؟

السائل : ... .

الشيخ : ... والبلاء عمَّ .

السائل : ... كان في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ كيف يُحمل يعني ؟ يعني لو قال قائل : أَلَم يكن هذا بعهد النبي - صلى الله عليه وسلم - والنبيُّ أقرَّه ؛ يعني لم يكن النبي فقط هو الذي يرفع صوته ؟

الشيخ : في مقتضي - بارك الله فيك - ، المقتضي وهو التَّعليم .

السائل : طيب ؛ التعليم بالنسبة للنبي لكن رفع الصوت بالنسبة للصحابة ، أَلَم تكُنْ علَّة في التعليم ؟! يعني ابن عباس لا يمكن أن يكون في آخر الصفوف وهو صغير يسمع فقط تكبير النبي - صلى الله عليه وسلم - .

الشيخ : من أجل أن يظهر للرسول هل تعلَّموا أم لا ، ويبيِّن لك هذا سؤال عُرض عليَّ في الأمس القريب ، المجوِّد للقرآن ومعلم للقرآن للجنس اللطيف ؛ عرفته ؟ الجنس اللطيف ما تعرفه ؟ النساء ؛ فهل يجوز لهذا المعلِّم أن يُسمع قراءة المرأة ليتبيَّن أصابت أو تعلَّمت أم لا ؟ أجبته بأنه لا ، وليس هنا المقصد ، لكن المقصد أن لماذا يسأل هذا المعلِّم ؟ ليتبيَّن هل الفتاة أو تلك الفتيات التقطن من الدرس وأحسنَّ حفظه أم لا ؟ عرفت كيف ؟ لذلك هناك الأمر واحد تمامًا .

السائل : طيب يا شيخ ، دليل آخر استدلُّوا به يا شيخ ... عن عروة بن الزبير - رضي الله عنهما - كان يقول في دبر كلِّ صلاة ... كان يهلِّل بهنَّ يرفع صوته .

الشيخ : أنا عارف ، نعم نعم ، كله من باب واحد ، وأنت لا بدَّ عندك معرفة بالقاعدة أصولية فقهية ، إذا تعارض حديثان أحدُهما من فعله - عليه الصلاة والسلام - ، والآخر من قوله ، ولم يمكن التوفيق بينهما ، ما هو الراجح حين ذاك آلقول أم الفعل ؟

السائل : أظن القول .

الشيخ : ونحن تلاقينا الآن تُطبَّق هذه القاعدة ، ثم ، لا تستعجلَنْ عليَّ ، ثم في قاعدة أخرى : إذا تعارض الحاظر والمبيح ماذا يُقدَّم ؟

السائل : الحاظر .

الشيخ : الحاظر ، هنا ما هو الحاظر الذي معك ولَّا الذي معي ؟

السائل : الذي معك .

الشيخ : طيب ؛ والذي معك ما هو ؟

السائل : مبيح .

الشيخ : إذًا اللي معي مُرجَّح على الذي معك منا ناحيتين ؛ أن معي القول وهو مقدَّم على الفعل ، ومعي الحظر ومهو مقدَّم على المبيح ؛ فلا إشكال في هذا ؛ ولذلك العلماء تجدهم لهم مدارس دقيقة ؛ لما بيقول الإمام الشافعي وهو من أفقه الأئمة الأربعة فضلًا عن غيرهم ؛ أن هذا كان ... للتعليم ، لماذا يؤوِّل هذا التأويل ؟ لأنه يجد هذه الأساطين القوليَّة المانعة من التشويش ، فيقدِّم القول على الفعل ، ويقدِّم الحاظر على المبيح ، هذا أمر واضح جدًّا ، لولا ... .

تفضل .