ما تقولون في البيت الشعري : " دَعِ الأيام تفعل ما تشاءُ *** وطِبْ نفسًا إذا حكم القضاءُ " من حيث العقيدة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما تقولون في البيت الشعري : " دَعِ الأيام تفعل ما تشاءُ *** وطِبْ نفسًا إذا حكم القضاءُ " من حيث العقيدة ؟
A-
A=
A+
السائل : هنا يقول - أيضًا - : ما تقولون في هذا البيت من حيث العقيدة :

" دَعِ الأيام تفعل ما تشاءُ *** وطِبْ نفسًا إذا حَكَمَ القضاءُ " ؟

الشيخ : هذا من يقول بالمجاز وكان مؤمنًا ، فيُستساغ منه على التأويل ، كقولهم : " أنبَتَ البقلُ الربيعَ " ، فمَن كان يُساء الظَّنُّ به فلا يتكلم به ، ومن كان في جوٍّ موحِّدٍ يعلمون أن المؤمن إنما ينسبُ كلَّ تصرف في الكون إلى الله ، ولكن ذلك لا يمنع من نسبة الشيء إلى السبب الذي جعله الله - عز وجل - سببًا ؛ كمن يقول : أشبَعَني هذا الخبز ، وأرواني هذا الماء ، فليس في هذا شيء ، ولكن ينبغي أن يُلاحظ المكان الذي يُقال فيه مثل هذا الكلام ، فإذا كان يُساء فهمه فلا ينبغي أن يُنطق به ، ويكفي في هذا قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إيَّاك وما يُعتذَرُ منه ) ؛ أي : إذا تكلَّمت بمثل هذا الكلام الذي يحتاج إلى شيء من التأويل بين ناسٍ لا يفهمون عليك ما تقول يأتي قولُ الرسول المذكور : ( إيَّاك وما يُعتَذَرُ منه ) ، أما إذا كان يعيش بين أناس من العرب لا يزالون على التوحيد ، وعلى الفهم لأصل لغتهم ؛ فما أحد يشك بأن هذه العبارة من باب المجاز المُستعمل في اللغة وليس في الكتاب أو السنة على ما هو مشروح في كتب ابن تيمية - رحمه الله - .
  • رحلة النور - شريط : 61
  • توقيت الفهرسة : 00:33:04
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة