" كتاب الدعوة والداعية " لـ " حسن البنا " ، مع التعليق عليه ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
" كتاب الدعوة والداعية " لـ " حسن البنا " ، مع التعليق عليه ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ما باله كتاب " الدعوة والداعية " ؟

السائل: شيخنا ، قرأتموه ؟ هل قرأتموه يعني ؟

الشيخ : أنا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : والله أنا قديمًا جدًّا في طبعته الأولى حيث أنني لا أجد له أثرًا في نفسي صالحًا أو طالحًا ، لكن معروف أنو حسن البنا - رحمه الله - لم يكن عالمًا ، وكان عنده عاطفة إسلامية جيَّاشة ، وله كتابات يُخالف فيها السنة والمنهج السلفي ، معروف هذا عنه ، أما بخصوص هذا الكتاب ؛ فليس لي عنه فكرة ، فهات نشوف ما عندك حوله ؟ - في كاسة مَيّ بالله أبو أحمد ؟ - .

السائل : ... نسمع بتصوف الشيخ حسن البنا - رحمه الله - ؟

الشيخ : إيه .

السائل : وهذا يُلمح في بعض كتبه ، وكان لي قراءة في هذه الأيام في هذا الكتاب " مذكرات الدعوة والداعية " ، ولعل هذا الكتاب من الكتب المتأخرة ؟

الشيخ : ولعل ؟

السائل : لعله من الكتب المتأخرة ، لأنه يذكر أشياء عن دعوته وعمَّا حصل له ، وعمَّا قاموا به ، وعن النظام ، وعن حياته ، وتكلَّم عن حياته حتى وهو صغير ، وفي المدرسة ، وفي ، ويذكر مشائخه في التصوف ، ويُطريهم ويقدسهم ، ويذكر البدوي ، ويذكر أسماء قد تكون مشهورة ، وأسماء غير معروفة ، ويذكر الدسوقي ويذكر كثيرًا من هؤلاء .

الشيخ : لما يذكر البدوي ماذا يقول فيه ؟

السائل : البدوي هذا قوله فيه ، يقول : يتحدث عن شاب قد مات ، غير أنه من الشباب كأنه يتكلم بمناسبة ذكرى وفاته .

الشيخ : أيوا .

السائل : ويذكر أنه كان له قصة مع هذا الشاب ، وهو أنه أخذ يتحدث وإياه ، كان عاصره قبل وفاة الشاب ، يقول : " أخذنا نتحدث عن الأولياء والعلم ، وتطرق بنا الحديث إلى سيدي إبراهيم الدسوقي ، ثم إلى سيدي أحمد البدوي في طنطا ، فقال : أتدري ما نبأ سيدي أحمد البدوي ؟ فقلت له : قد كان وليًّا كريمًا ، وتقيًّا صالحًا ، وعالمًا فاضلًا ، فقال : ذلك فقط ؟ فقلت : هذا ما نعلم ، هذا حد علمي ، فهات ما عندك ؟ فأخذ هذا الشاب الفلَّاح الذي يقول الذي لم يتعلم التعاليم الأولى ، أخذ يسترسل ، وجعل أن كل شيء وُجد وأن نبض الإسلام وأن وأن في صفحة كاملة على يدي سيده البدوي ، والبنا يستمع ، وفي آخر الكلام عقَّب البنا فقال : كنت أستمع هذا التعليق ، والتسلسل في تاريخ السيد البدوي ، وأنا أعجب لعقليَّة هذا الشاب الفلاح الذي لم يتعلَّم أكثر من التعاليم الأولى في القرية ، وكم في مصر من ذكاء مقبور وعقل موفور ! " .

الشيخ : ما شاء الله !

السائل : لأن هذا الشاب جاء بما لم يأت به الشيخ ، وما لم يعني ما تكلَّم عن البدوي كما يستحق البدوي فتكلَّم هذا فمدحه على هذا الكلام ، هذا في الصفحة خمس وثلاثين من " مذكرات الدعوة والداعية " .

...

الشيخ : هذه الطبعة كم يا أستاذي ؟ طبعة أولى ثانية ثالثة مكتوب عليها ؟

السائل : هذه طبعة متأخرة ، لعلها آخر طبعة المكتب الإسلامي ، ومقدم لها الندوي .

سائل آخر : الطبعة الخامسة .

الشيخ : الخامسة .

السائل : هذه الخامسة سنة ألف وأربعمائة وثلاثة .

الشيخ : أربعمائة وثلاثة .

السائل : وثلاثة ، وفي صفحة واحد وعشرين يقول الشيخ عن التصوف يقول : " ولعل من المفيد أن أسجِّل في هذه المذكرات بعض خواطر حول التصوف والطرق في تاريخ الإسلام ، وفي تاريخ الدعوة الإسلامية تتناول مشهد التصوف وآثاره وما صار إليه ، وكيف تكون هذه الطرق نافعة للمجتمع الإسلامي " .

الشيخ : ما شاء الله !

السائل : ثم جاء ، وقفز من كلامه الكثير وقال : " وطرأ على هذه الحقائق ما طرأ - حقائق التصوف - على غيرها من حقائق المعارف الإسلامية ، فأخذت صورة العلم الذي ينظِّم السلوك الإنساني ، ويرسم له طريقًا من الحياة خاصًّا مراحله الذكر والعبادة ومعرفة الله ونهايته الوصول إلى الجنة ومرضاة الله ، وهذا القسم من علوم التصوف - وأسمِّيه علوم التربية والسلوك - لا شك أنه من لبِّ الإسلام وصميمه ، ولا شك أن الصوفية قد بلغوا به مرتبةً من علاج النفوس ودوائها والطب لها والرقي بها ؛ لم يبلغ إليها غيرهم من المربِّين ، ولا شك أنهم حملوا الناس بهذا الأسلوب على خطَّة عملية من حيث أداء فرائض الله ، واجتناب نواهيه ، وصدق التوجه إليه " .

...

الشيخ : لاحول ولا قوة إلا بالله !

السائل : في الصفحة ثلاث وعشرين أيام دمنهور .

سائل آخر : هو يتكلم بين هذه الصفحات كثيرًا عن التصوف والاستغراق فيه وما إلى ذلك ، لكن هنا يقول في صفحة أربع وعشرين من الكتاب : " وكنا في كثير من أيام الجمعة التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور ، فكنا أحيانًا نزور الدسوقي فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة ، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحًا ، فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو عشرين كيلو مترًا ، ونزور ونصلي الجمعة ، ونستريح بعد الغداء ، ونصلي العصر ، ونعود أدراجنا إلى دمنهور ، حيث نصلها بعد المغرب تقريبًا ، وكنا أحيانًا نزور علبة النُّوَّام حيث دفن في مقبرتها الشيخ سيد سنجر ، من خواص رجال الطريقة الخصافية ، والمعروفين بصلاحهم وتقواهم ، ونقضي هناك يومًا كاملًا ثم نعود " ، عمَّاذا يتحدث ؟ يتحدث ويتمدَّح بكونه كان يتربَّى هذه التربية ويقوم بهذا تجاه الأولياء وتجاه قبورهم .

الشيخ : ذكرت أن هذه الطبعة للمكتب الإسلامي ؟ كيف ما علَّق عليها ؟

السائل : قدَّم لها الندوي .

الشيخ : بيعلق على مثلي ؟! الله أكبر !

السائل : " أيام الصمت والعزة ، وكانت لنا أيام ننذر فيها الصمت " - والآن وإن كان هذه الأشياء يتحدَّث عن حياته مع أنه يرى أنها هذه هي التي بنته ، وأوصلته إلى ما وصل إليه - " وكانت لنا أيام ننذر فيها الصمت والبعد عن الناس ، فلا يتكلم أحدنا إلا بذكر أو قرآن ، وكان الطلبة على عادتهم ينتهزونها فرصة للمعاكسة ، فيتقدَّمون إلى الناظر أو الأساتذة مبلِّغين أن فلانًا الطالب قد أُصيب بلسانه ، فيأتي الأستاذ ليستوضح الأمر ، فكنا نجيبه بآية من القرآن ، فينصرف ، وأذكر بالخير أستاذنا الشيخ فرحات " هذا صمت السطور .

الشيخ : إي نعم .

السائل : وله شغف في الغزالي ... ويثني على الغزالي ، ويجعله إمامًا ، ثم يقول : إني ما استطعت أن أنفكَّ عن تربية الغزالي وعن أسلوبه في التربية .

الشيخ : شهادة خطيرة .

السائل : وفعلًا أنا ما استطعت يقول هذا عن نفسه في صفحة ثلاث وثلاثين .

الحضرة في الصفحة إحدى وأربعين في الحضرة ... يقول الشيخ : " كنت سعيدًا بالحياة في القاهرة هذا العام ، فقد ظهر ترتيبي إلى أن قال ... كما كنت أجد متعةً كبرى في الحضرة عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في منزل الشيخ الحصَّافي ، ثم في كثير من ليالي الأسبوع في منزل الخليفة الأول للشيخ الحصَّافي علي أفندي غالب أو سيدنا الأفندي " .

الشيخ : هذا كلُّو الترجمة هَيْ منشان يلف الجمهور حوله ، حتى إذا رشَّح نفسه في الانتخاب ينجح .

السائل : هنا في الصفحة أربع وأربعين عن خروجه في المولد .

الشيخ : نعم .

السائل : وأذكر : " وأنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول ".

سائل آخر : الحضرة هَيْ كيف الحضرة ؟

الشيخ : الرقص بالذكر .

سائل آخر : رقص وذكر .

الشيخ : آ .

سائل آخر : ذكر ورقص .

الشيخ : إي نعم .

السائل : ويقول تحت عنوان ، لكن العنوان لعله من الطابع ... ، يقول : " وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالموكب بعد الحضرة " .

الشيخ : ما شاء الله !

السائل : " كل ليلة من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه ، من منزل أحد الإخوان ، يقول من أول ربيع الأول وإلى الثاني عشر منه ، من منزل أحد الإخوان ، وتصادف أننا في أحد الليالي كان الدَّور على أخينا الشيخ شلبي الرجال ، فذهبنا على العادة بعد العشاء ، فوجدنا البيت منيرًا نظيفًا مجهَّزًا ، ووزَّع الشربات والقهوة والقرفة على مجرى العادة ، وخرجنا بالموكب ، ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تامة ، وبعد العودة جلسنا مع الشيخ شلبي قليلًا وأردنا الإنصراف ، فإذا هو يقول في ابتسامة رقيقة لطيفة : " إن شاء الله غدًا تزورونني مبكِّرين لندفن روحية " ، روحية هذه وحيدته ، وقد رُزِقَها بعد إحدى عشرة سنة من زواجه تقريبًا ، وكان بها شَغِفًا مولعًا ما كان يفارقها حتى في عمله ، وقد شبَّت وترعرعت ، وأسماها روحية ؛ لأنها كانت تحتل من نفسه منزلة الروح ، فاستغربنا وسألنا ، ومتى توفيت ؟ فقال اليوم : قبيل المغرب . فقلنا : ولماذا لم تخبرنا فنخرج من منزل آخر بالموكب ؟ فقال : وما الذي حدث ؟ فقد سقط عنا الحزن وانقلب المأتم فرحًا ؛ فهل تريدون نعمة من الله أكبر من هذه النعمة ؟ وانقلب الحديث إلى درس تصوف يلقيه الشيخ شلبي ، ويعلل وفاة كريمته بغيرة الله على قلبه ، فإن الله يغار على قلوب عباده الصالحين أن تتعلَّق بغيره ، أو تنصرف إلى سواه ، واستشهد بإبراهيم - عليه السلام - ، وقد تعلق قلبه بإسماعيل ، فأمره الله أن يذبحه ، ويعقوب - عليه السلام - إذ تعلق قلبه بيوسف " .

سائل آخر : هذا كرامته أكبر من كرامة إبراهيم ؛ لأن الله ... إبراهيم ... .

الشيخ : إي نعم .

السائل : " يقول وقد تعلق قلبه بإسماعيل فأمره الله أن يذبحه ، ويعقوب - عليه السلام - إذ تعلق قلبه بيوسف فأضاعه الله منه عدة سنوات " ، ما أدري لماذا ترك محمدًا فقد توفي ولده إبراهيم ؟

الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله !

السائل : " ولهذا يجب أن لا يتعلق القلب بغير الله - تبارك وتعالى - ، وإلا كان كذابًا في دعوى المحبة " .

الشيخ : الله أكبر ! إبراهيم تعلق قلبه بإسماعيل فجزاه .

سائل آخر : ... .

الشيخ : كيف ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : إن شئت أجبتك ، شو هادا ؟ كفر هذا .

سائل آخر : ما أتذكَّر ، مثل هذا الكلام يوجد في كلام ابن القيم .

الشيخ : كيف ؟

سائل آخر : مثل هذا الكلام يوجد في كلام ابن القيم .

الشيخ : يوجد في كلام ابن القيم ؟

السائل : " ولهذا يجب ألَّا يتعلق قلب العبد بغير الله - تبارك وتعالى - ، وإلا كان كذابًا في دعوى المحبة ، وساق قصة الفضيل بن عياض ، فقد أمسك بيد ابنته الصغرى فقبَّلها ، فقالت له : يا أبتاه ، أتحبُّني ؟ فقال : نعم يا بنية . فقالت : والله ، ما كنت أظنك كذابًا قبل اليوم . فقال : وكيف ذلك ؟ وكم كذبت ؟ فقالت : لقد ظننت أنك بحالك هذه مع الله لا تحبُّ معه أحدًا . فبكى " . شوف الجهل لا يفرِّق بين المحبة الطبيعية والمحبة مع الله .

الشيخ : أعوذ بالله من هذا الكلام ، هذا الكلام يمسُّ مقام النبوة ؛ ( إني أحبُّهما اللهمَّ أحبَّ من أحبَّهما ) ، الرسول يقول عن الحسن والحسين ، فأشرك في حبِّهما !!

السائل : " قالت البنت : قد ظننت أن بحالك هذه مع الله لا تحب معه أحدًا . فبكى الرجل ، وقال : يا مولاي ، حتى الصغار قد اكتشفوا رياء عبدك الفضيل " ، وهكذا من هذه الأحاديث التي كان الشيخ شلبي ... .

سائل آخر : وبعدين الرسول بكى ، بكى على ولده إبراهيم ، وبكى على ولد ابنته .

السائل : ... هذا كان يلقي درسًا ، وفي درسه سلفي .

الشيخ : في درسه ؟

السائل : سلفي ، أحد السلفيين .

الشيخ : آ ، طيب .

السائل : أحد السلفيين .

الشيخ : آ ، كويس .

السائل : أحدهم حامل السنة ، وكأن السلفي أراد أن يذكِّر الشيخ بأن يعرِّج على الأمور المهمة في العقيدة ، ولكن الشيخ مكرَ به ، ثم أوضح أنه ضحك عليه ، وأنه مكر به في النهاية ، نسمع الآن ماذا يقول الشيخ ، يقول : " في إحدى الليالي شعرت بروح غريبة ، روح تحقد فرقة ، ورأيت مستمعي قد تميَّز عليَّ في درسي ، فقد تميَّز بعضهم على بعض حتى في الأماكن ، ولم أكد حتى فوجئت بسؤال : ما رأي الأستاذ في مسألة التوسل ؟ فقلت له : يا أخي ، أظنك لا تريد أن تسألني عن هذه المسألة وحدها ، ولكنك تريد أن تسألني كذلك في الصلاة والسلام بعد الأذان ، وفي قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ، وفي لفظ السيادة للرسول - صلى الله عليه وسلم - في التشهد ، وفي أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأين مقرُّهما ، وفي قراءة القرآن ، وهل يصل ثوابها إلى الميت أو لا يصل ؟ وفي هذه الحلقات التي يقيمها أهل الطرق ، وهل هي معصية أو قربة إلى الله ؟ وأخذت أسرد له مسائل الخلاف جميعًا التي كانت مدار فتنة سابقة وخلاف شديد فيما بيننا ، فاستغرب الرجل وقال : نعم ، أريد الجواب على هذا كله . فقلت له : يا أخي ، إني لست بعالم ، ولكني رجل مدرِّس مدني ، أحفظ بعض الآيات وبعض الأحاديث " سبحان الله ! كيف اجتمعت جماعة التبليغ هذا أسلوبهم ، مع الشيخ هناك هذا أسلوبهم مع هذا الرجل ، انظروا ماذا يقول في النهاية - أيضًا - : " ولكني رجل مدرس مدني أحفظ بعض الآيات ، وبعض الأحاديث النبوية الشريفة ، وبعض الأحكام الدينية من مطالعتي للكتب ، وأتطوَّع في تدريسها للناس ، فإذا خرجتَ بي عن هذا النطاق ؛ فقد أحرجتني ، ومن قال لا أدري فقد أفتى ، فإذا أعجبك ما أقول ورأيت فيه خيرًا فاسمع مشكورًا ، وإذا أردتَ التوسع في المعرفة فسَلْ غيري من العلماء والفضلاء المختصِّين ؛ فهم يستطيعون إفتاءك بما تريد ، وأما أنا فهذا مبلغ علمي ، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها " .

سائل آخر : فقد أحسن ... .

السائل : لا يبيِّن كذبه الآن ، هو يقول هو سيقول الآن عن نفسه ، اسمع الآن : " فأخذ الرجل بهذا القول ، ولم يجد جوابًا ، وأخذت عليه بهذا الأسلوب ... وارتاح الحاضرون أو معظمهم إلى هذا التخلص ، ولكني لم أُرِدْ أن تضيع الفرصة فالتفت إليهم ، وقلت لهم : يا إخواني ، أنا أعلم تمامًا أن هذا الأخ السائل ، وأن الكثير من حضراتكم ما كان يريد من وراء هذا السؤال إلا أن يعرفَ هذا المدرس الجديد من أيِّ حزب هو ؟ أمن حزب الشيخ موسى ؟ أو من حزب الشيخ عبد السميع ؟ وهذه المعرفة لا تفيدكم شيئًا ، وقد قضيتم في يوم الفتنة ثماني سنوات ، وفيها الكفاية ، وهذه المسائل اختلف فيها المسلمون مئات السنين ، ولا زالوا مختلفين ، والله - تبارك وتعالى - يرضى منا بالحب والوحدة ، ويكره منا الخلاف والفرقة ، فأرجو أن تعاهدوا الله أن تدعوا هذه الأمور الآن ، وتجتهدوا بأن تتعلَّموا أصول الدين وقواعده " .

سائل آخر : وحدة الأمة ولَّا وحدة الوجود ؟

السائل : كلُّو مع بعض وحدة الأمة ، الحاصل أنه يقول : " يرضى منا بالحبِّ والوحدة " ، على أيِّ أساس ؟ ما يهمُّ !

الشيخ : الله أكبر !

السائل : وأنه - أيضًا - يعترف أنه ما أجاب بذاك الجواب للمخرج ، يعني يُسكت ، هذا عبارة عن مغالطة ، وضحك على الناس ، فشخص يسأله ويجاوبه بهذا الجواب ، ثمَّ فيما بعد يقول : أنا أجبته بهذا الجواب من أجل أن أتخلَّص ، وإلا ليست هي الحقيقة .

الشيخ : إي نعم .

السائل : هو كذب في الوقت نفسه .

سائل آخر : يعني كأنه يعلِّم الدعاة إذا جاءكم سلفي يسألكم فاصرفوه هكذا .

الشيخ : إي نعم .

سائل آخر : بصراحة في الكتاب هذا في " المذكرات " يذكر صراحة أنه أخذ العقيدة عن " جوهرة التوحيد " .

الشيخ : هذا الكتاب عندك ؟

سائل آخر : إي موجود يا شيخ .

الشيخ : وطبعة المكتب الإسلامي ؟

سائل آخر : آ ، والكتاب طبعته الأولى اللي عندي أقدم من هذه ... .

الشيخ : أديش سنة أديش ؟

سائل آخر : قبل هذه بخمسة عشر عامًا ... .

سائل آخر : ألف وأربع مائة وثلاثة .

سائل آخر : لا ، هي أكثر ... .

الشيخ : طيب ، خذ راحتك .

السائل : أنا في الواقع أحببتُ أن نسمع هذا الكلام ؛ لأن حتى إخواننا الذين يكتبون ، طبعًا تصوُّف البنا لا يذكرون إلا أنه على الطريقة الحصافية ، ولا يذكرون هذه الأمور العظيمة التي يربِّي عليها شباب الأمة ، و " مذكراته " هذه موجودة عند جميع شباب الإخوان لا نستثني ، الذي ليست عنده اطَّلع عليها ، فهم يقرؤون كتب البنا ويعيشون معها في كل وقت ، ولا يقرأ هؤلاء الحزبيون إلا كتب قادتهم ، فينبغي أن لا يُسكت عن مثل هذا ، وشباب الأمة يتربَّون عليه ، يُخرج هذا الكلام لهم ليعرفوه ، وكثير من الشباب لو علموا هذا من البنا لَلَفظوا أيديهم من دعوته .

الشيخ : هذا إذا كانوا سلفيين !

السائل : إذا كانوا سلفيين وقد انخدعوا ؟

الشيخ : أما غير السلفيين .

السائل : إذا بين لهم الحق أخذوا به .

الشيخ : أريد أن أقول : كلامك في عمومه غير مُسلَّم ؛ لأن الإخوان المسلمين أكثرهم لم يُربَّوا تربية إسلامية صحيحة سلفية ، أفراد منهم ساعدتهم الظروف ، واتصلوا ببعض السلفيين ، فاستقامت أفكارهم ، وصلحت عقيدتهم ؛ هؤلاء فقط - وهم قلٌّ من جلّ - إذا اطلعوا على هذا نبذوه نبذ النوافس .

السائل : هذا هو الذي أقصده .

الشيخ : هذا الذي تقصده .

السائل : والكتابات التي أقصد أنها تُكتب يكتبها السلفيون .

الشيخ : كيف ؟

السائل : يعني في مشايخ للإخوان والسلفيين الذين وُجدت عندهم غيرة على هؤلاء أن ينخدعوا .

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام .

السائل : بالشعارات ، يكتبون فيقولون محذِّرين لهؤلاء أن البنا عنده كذا ، ولديه طريقة صوفية ، ولكنهم يغفلون أو يتغافلون عن مثل هذه المواقع التي يذكرها البنا نفسه .

الشيخ : شوف يا أستاذ .

السائل : وقد يذكرونها عن الأتباع مثل سعيد حوى والتلمساني ، و و فلان وفلان ، ويذكرون شغفهم بالقبور ، وتعلُّقهم بها ويسكتون عن ما عند البنا ، هذا قصدي .

الشيخ : لا يمكن أن تجد سلفيًّا انضم إلى الإخوان المسلمين ، لكن تجد كثيرًا من الإخوان المسلمين لا أقول انضموا إلى السلفية ، لكن صاروا سلفيين في العقيدة ، والفرق بين إخواني صار سلفيًّا ولم ينضم إلى السلفيين ؛ أنه لا يخرج عن حزبيَّته ؛ بخلاف أن لو انضم إلى السلفيين فحينئذٍ سيخرج عن حزبيَّة الإخوان المسلمين ، والذي أعرفه أن كثيرًا من الإخوان المسلمين لما جاءتهم الدعوة السلفية واضحةً بيِّنةً استجابوا لها وصاروا سلفيين في ذوات أنفسهم ، لكن لم يصيروا سلفيين لغيرهم ، ولذلك فلن تستطيع أن تحظى بواحد منهم ينقد البنَّا بحق ، لأنه بذلك يخرج عن كونه من الإخوان المسلمين .

سائل آخر : أو يخرج إن كان رأسًا .

الشيخ : لأ ، هو إن كان أُخرج يكون حسن ، لكن لا يجعلوا لهم سبيلًا لإخراجه واضح .

السائل : واضح .

الشيخ : ولذلك مع الأسف لن تجد واحدًا من هؤلاء الإخوانيين السلفيين من يُمكنه أن ينقد الإخوان المسلمين .
  • رحلة الخير - شريط : 8
  • توقيت الفهرسة : 00:58:14
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة