يقولون : بما أن الشيخ الألباني - حفظه الله - يتراجع عن تصحيحه أو تضعيفه لبعض الأحاديث ؛ فينقل الكتاب من " الصحيحة " إلى " الضعيفة " أو العكس ، فلا نعتمد الآن على كتب الشيخ وهو لا يزال يتراجع ، والميت أولى بالتقليد من الحي ! فما تقولون ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
يقولون : بما أن الشيخ الألباني - حفظه الله - يتراجع عن تصحيحه أو تضعيفه لبعض الأحاديث ؛ فينقل الكتاب من " الصحيحة " إلى " الضعيفة " أو العكس ، فلا نعتمد الآن على كتب الشيخ وهو لا يزال يتراجع ، والميت أولى بالتقليد من الحي ! فما تقولون ؟
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ - أحسن الله إليك - ... .

الشيخ : تفضل .

السائل : يقولون : بناءً على أن الشيخ - حفظه الله - أنَّه يتراجع عن الحديث فينقلها من الصحيحة إلى الضعيفة أو العكس ، وإذا قلنا الاقتصار على الحديث من " صحيح الجامع الصغير " ... سيكون هناك كثيرًا من الأحاديث التي تراجع عن الشيخ ، فيقولون : إذًا هذا الكتاب ليس نعتمد على كتب الشيخ الآن وهو لا زال يتراجع ، ويقولون : الميت أولى بالتقليد من الحي ، فإذا جاء الأحاديث ... - مثلًا - قال : أنا أقلد الحافظ بن حجر في تحكيمه ؛ لأن الحافظ بن حجر تُوفي ، وهذا حكمه على الحديث ، أما الشيخ ناصر فهو يضعِّف الحديث وهو حي ... - طبعًا ينقلون بعض هذا الكلام - ولا يدري أنه قد يعثر في شيء على مخطوطة فلم يحسِّن الحديث كما فعل ابن حجر ؛ فلذلك أنا أقلِّد الميت ... فكيف ... ؟

الشيخ : طيب ؛ من أين أتى بهذا الحكم أنه يقلد الميت دون الحي ؟ من أين جاء بهذا الحكم ؟

السائل : طبعًا هذه عبارة مشهورة عن .

الشيخ : أنا عارف ، لكن لا تحيد عن الجواب ، عبارة مشهورة ، لكن نحن نوجب هذه العبارة أن نفحصها ونقيسها بميزان الشرع ، من قال بأن تقليد الحي أولى من تقليد الميت ؟ من قال تقليد - عفوًا - ؛ من قال تقليد الميت أولى من تقليد الحي ؟ الميت الذي لا يُستطاع الوصول إليه بطريقة أو بأخرى ، أما الحي الذي يمكن الاتصال به بأي وسيلة - أيضًا - أو بأخرى ، ويمكن هذا أن يتراجع ، وذاك لا يمكن أن يتراجع ، كيف كانت قلب هذه الحقيقة بقول الجهلة الذين لا علمَ عندهم ، وأنه أقلَّد الميت ولا أقلِّد الحي ، ما هو الدليل على هذا إلا هو الجهل إن فرضنا أنُّو ليس هناك حقد أو حسد أو نحو ذلك من الأخلاق التي يعني تجلَّت في العصر الحاضر مع الأسف في بعض الخاصة ؛ فضلًا عن بعض العامة ؛ فضلًا عن بعض المتعصِّبة .

فالخلاصة إما التراجع التي يلمسه طلاب العلم في الألباني هذا التراجع من الألباني واجب ؛ لأن الإصرار على الخطأ هو خطيئة أخرى ، بينما الخطأ الذي وقع فيه ليس خطيئة ؛ لأنه أفرغ جهده وأنتم ترون بفضل الله - تبارك وتعالى - أن الجهد الذي يُفرغه الألباني ... لكن قلت قد لا يُعرف ؛ لأن الإنسان مُكلَّف بما يشهد ، أما ما وراء الغيب فقد يكون كما يقال : " في الزوايا خبايا " ، فإذا كان هذا الألباني كما قلتُ في بعض مقدِّمات كتبي أن علم الحديث لا يقبل الجمود ، بل هو علم كل العلم اللي داخل تحت التجربة لا يقبل الجمود ، كل يوم هو في تقدُّم ؛ ولذلك كتاب ألَّفته منذ عشرين أو ثلاثين سنة لا يُمكن أنا أن أعيد طبعه في هذه الأيام لنفس العلم والاجتهاد الذي كان صدر مني في ذلك الزمان ، بل أنا أجد من واجبي أن أُعيد النظر ، وأجد من واجب مَن قد يعثر على خطأ في كتاب من كتبي أن ينبِّهني عليه ؛ فإما أن أكون فعلًا أنا مخطئ فأشكره على دلالته على الخير ، وإما أن أعود وأكرِّر عليه بأنك أنت المخطئ ، وهذا وقع كثيرًا من ... فإذا كان تراجعي هذا حسنًا ؛ فلماذا يتَّخذون الشخص الميت الذي لا يمكنه أن يتراجع هو القدوة ، وهذا الإنسان الحي الذي بإمكانه أن يتراجع وهذه حقيقة واقعة ؛ فإذًا أنا لا أقلِّد حي ، وإنما أقلد الميت ، أنا أقول : شأنك وما تريد ؛ لأن الله هو الحسيب ، هو الذي سيحاسبك أولًا على هذا المنطق ؛ من أين جئت بأن الميت أولى بالاتباع ؟ مادام أن هذا الحي إذا تبيَّن له خطؤه تراجع عنه ، أما ذاك الميت ما تستطيع أن تقول يتبيَّن له الخطأ أو لا يتبيَّن ؛ لأنه مات وفارق هذه الحياة الدنيا .

أنا أعتقد أن ... والكلمة محلًّا أو نصيبًا من الحق في ضوء هذا ... ، الميت أحقُّ بأن يُتَّبع حيث ليس معرَّضًا للفتنة ؛ أي : نحن نرى في كثير من الأحيان شخص يعيش ما شاء الله من الزمان مستقيمًا ، ثم تزل به القدم ويميل ميلًا كثيرًا أو قليلًا عن الإسلام ؛ ففي هذه النواحي المتعلقة بالأخلاق وبالسلوك وبالعقيدة : الميت أولى بالاتباع ، أما هذا العلم الذي يستمرُّ نشره وتحريره فلا شك أن اتباع الأحياء خير من اتباع الأموات .

نعم .
  • رحلة النور - شريط : 46
  • توقيت الفهرسة : 00:42:19
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة