معنى الخطِّ بالرَّمل ، وهل هو مخرجٌ من الملة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
معنى الخطِّ بالرَّمل ، وهل هو مخرجٌ من الملة ؟
A-
A=
A+
السائل : ... .

الشيخ : إي نعم .

السائل : ... .

الشيخ : المعنى أن الله - تبارك وتعالى - كان قد جعل لبعض الأنبياء وفي بعض الأقوال ولم يرد في الأحاديث أنه يونس - عليه السلام - أنه كان له وسيلةً يتوصل بها إلى معرفة بعض المغيَّبات بواسطة الضَّرب على الرمل ، النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ربطَ إصابة الرَّمَّال بأن يوافق معجزة ذلك النبي ، وهذا - كما يقول العلماء - من باب تعليق المحال ؛ قال - عليه السلام - : ( فمن وافق خطُّه خطَّ ذاك النبي فذاك هو المصيب ) ، وبلا شك أن هذه الموافقة لا يمكن الوصول إليها ؛ لأن ذلك النبي أولًا : كانت هذه معجزة خاصة به ، وثانيًا : هو لم يدع كتابًا يُتَّخذ وسيلةً لمعرفة طريقة الضَّرب بالرمل ليستكشفَ بهذه الطريقة شيئًا من الغيب ، فهو من باب التعليق بالمحال ؛ قد كان نبيٌّ من الأنبياء يخطُّ فمن وافق خطُّه هذا الرَّمَّال خطَّ ذلك النبي فذاك هو المصيب ، وهذا أمر مستحيل .

السائل : ... .

الشيخ : كيف هي خطِّين ما فهمت ؟

السائل : يخطُّ خطوط كثيرة ، ... خطين خطين ، فإذا بقي في الأخير خطَّان فهذا علامة النجاح ، وإن بقي خط فهذا علامة ... .

الشيخ : علامة النجاح في ماذا ؟

السائل : الأمر الذي أتى هذا الرجل ... الرَّمَّال ... .

الشيخ : ... الغيب يعني ؟

السائل : فهل هذا هو يعني في أثر وارد عن النبي بهذه الطريقة ولَّا هذا من طريقة ... ؟

الشيخ : لأ ، هذا هو ليس عن الرسول طريقة معيَّنة في هذا ، كيف يمكن أن يدع لنا طريقة وهو يعلِّق إصابة الرَّمَّال بأن يوافق خطَّ ذلك النبي ، ثم هذا أسلوب يعني من أساليب الرسول - عليه السلام - ، وإلا فنحن نقرأ في القرآن الكريم قوله - تعالى - : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول )) ، فلا يمكن الوصول إلى الأمور الغيبيَّة باتخاذ وسائل لم يشرعها ربنا - تبارك وتعالى - ؛ فسواء كانت هذه الصورة - ولأوَّل مرة أنا أسمعها - ، أو صور أخرى مما يتعاطاها الرَّمَّالون هؤلاء أو المنجِّمون ؛ فالمهم أنهم يُحاولون بذلك الوصول إلى معرفة بعض المغيَّبات إن لم يكونوا كما أعتقد ... على الناس ويموِّهون عليهم ؛ أي : إنهم يعلمون أنه ليس عندهم طريقة متوارثة مثلًا حتى تتَّصل بذاك النبي ؛ بهذه الطريقة يعرفون بعض المُغيَّبات ، هم يعلمون أنهم ... على الناس ويدلِّسون عليهم ابتغاء مادة عاجلة فعلًا ؛ فلا يجوز هذا التعاطي ؛ لذلك قال - عليه السلام - في بعض الأحاديث الأخرى : ( من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقول ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمد ) ، وكأنه - عليه السلام - يشير بهذا الحديث إلى الآية السابقة ؛ وهي قوله - تعالى - : (( فلا يُظهر على غيبه أحدًا إلا من ارتضى من رسول )) ، فهذا الشاهد أو العرَّاف أو الرَّمَّال ليس رسولًا يُمكن أن يُوحي الله إليه بشيء من علمه بالغيب - تبارك وتعالى - ، لهذا كان تعاطي هذا الضَّرب بالرمل أو أي وسيلة أخرى مما فيه تزوير على الناس هو كفرٌ بمثل هذه الآية الكريمة .

السائل : مخرج من الملة ؟

الشيخ : نعم ؟

السائل : مخرج من الملة ؟

الشيخ : هذا يختلف بَقَى بين الكفر العملي والكفر الاعتقادي ، فإن كان يستحلُّ ذلك بقلبه فهو كفرٌ خروج عن الملة ، وإن كان يعتقد بأن ذلك لا يجوز كما يأكل المرابي الرِّبا ويسرق السَّارق و و إلى آخره ؛ كل هؤلاء بالمنزلة سواء ؛ من استحلَّ بقلبه شيئًا من المحرمات فهو كافر كفر ردَّة ، ومن اقتصر استحلاله على العمل دون الاستحلال القلبي فهو كفر معصية وليس كفر ردَّة .

السائل : ... يُجمع بين هذه الرواية والرواية الأخرى ( لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا ) ؟

الشيخ : ما الـ ؟

السائل : الرواية الأخرى ؟

الشيخ : فهمتك ، ما التعارض بين الروايتين بأنك إما أن تفترض قوله : ( فقد كفر بما أُنزل على محمد ) أنه كفر قلبي ؛ حينئذٍ لا يرد الاعتراض أو الإشكال في الحديث ؛ لأن الحديث يكون صريحًا بأنه لا يكفر ، فيُحمل حينئذٍ على أنَّ كفره كفر عملي وليس كفرًا اعتقاديًّا ؛ فلا تعارضَ حين ذاك ، واضح ؟

السائل : ... .

الشيخ : ... اعتقاديًّا فالحديث ليس موجَّهًا بالنسبة إليه ، وإنما هو موجَّه بالنسبة لِمَن كان كفره عمليًّا ، واضح ؟
  • رحلة النور - شريط : 9
  • توقيت الفهرسة : 00:22:37
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة