السائل : الله يحفظك يا شيخ ، في مدينة جدة القائمين على الذَّبح أتراك ليسوا على دين الإسلام ، لكن لو تبرع الواحد منَّا ما يحدث بدعة في الدين ؟

الشيخ : من هم القائمون على الذبح ؟

السائل : أتراك أترك .

الشيخ : أتراك ؟

السائل : نعم .

سائل آخر : الترك .

الشيخ : أتراك إيه ؟ ... .

السائل : بس علمانيِّين .

...

الشيخ : الأتراك كأمة هي أمة مسلمة .

السائل : لا ، الترك في المدينة التركية .

الشيخ : ألست تعني بالأتراك الذين يسكنون الأناضول وأنقرة والبوسنة ... البوسنة إلى آخره ؟ أليس كذلك ؟

السائل : ... .

الشيخ : هؤلاء مسلمون ، وهؤلاء هم العثمانيُّون الذين حكموا البلاد العربية وغيرها بالإسلام نحو ستَّة قرون أو سبعة قرون إلى عهد كمال أتاتورك هذا الملحد ؛ حيث فرضَ على الشعب التركي القبَّعة ، وغيَّر كثيرًا من أحكام الشريعة ، ثم فرض العلمانية ، فالعلمانية أمر طارئ على البلاد التركية ، ولعلكم تسمعون من الجرائد أنَّ الآن في صحوة في تركيا يطالبون بالعودة إلى الدِّين وإلى اللغة العربية التي كان هذا مصطفى كمال أتاتورك كان قد ألغى اللغة العربية ؛ حتى حرَّف الأذان فجعله باللغة التركية ، الآن في صحوة جيدة - أيضًا - في البلاد التركية يطلبون العَود إلى الأحكام الإسلامية ، فالشعب التركي لعلكم تشعرون بمجيئهم بالألوف المؤلَّفة في الحج والعمرة ، هؤلاء هم الأتراك ، لكن لما فُرِضَ عليهم نظام كافر كما هو الشأن الآن - مثلًا - في سوريا ، وهي على الحدود التركية ، يحكمها حافظ الأسد - مثلًا - وغيره من العلويين ؛ فهل نقول إن الشعب السوري هو شعب علماني ؟ نقول : لا ، هو شعب مسلم ، لكن نظام علماني ، أيضًا الشعب التركي شعب مسلم لكن النظام علماني ، فلا يجوز - والحالة هذه - أن نقول : أن الذين يذبحون هذه الذبائح ويصدِّرونها إلى البلاد العربية هم علمانيون .

السائل : لأ ، هم الآن في جدة ... .

الشيخ : طيب ؛ الأحسن لنا لنستمرَّ في كلامنا ، أنا أردت أن أقول : أن الذين يذبحون هذه الذبائح ويصدِّرونها إلى البلاد العربية هم أتراك ، لكن الأتراك كأفراد كأيِّ شعب فيهم الصالح فيهم الطالح ، ... .

طيب ؛ أما إذا كان ملحدًا ... فالآن أنت اختصرت الموضوع ، وهذا يساعد على البيان ، تقول : هم الآن هنا يزرحون ، يعني في السعودية بجدة ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ؛ هل تبيَّن أن هؤلاء ملاحدة وأنهم لا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ليس سؤالي سؤال امتحان ، وإنما أقول هم بلا شك أحد فريقين ؛ إما أن يكونوا على الأصل الذي تحدَّثنا عنه أتراك مسلمون ، بغضِّ النظر عن صلاحهم أو فسادهم ، وإما أن يكونوا ملاحدة ، فإن كانت الأولى فذبائحهم حلال ، وإن كانت الأخرى فذبائحهم حرام ؛ فهل عرفنا أنهم من القسم الثاني ؛ أي : أنهم ملاحدة لِنقطعَ بأن ذبائحهم لا تُؤكل ؟ إذ عرفنا ذلك فالجواب : لا تجوز ذبائحهم ، وإن لم نعرف فنبقى على الأصل . هذا ينتهي جوابي .

السائل : وإذا أردت أن أتورَّع وكدا ؟ سواء ... .

الشيخ : باب الورع باب واسع ، فنقول حينذاك : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) - وهذا حديث الرسول - عليه السلام - - ، لكن ليس من الورع أن نقول عن هؤلاء بغير علم إنهم ملاحدة ، لماذا ؟ لأنهم أتراك ؛ هذا لا يجوز .

السائل : ... في المسلخ ما ندري ؛ هل يصلون أو لا يصلون ؟ هذه واحدة ، إذا عُلِمَ أنهم لا يصلون ؛ هل تُؤكل ذبائحهم ؟ وإذا لم يُعلم هل يصلون ولَّا لا يصلون ، يعني السؤال ذو حدين ، إذا عُلم وإذا لم يُعلم ؟

الشيخ : إي نعم ، إذا لم يُعلم فقد عرفت الجواب ؛ ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) .

السائل : من باب التورُّع .

الشيخ : نعم ؟

السائل : من باب الورع .

الشيخ : أيوا ، ما عرفتَ أنتَ تقول : يصلون أو لا يصلون ، لكن أنت تعرف أنهم مسلمون ؛ أليس كذلك ؟ لكن لا تعرف أنهم يصلون أو لا يصلون ، فـ ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) .

السائل : ... .

الشيخ : نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : ... ، يأتي الاحتمال الآخر وهو أنهم لا يصلون ؛ أليس كذلك ؟ يعني عرفتَ أنهم لا يصلون ، هنا يأتي البحث من ملاحظة حكم تارك الصلاة ، فمن كان يرى بأن ترك الصلاة كسلًا هو كفر ردَّة وليس كفرًا عمليًّا فقط ؛ فهذا لا يجوز أن يأكل من ذبائح هؤلاء ، ومن يرى مثلي أن مجرَّد ترك الصلاة كسلًا مع كونه مسلمًا ليس كفر ردَّة ؛ فيجوز الأكل ، والأحوط - كما قلنا آنفًا - إذا كان لا يعلم لا هذا ولا هذا أن لا يأكل ؛ لأن ذبيحة المسلم حلال ما دام مسلمًا ، ولا يُشترط فيه أن يكون صالحًا تقيًّا إلا إن قيل بأنَّه شرط كمال وليس شرط صحة ، واضح جوابي ؟

السائل : واضح .

الشيخ : طيب .