هل جهاد النفس أفضل أم الجهاد في سبيل الله أفضل ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل جهاد النفس أفضل أم الجهاد في سبيل الله أفضل ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال ... .

الشيخ : تفضل .

السائل : ... مثلًا هذا الإنسان ... هل أفضل ينتفع ويأخذ ... أو أن ... عن هذا الراتب ... ما هو الأفضل إليه ؟

الشيخ : إي لا شك ، الأفضل هو جهاد النفس .

السائل : قبل المال ؟

الشيخ : بلا شك ... مش قبل المال ، النفس ثم المال ثم اللسان .

السائل : ... .

الشيخ : لا ، نحن منقول من حيث الأهمية مش من حيث الترتيب القرآني ، الترتيب القرآني لو قال ثم بيزيد الأفضلية ، أما هذا لمجرد الجمع ؛ عرفت كيف ؟ لكن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس ، كما قال - عليه السلام - .

السائل : ... .

الشيخ : لأ ، اسمح لي ، هناك حديث ضعيف ، أنت الآن أحوجتني إلى ذكره ، لكن أنا أردت أن أذكر الحديث الصحيح : ( المجاهد من جاهد هواه لله ) ، فالآن جهاد الإنسان نفسه وعرضها على المهالك الموت أقوى أمَّا أن يعطي من جيبته مئات الألوف ؟ فحكم جهاد النفس أقوى ؛ ولذلك فالحديث الذي يُذكر الآن في كثير من المناسبات : ( رجعنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر ) - جهاد النفس - ؛ هذا لا يصح .

السائل : ( رجعنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر ) .

الشيخ : إي .

السائل : ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) .

الشيخ : إي نعم ، رجعنا من الجهاد الأصغر .

السائل : ( إلى الأكبر ) .

الشيخ : صدقت ، هو الجهاد إيش ؟ الأكبر ، هو جهاد النفس ، أنا أعرضْتُ عن ذكر هذا الحديث لأنه ضعيف ، لكن جئت ببديله وهو حديث صحيح ؛ وهو قوله - عليه السلام - : ( المجاهد من جاهد نفسه لله ) ، في رواية : ( من جاهد هواه لله ) ، لا شك أن هذا إذا فرضنا رجلًا قويًّا وغنيًّا ؛ لا شك أن هو هذا القوي الغني أن يظلَّ في داره يعمل في تجارته وينفق من ماله هذا أحبُّ إليه من أن يذهب إلى الجهاد فعلًا ؛ لأن هذا الجهاد فيه تعريض لنفسه ويموت شهيدًا ، ولذلك فمن حيث القوَّة والأفضلية فجهاد النفس بلا شك هو الأفضل من جهاد المال .

ويأتي من بعدهما جهاد اللسان ؛ فلذلك قال - عليه السلام - : ( جاهدوا المشركين بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم ) .

فالشاهد : السؤال الذي أنت سألت عنه لا شك أبدًا ولا تردُّد أن جهاد النفس ... للموت شهيدًا في سبيل الله أولى من جهاد المال ، ولهذا بعض العلماء قديمًا قد صاغوا بعض الخلفاء بكفَّارة يمين فيجوز كان أن يُفتيه بأن يُخرج إطعام مساكين كما هو مذكور في القرآن الكريم ، لكنه ما فعل ذلك ، وإنما أوجب عليه صيام ثلاث أيام ، مع أنه في القرآن : (( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام )) ، هو ما أمره بالصيام أمره ، ما أمره بالمال ؛ لأنه هو غني بيمد إيده من خزانته وبيتصدق بصدقات لا تُعدُّ ولا تُحصى ، فليس في ذلك ... لنفسه ، بينما إذا قال له : صم ؛ هذا فيه شيء مما تبقى بالنسبة إليه هو الجهاد ، فآثَرَ أن يأمره بالصيام دون الصدقة ؛ لأن الصيام بالنسبة لهذا الإنسان الغني أأدب له وأشد تربية لنفسه من أن يخرج كفارة يمينه من المال الكثير الوفير الذي لديه ، فالشاهد بلا شك أن جهاد النفس هو الأصل ، ثم يأتي من بعده جهاد المال .

السائل : يقول بعض العلماء ... في هذا النص : أن تجاهد نفسك عن هواك وعن المعاصي .

الشيخ : أنا ذكرت لك الحديث ، أنت بتقول علماء ، أنا ذكرت لك الحديث آنفًا .

السائل : ... .

الشيخ : أنت يجب أن ... معي بارك الله فيك .

السائل : نعم نعم .

الشيخ : الرسول يقول : ( المجاهد من جاهد نفسه ) وقلت : في زيادة : ( هواه لله ) ، لكن أنا سألتك أيُّ الجهادين أكبر بالنسبة لعامة الناس أهو أن يُعطي غنيُّ المال أم أن يعطي نفسه في سبيل الله ؟

السائل : النفس .

الشيخ : هذا هو ، لذلك مسألة هامة بيكون فيها بحث طويل ... هو هذا السؤال ... .

فالمهم إما أن يكون طلب العلم فرض عين أو يكون فرض كفاية ، وقابل بقى بين الجهاد هل هو فرض عين أم فرض كفاية ؟ فإذا تقابل فرض عين مع فرض الكفاية قُدِّم فرض العين على فرض الكفاية ، والآن نحن لا نتصوَّر أنُّو ... روح جاهد في سبيل الله عم يطلب العلم المفروض عليه ، هذا المفروض انتهى منه ، عرفت كيف ؟ لكن يريد أن يترفَّع بالعلم فهذا فرض كفاية ليس فرض عين .
  • رحلة النور - شريط : 5
  • توقيت الفهرسة : 00:29:19
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة