هل يُعذر الجاهل في أمور العقيدة كمثل ما ذكرنا من الطواف بالقبور ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يُعذر الجاهل في أمور العقيدة كمثل ما ذكرنا من الطواف بالقبور ؟
A-
A=
A+
السائل : هل يُعذر الجاهل في أمور العقيدة مثل هذه الأمور ؟

الشيخ : هذه - أيضًا - لنا فيها يعني أكثر من شريط فيما أعتقد ، والسؤال يحتاج إلى تفصيل ، فهل تذكر في شريط ولَّا لأ ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : فالشاهد : يختلف الجاهل باختلاف المجتمع الذي يعيش فيه ، فإذا كان مجتمعًا جاهليًّا فهو يُعذر ؛ لأن ما في مين يقيم الحجة عليه ويبيِّن له التوحيد ، وإذا كان مجتمعًا إسلاميًّا محضًا موحِّدًا فلا يُعذر ، وبين هذا وهذا طبعًا وجوه كثيرة ، وربنا - عز وجل - هو الذي يعلم ما في الصدور ، فمن علم الله منه أنه لم تبلغه حجة الله فيما كان جاهلًا به ؛ فهذا معذور عند الله ؛ لقوله - تبارك وتعالى - : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ، ولقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : (( ما من رجلٍ من هذه الأمَّة من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمع بي ثم لا يُؤمن بي إلا دخل النار )) .

(( يسمع بي )) يعني : يسمع بدعوتي على حقيقتها ، ثم هو مع ذلك لا يُؤمن ؛ فهو خالد في النار أبدًا .

هذا هو يعني مجمل القول في هذه المسألة ، والمحيط والبيئة له أثر كبير جدًّا في تقويم الإنسان أو إفساده ؛ ولذلك نهى - عليه الصلاة والسلام - أن يسافر المسلم إلى بلاد الكفر ويُساكنهم ويُعاشرهم ؛ لأن الطبع سرَّاق . - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - .

السائل : ذهب القائلون - يا شيخ ، بارك الله فيك - : (( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى )) ذهب القائلون في هذا إلى أنه لا يُعذر الإنسان بجهله ، وقد أخذ الله - عز وجل - العهد عليه من ظهورهم ؛ فما رأيكم في هذا الدليل يا شيخ - جزاك الله خير - ؟

الشيخ : هذا - بارك الله فيك - استدلال هزيل جدًّا ، وإلا ما معنى الآية السابقة : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ؟ هذا الاستدلال معناه تعطيل حكمة بعث الرسل وإنزال الكتب ، فلو كان ما وقع في عالم الأرواح - كما يقولون - يكفي لإقامة الحجة كان لم يقل ربنا - عز وجل - : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ، ولم يكن هناك حاجة قصوى لإرسال الرسل وإنزال الكتب ، وهذا استدلال خاطئ اعتزالي ؛ لأن المعتزلة يفسِّرون الآية التي ذكرتُها آنفًا : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) ؛ أي : العقل ، وهذا انحراف طبعًا عن السنة ؛ لأن السنة توضِّح أن أربعة أجناس يوم القيامة يدلون بحجَّتهم : الطفل الذي لم يبلغ سن التكليف ، والمجنون ، والشيخ الفاني ، والرابع لا أذكره الآن ، المهم هؤلاء يُحاسبون يوم القيامة حسابًا غير حساب الناس ، يُرسل الله - تبارك وتعالى - إليهم رسولًا ، فمن أطاع هذا الرسول دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار ، فلذلك الآية السابقة وهذا الحديث وما جاء في كتب التفاسير من السلف تُبطل الاستدلال بالآية التي ذكرتها آنفًا ، ولا بد من ... .

والحديث الذي ذكرته - أيضًا - آنفًا وهو من الحجج : ( ما من رجلٍ من هذه الأمة من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) ، فلو كانت الحجة السابقة صحيحة لم يكن لهذا الحديث معنى أبدًا ؛ لأن الحجة السابقة تسوِّي بين مَن سمع عن الرسول وبين مَن لم يسمع به إطلاقًا ، وهذا لا يقول به عالم أبدًا .

السائل : معنى ( سمع بي ) ؟

الشيخ : مَو شرحته آنفًا ، سمع بدعوتي وعلى حقيقتها ، وبأوصافه وشمائله المعروفة ، وهذا - أيضًا - لنا بعض تسجيلات في هذه الفترة عندكم .

نعم .
  • رحلة النور - شريط : 4
  • توقيت الفهرسة : 00:14:31
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة