السائل : إلقاء التحية على الجالسين

الشيخ : ... - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إذا دخل أحدكم المجلس فليسلِّم ، وإذا خرج فليسلِّم ؛ فليست الأولى بأحق من الأخرى ) ، فيجب أن نحيي هذه - ... لا أستطيع ، جزاك الله خير - .

فقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - هذا أدب من آداب المجالس ، وهو مهجور مع الأسف الشديد في كثير من الدول الإسلامية ، فهذا حديث صريح الدلالة ؛ لأن الداخل إلى المجلس والخارج منه داخلًا وخارجًا ينبغي أن يسلِّم ، وبعضهم حينما يكونون ملتقين مع بعضهم ... يُلقون السلام عند اللقاء ، ولكنهم لا يلقون السلام عند المفارقة ، وهذا يجب التنبُّه له ، فإنهم أقاموا مقام السلام عليكم بـ " أمان الله " ، وهو قلبٌ للسنة .

سائل آخر : أو مع السلامة .

الشيخ : أو مع السلامة ... وعلى ذلك فالمسلم يستطيع بسبب دخوله المجلس وخروجه منه أن يسجِّل لحسابه عند ربِّه مئات الحسنات ؛ لأن قوله إذا دخل : السلام عليكم بعشر حسنات ، وإذا خرج بعشر أخرى ، إذا قال : السلام عليكم ورحمة الله فبعشرين ، وإذا خرج فبعشرين أخرى ، وهكذا ، وهو - كما يقولون عندنا - كالمنشار يأكل على الطالع وعلى النازل ، وهكذا المسلم إذا اهتمَّ بإحياء السنة فله أجور كثيرة مضاعفة ، والله يضاعف لمن يشاء كما جاء في الحديث الصحيح حديث قدسي : ( إذا همَّ عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ، وإذا عملها فاكتبوها له عشر حسنات ، إلى مئة حسنة ، إلى سبع مئة ، إلى أضعاف كثيرة ، والله يضاعف لمن يشاء ) .

فإذا دخلت وأنت تريد أن تسقي ضيوفك ماءً أو قهوة أو شايًا ، على الطالع وعلى النازل : السلام عليكم ، السلام عليكم ، وهذا ذكر لله ، لكنه يختلف عن ذكر الصوفية وأتباعهم ؛ لأنهم هم يذكرون الله - كما زعموا - قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ، وهذا - كما لا يخفاكم جميعًا إن شاء الله - لا أصل له في السنة ، لكن الذي له أصل هو أن يذكر الله - تبارك وتعالى - في كل أحواله كما جاء عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولذلك قوله : ( السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض ؛ فأفشوه بينكم ) ، فإفشاء السلام هذا منه عند الدخول والخروج ، وأيضًا ... الشاهد ... .