السائل : ... لما حضرت ندوة البحرين التي عقدت ... محمد عيد عباسي ... الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ليس سلفيًّا في الفروع ولا في الحديث ، وإنما هو سلفي في العقيدة ، ... أنا أخذت هذه المعلومات من الكتاب الذي طبعته دار الْـ المسؤولين عند الندوة ، الجواب عن هذا نقول :

أولًا : إن شيخ الإسلام سلفي العقيدة هذا ما في شك ، أما قوله : أنه ليس سلفيًّا في الفروع فأرى - والله أعلم - ... الشيخ من الأمثلة التي خالف فيها المذهب ، وهذا على سبيل المثال ... فالشيخ - رحمه الله - خالف في هذه المسألة المذهب ... كتب المذهب المتأخرة ، وبالأصح كتاب " الإنصاف " وهو من أهم كتب الحنابلة ، ... وهناك عدة أمثلة لا أطيل في ذلك .

الناحية الثاني ... أنه ليس سلفيًّا في الحديث والواقع يُخالف ذلك ، فالشيخ - رحمه الله - رحل إلى المدينة فدرس الحديث على الشيخ محمد حياة السندي - رحمه الله - ، وهو مذكور في جانب ... ، وأيضًا - فيما أعلم - أنه درس على البصري - رحمه الله - ، وهو ... من مكة .

النقطة الثالثة : ... أن الشيخ ليس سلفيًّا ، ... الناس الآخرين أن الذي لا يشتغل بعلم الحديث يُقال له ليس سلفيًّا ، ... الأطباء أو المهندسين وغيرهم من طلاب العلم يدرسون - مثلًا - الفقه أو التفسير ولا يشتغلون في التصحيح والتضعيف ، يُقال إنهم يعملون في الحديث إذا خالف مذهبهم - مثلًا - ؛ يُقال إنهم ليسوا سلفيين ... فما جوابك ؟ - حفظك الله - .

الشيخ : سامحك الله ! اسمع أخي - الله يهديك - ، أنت تعرف عيد عباسي ؟

السائل : نعم ؟

الشيخ : تعرف عيد عباسي ؟

السائل : لا ، لا أعرفه شخصيًّا .

الشيخ : تسمع منه شيئًا ؟

السائل : إي نعم .

الشيخ : إيش هو ؟

السائل : ... .

الشيخ : طيب ، هو فيما تعلم ميت ولَّا حي ؟

السائل : لا أدري عنه .

الشيخ : طيب ، هذا الذي نقلته وأطلت في الكلام والتعليق وقد تبيَّن أنك لست سائلًا ، وإنما أنت رادٌّ ، تردُّه ؛ فسامحك الله !

أوَّلًا نحن لم نكن في الندوة ، والرجل الآخر الذي تقول أنت مغرورًا بما قرأته - مغترًّا بما قرأته - ؛ الرجل سجين منذ ثمان سنوات ، والندوة متى عقدت ؟

سائل آخر : ( 1405 ) .

الشيخ : آ ، فإذًا هذا الذي قرأته ، كان عليك أن تتثبَّت أولًا من شيء واحد - أول كل شيء ! - ؛ هل صحيح أن الالباني وعيد عباسي الذي هو تلميذي - كما تقول - - وهو كذلك - كانا موجودين في الندوة ؟ فهذا هو الخطأ الأول ، وهذا خطأ عامة طلاب العلم الذين لا يتثبَّتون من جهة ، من جهة ثانية لا يعرفون دسائس الجماعات الأخرى ، هذه الندوة تدري أنت مَن أقامها ؟

السائل : لأ .

الشيخ : ما تدري ! إذًا ما تدري لا هذا ولا هذا ، ثم بنيت على عدم درايتك ... ، وما بُنِيَ على ما لا يصحُّ فهو ما لا يصحُّ ، ثانيًا : ما أعتقد أنك حصلت ما قرأت في ذلك الكتاب كما تحفظ فاتحة الكتاب ، فأنا بقول : أنت تستطيع أن تقول الآن أنو أنا قلت بناءً على ما قرأتَ أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ليس سلفيًّا في الحديث ، تستطيع أن تجزم بهذا ؟ ما إخالك ! وما أظنُّك أن تتجرَّأ أن تورِّط نفسك هذه الورطة ؛ حينئذٍ لو كنت متحصِّلًا في غطاء مثل هذا السؤال كان ينبغي أن تسجِّل ما قرأت في وُرَيقة ويأتي السؤال كالآتي ، هل هذا الكلام ألقيتَه في الندوة ؟ نقول لك : نحن ما حضرنا الندوة ، ولا دُعينا إليها ، ولا صاحبنا يستطيع أن يحضرها لو دُعي لها ؛ لأنه سجين - فكَّ الله سجنَه - ، وقد يكون من الذين .

سائل آخر : ... .

الشيخ : نعم ، وقد يكون صارَ في عالم الأموات فرحمه الله ، هذه كان ينبغي عليك أن تسأل ؛ أنت حضرت هَيْ الندوة وفلان ؟ لنقول لك ما عرفنا عنها شيئًا يُذكر إطلاقًا .

ثانيًا : هل هذا الكلام أنت تؤمن به ؟ أنا عشت في هذه الحياة الدنيا ما استطعت - لا أقول تزكية ، وإنما تحدُّثًا بنعمة الله - لا أداري ولا أنافق أقول ما عندي ، فأنا أعتقد أن محمد بن عبد الوهاب هو كما قرأت وكما ذكرت ؛ هو بلا شك إمام سلفي العقيدة وله الفضل و و إلى آخر ما لا نستطيع أن نحصيه من الكلام الذي يستحقه في مجال إحيائه دعوة التوحيد في تلك البلاد أولًا ، ثم ثمرة الدعوة المباركة في البلاد الإسلامية الأخرى ثانيًا .

لكن أنا ما أستطيع أن أقول ... صدقوا فيما نقلوا ، وما ندري من أين نقلوا ، لكن أولًا نحن ما كنَّا حاضرين تلك الجلسة يقينًا ، لو قال قائل : لو سألتني أنت الآن : هل تعتقد أن الامام محمد بن عبد الوهاب كان محدثًا ؟ أنا بقلُّك لا ليس محدِّثًا ، وأنت أظنك من العقل بحيث أنك تفهم معي أنه لا يلزم من كون فلان من الناس قرأ الحديث على زيد من الناس ، وهو مشهور بالحديث أنه صار محدِّثًا ، أظنك معي في هذا ، فإذًا هذا التحمُّس الذي يعني سمعناه منك هو يعني كلام - مع الأسف - في الهواء ليس له قيمة ؛ أولًا : لأنُّو بُني على شيء نحن ما ندريه ولا كنَّا حاضرين ، ثانيًا : ما ينبغي أن نعتقد أن كل إمام من أئمة المسلمين هو محدِّثٌ هو مفسِّرٌ هو مؤرِّخٌ هو لغويٌّ هو كذا هو كذا إلى آخره !

لو قال لك قائل : الإمام محمد بن عبد الوهاب إنه ليس لغويًّا ، لعلك لا تشرك له الإمامة في اللغة - أيضًا - بتحمُّسك لتوقيره أو ... - سامحك الله ! - . وأرجو الله أن يتوب علينا جميعًا .

السائل : ... .

...

الشيخ : هلق أنا عم قلَّك أنت كذبت عليَّ ؟

السائل : أقول هذه الندوة كذبت عليك ... .

الشيخ : إي نعم .

السائل : ... .

الشيخ : أنا ما أعتب عليك الآن ، بس أبيِّن لك أنُّو كان ينبغي أن تفعل كذا وكذا ، من باب التحفُّظ والاحتياط .

السائل : ... أنا ما قلت أنُّو محمد بن عبد الوهاب محدِّث ، أبدًا ، ولا أقول هذا .

الشيخ : طيب ، وأنا قلت إنه ليس سلفيًّا في الحديث ؟

السائل : هذا الذي أفهمه أنا يا شيخ .

الشيخ : مش تفهمه يا أخي ، بدك تكون ... تمامًا ، حتى تناقش النَّصَّ أولًا ، تثبت أنُّو هذا النص أنا قلته ، وتقول لي وين قلتو ؛ لحتى نجاوب عنُّو ، إما نقول لك هذا صواب مندافع عنُّو ، أو نقول لك نسأل الله أن يغفر لنا لأنه خطأ ، ( وكل بني آدم خطَّاء ، وخير الخطَّائين التوابون ) .

السائل : جزاك الله خير يا شيخ .

الشيخ : وإياك .

السائل : أنا وغيري ممن اطلعوا هذا الكلام ... .

الشيخ : بلا شك أنا ما سمعت هذا الكلام إلا في هذه الفترة في هذه البلاد .

السائل : ... نحبك في الله يا شيخ .

الشيخ : جزاك الله خير .

السائل : ... لكن لما رأيت الكلام أنا ما اطَّلعت عليه إلا بعد أن أخبرني عنه ... فتحه لي ، وقال لي : شوف ماذا يقول الشيخ الألباني .

الشيخ : طيب ، على كل حال ؛ اقصرها اقصرها له ، اقصرها له إن ثبتت .

السائل : جزاك الله خير .

الشيخ : وإياك .