بالنسبة لحديث : ( أن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بالنسبة لحديث : ( أن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) .
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة لحديث : ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) ؟

الشيخ : ارفع صوتك منشان يسمع الآخرون . نعم .

السائل : بالنسبة لحديث : ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) .

الشيخ : إي نعم .

السائل : توجيه لهذا الحديث من ناحية الضعف والصحة ؟ ... .

الشيخ : قد تكلمنا عن هذا الحديث أولًا كتابةً في بعض الأجزاء من " السلسلة " ، وبيَّنَّا أنه ليس له إسناد يصح ويمكن الاحتجاج به ، فأعود لأقول بأن حديث : ( خلق الله آدم على صورة الرحمن ) لا يوجد له إسناد بلفظ ( على صورة الرحمن ) تقوم به الحجة ، قد بيَّنت ذلك كتابة ومحاضرة ، والأمر أكثر من ذلك في اعتقادي ؛ لأن الحديث هذا - مع ضعف إسناده - مخالف من حيث الرواية للحديث الصحيح المتفق عليه بين الشيخين ، حيث رَوَيَاه بالسند الصحيح بطبيعة الحال بلفظ : ( خلق الله آدم على صورته ) ، فهذا الضمير أُظهر في الرواية الأولى وليس لها إسناد صحيح ، وحينذاك بالقواعد العلمية الحديثية تضطرُّنا إلى أن نردَّ هذه الزيادة التي تحدِّد أن مرجع الضمير .

سائل آخر : السلام عليكم .

الشيخ : - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته - ، فإذا عرفنا أن الحديث الصحيح رُوي بلفظ : ( خلق الله آدم على صورته ) ، وأن الرواية الأولى والتي أظهرت المضمر في الرواية الأخرى فقالت : ( خلق الله آدم على صورة الرحمن ) ، فإذا ما عرفنا أن إسناد هذه الرواية لا يصح ؛ فحينئذٍ يضطرُّنا ما نعلمه من علم الحديث أن نقول إنها زيادة ، لفظ ( الرحمن ) زيادة على الرواية الصحيحة المحفوظة ، والتي قالت ( على صورته ) ، من أجل ذلك اختلف العلماء قديمًا وحديثًا على مرجع الضمير في الرواية الصحيحة ( خلق الله آدم على صورته ) ، وهذا الخلاف في اعتقادي يجب أن يُفرغ منه ، بعد أن وقفنا على رواية الإمام البخاري في " صحيحه " بلفظ : ( خلق الله آدم على صورته ؛ طوله ستون ذراعًا ) ... فتكون رواية البخاري الصحيحة مفسِّرةً مبيِّنةً للرواية الصحيحة الأخرى ، وهي قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( خلق الله آدم على صورته ) ، فمرجع الضمير في صورته اتَّضح في رواية الإمام البخاري بلفظ : ( خلق الله آدم على صورته ؛ طوله ستُّون ذراعًا ) ؛ لأن هذا الوصف بهذا الطول لا يصحُّ بوجه من الوجوه أن يرجع إلا إلى آدم - عليه الصلاة والسلام - ، وبذلك ننتهي من مشكلة التساؤل والخوض في حديث ( خلق الله آدم على صورة الرحمن ) ، سواء من حيث الرواية التي دلَّت على ضعف إسنادها ، أو من حيث الدراية التي دلَّت على شذوذها ومخالفتها للرواية المتفق عليها إسنادًا ، ومخالفتها لرواية البخاري الصحيحة المخالفة لها متنًا ، هذا ما عندي جوابًا عن هذا السؤال .

غيره ؟
  • رحلة الخير - شريط : 4
  • توقيت الفهرسة : 00:07:39
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة