حكم الانتساب إلى السلف . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم الانتساب إلى السلف .
A-
A=
A+
الشيخ : ... حيث ما ذهبت لو قلت لإنسان ما تعرفه : شو مذهبك ؟ ماذا يقول لك ؟ حنفي ، شافعي ، مالكي ، حنبلي ، شيعي ، زيدي ، إلى آخره .

طيب ، لماذا أنتم تحرصون على اسم السلف ؟ - وهذه النسبة التي أنا أعتقد أنه لا يجوز لمسلم أن يتبرَّأ من هذه النسبة - ؛ لأن التبرُّؤ من هذه النسبة هو من مشاققة الله والرسول التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ، وهو قوله - تعالى - : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) سبيل المؤمنين ، من هم هؤلاء سبيل المؤمنين ؟ لا شك أنهم الذين قال عنهم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الصحيح ، بل الحديث المتواتر : ( خير الناس قرني ) ، وكثير من الناس يروونه بلفظ : ( خير القرون ) ، وما وجدنا له أصلًا في كثير من الروايات التي وقفنا عليها ، واستطعنا أن نحكم على الحديث بأنه من الأحاديث المتواترة ، لا يوجد طريق من هذه الطرق هذا اللفظ المشهور ( خير القرون قرني ) ، لا ، وإنما اللفظ الصحيح : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) ، هؤلاء هم المقصودون مباشرةً بقوله - تعالى - : (( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ )) ، نحن الآن في أوائل القرن الخامس عشر ، فإلى أيِّ جماعة ننتسب ؟ ليس عندنا جماعة ننتسب إلا هذه الجماعة الأولى التي شهد لها رسولنا - صلوات الله وسلامه عليه - بالخير وبالتزكية ، فمتى - نقول الآن كلامًا جدليًّا - متى يتفق المسلمون - ولن يتفقوا ! - على أن يرفعوا من بينهم كل هذه النسب المذهبية والفكرية ؟ حينذاك نلتقي معهم على كلمة سواء ، وهي نحن مسلمون ؛ لأننا في هذه الحالة نكون قد اتفقنا على الرجوع إلى كتاب الله ، وإلى حديث رسول الله ، وعلى ما كان عليه القرون الثلاثة المشهود لهم بالخيرية ، لكن هل هذا سيكون ؟ ما أعتقد ذلك ؛ لأن الله يقول : (( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ )) .

طيب ، في عندك شيء ؟

مواضيع متعلقة