حديث النبي - صلى الله عليه وسلم : " فما نهيتكم عنه فانتهوا " ، هل تُؤخذ هذه النواهي على إطلاقها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حديث النبي - صلى الله عليه وسلم : " فما نهيتكم عنه فانتهوا " ، هل تُؤخذ هذه النواهي على إطلاقها ؟
A-
A=
A+
السائل : جاء في حديث عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في دبر الحديث : " فما نهيتكم عنه " يقول : " فانتهوا " ... والسؤال هل تؤخذ هذه النواهي على إطلاقها ؟

الشيخ : إن كان يعني ما يقول ؛ فالجواب نعم ، تُؤخذ على إطلاقها ، لكن ما أظنُّ أنه يعني هذا ، فإذا كان السائل ... وضح السؤال .

السائل - مخاطبًا صاحب السؤال - : ... إيش تقصد بالكلام ؟

الشيخ : إيش تعني بأنُّو هل يُؤخذ النهي على إطلاقه ؟

السائل : ... ورد - مثلًا - في " صحيح الجامع " مناهي كثيرة ، نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن فعل كذا وأكل كذا .

الشيخ : ما بهمّني الأمثلة ، ماذا تعني بقولك : هل تُؤخذ على إطلاقها ؟

السائل : يعني هل نأخذ هذا النهي رأسًا ونطلق فيه القبول دون إن وردت - مثلًا - أحاديث أخرى تتعارض معه ؟

الشيخ : طيب ، إذا كنت طالب علم فابحث ، ... حصرت حينذاك إذا كان سؤالك هذا بهذا القيد ؛ لِم حصرت السؤال بالمناهي وما عمَّمت ذلك بكل الأمور ؛ سواء كان نهيًا أو أمرًا أو فضلًا أو إجابة ؛ يعني أيَّ حكم ؟ لأنو كما أن النواهي - مثلًا - ممكن تكون فيها نهي يفيد التحريم ، ونهي يفيد التنزيل ، ونهي يفيد الإرشاد ، كذلك ممكن أن يكون هناك أوامر ثابتة عن الرسول - عليه السلام - ، بعضها يفيد أمر فرض أو وجوب ، وبعضها يُفيد أمر استحضار ، وبعضها يفيد أمر إرشاد ، فإذا ... السؤال عدم الحصر بالنواهي ، بل في كل أحكام الشريعة ، خاصة التي يمكن أن تُفهم على وجهين ، كالأمر وكالنهي - مثلًا - ما يحضرني ، الجواب حينذاك من يريد أن يتصدَّر لإفتاء الناس فلا يفتي إلا بعد دراسة الوجوه المحاطة به ، فإذا رأيت نهيًا من النواهي في خطاب " صحيح جامع " وفي غيره ، فبدا لك أن هذا النهي الأصل فيه أنه يفيد التحريم ، فقلت إنه يفيد التحريم ؛ لا بد من أن تفرد شيئًا من البحث على الأقلِّ بسبب علماء الذين سبقونا في هذا المجال في البحث والعلم ؛ ما موقفهم تجاه هذا النهي ؟ هل يقولون بأنه للتحريم - مثلًا - أو للتوجيه ؟ ... ما ليس به ، أما أن طالب العلم يأخذ الحديث رأسًا من كتاب معتمد ؛ سواء كان هذا الحديث نهيًا أو أمرًا ، ثم ينطلق به فيفتي وكأنه مفتي العلماء علماء المسلمين جميعًا ؛ هذا في الواقع - وأهتبلها فرصة - لأذكِّر بأن من مشاكل الشباب المسلم اليوم - والسُّنِّي السَّلفي ليس غيرهم - هو تسرُّعهم في إبداء آرائهم في بعض نصوص الشريعة ، ذلك لأنهم أولًا لم ينضجوا فقهًا وفهمًا ، وثانيًا لأنهم لا يُقيمون وزنًا للعلماء السابقين المجتهدين حقًّا ، فمجرَّد ما بدا لأحدهم رأي في فهمه ترى كأنه تنزيل من حكيم حميد ، هذا التسرُّع خطأ ، خطأ كبير جدًّا ، ولذلك تجد هذا في مجتمعنا السلفي آراء متباينة كثيرة جدًّا ، السبب : كل واحد وجد حديث أفتى به ، الثاني وجد حديث آخر أفتى به ، أما أنُّو واحد يجي يجمع هذا الحديث ويجري عليها دراسة علمية موضوعية دقيقة ؛ فهذا الذي نحن بحاجة إليه ، وعسى أن يكون بعد هذه الفوضى من العلم في صفوف الشباب السلفي من يتفضَّل ربنا - تبارك وتعالى - علينا بعددٍ وفيرٍ منهم ينهج المنهج العلمي الدَّقيق في جمع الأحاديث والنظر في بعضها البعض ، بحيث يخرج في نتيجة أقرب ما تكون إلى الصواب .

مواضيع متعلقة