في مسألة الخلوّ . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
في مسألة الخلوّ .
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، نقول بذلك أن لما يعطي خلوّ نقلل قيمة الإيجار ... الشهري ، بدل ما يعمل الإيجار ألفين دينار مثلًا ، ثلاثة آلاف دينار شهريًّا بيأخذ منه خلو مقدم ، ويخلي الإيجار خمسمائة دينار ، فهي يعني من الناحية المالية يعني نفس الشيء ؟

الشيخ : مو نفس الشيء .

السائل : نعم ؟

الشيخ : مو نفس الشيء ، لو كان نفس الشيء بيكون " لف ودوران " ، لكن مو نفس الشيء ، والدليل إذا كان نفس الشيء ؛ فلنعمل نحن هيك حساب تقريبي ، لو ضمَّ الفروغية إلى الإيجار ، فكان الإيجار مثلًا خمسمائة ؛ كم ستصبح الأجرة ؟ ألف ، أليس كذلك ؟ مثلًا يعني .

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، ليه ما بيأجره سلفًا بيقول هذا إيجار العقار كذا ؟ إذا كان مثل بعضه ؛ ليه ما بيعمله كدا ؟

السائل : ... يأخذ رأس مال من البداية يستثمروه في مكان آخر .

الشيخ : كمان عليه جواب هذا .

السائل : نعم .

الشيخ : بيأخذ رأس مال ، بيستلم منه أجرة خمس سنوات .

السائل : نعم .

الشيخ : مقدَّمًا سلفًا ، وهذا حلال زلال ، لكن لأ ، ما يعملوا هكذا ؛ لأنه غايتهم غاية استحكام الناس ، وأنت لعلك تدري أكثر مني ، لما أنا بستأجر منك العقار هذا ، وبدفع فروغيَّة خمسة آلاف ، بيجوز أنا يجيني يوم اضطرّ لإخلاء هذا المكان ، فإما أن أخلي رغم أنفي وأسافر ، أو أنتقل إلى مكان آخر ، فتستفيد أنت الخلوّ لمرة ثانية ، أو يقلَّك يا أخي أنا دفعت الخلو لك ، فأنا لازم آخذ الخلو الآن ، ثم الخلو اللي دفعلك إياها خمسة آلاف هو راح يأخذ عشرة آلاف ، وراح يصير هذا مثار خلاف بين المؤجِّر والمستأجر ، أما لو كان المسألة على وضوح وبيان ، يا أخي أجرة العقار سنويًّا كذا ، فأنت إما تعملو يعني محطَّة لمدة إيجار خمسة سنوات أو سنة ، فإذا انتهت الخمس سنوات ممكن أنُّو نظل على هذه النسبة من الأجرة ، أو نزيد أو ننقص حسب ما نتَّفق عليه ، فلو فعل الناس هكذا كانوا نجوا من مشاكلات ومشاكسات كثيرة وكثيرة جدًّا ، لذلك لا تتصوَّر أنُّو القضية مثل بعضه ، سواء أخذ فروغية وقلَّل الأجرة ، أو أخذ أجرة زايدة لكن ما أخذ فروغية ، ليسوا سواء ، نحن عندنا في الشام المشكلة قائمة ، ربما مثلكم أو أكثر منكم ، فأنا بعد التفكير في القضية أنُّو بعض الناس قالوا لي : نحن نأخذ فروغية احتياطًا ؛ لأنُّو بيجوز هذا الرجل يعمل في هذا العقار ما شاء الله أن يعمل ، بعدين بدُّو يسلم العقار لرجل آخر ، والقانون بيساعده ، وأنا حينئذٍ أصبح برَّا ، فأنا بتحكم فيه قبل ما يتحكم فيَّ ، فأنا بفرض عليه هالفروغيَّة هذه ، وبعدين هو إذا كان يعني استطاع أنه يتغلَّب عليه بالنظام القائم - وهو طبعًا غير إسلامي - بكون أنا سلفًا أمَّنت لنفسي شيء من الراحة .

الخلاصة : المسألة أوضح من أن تحتاج إلى مناقشة ؛ لأنه لما تسمِّيها " فروغية " وهو ما هي فروغية ، إيش قيمة شيء لا شيء ، ما قيمة شيء هو لا شيء ، الفروغيَّة الأجرة هي التي تمكِّن المستأجر من الانتفاع بها ، فإما أن نقول الأجرة لا تمكِّن صاحبها الدافع لها من الانتفاع بفراغ العقار ، وهذا باطل الكلام ، وإما أن نقول - وهذا هو الحق - أن الفروغيَّة ليست ثمن الانتفاع من هذا الفراغ ؛ لأنُّو حصَّلنا عليه بواسطة الاستئجار ، فهو يقينًا - إلا في الصورة الأولى - من باب (( لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكَّام )) .

مواضيع متعلقة