كيف كان يقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - سورة " ق " في الجمعة ؟ هل كان يقرؤها فقط قراءة ثم ينهي الخطبة أم يعلِّق عليها ؟ وقصة إمامة الشيخ في أحد المساجد وقراءته سورة مريم بدل سورة السجدة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف كان يقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - سورة " ق " في الجمعة ؟ هل كان يقرؤها فقط قراءة ثم ينهي الخطبة أم يعلِّق عليها ؟ وقصة إمامة الشيخ في أحد المساجد وقراءته سورة مريم بدل سورة السجدة .
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقرأ " ق " في الجمعة ، هل كان يقرؤها فقط قراءة ثم يعني ينهي الخطبة أم يعلِّق عليها ؟ الكيفية ؟

الشيخ : لأ فقط قراءة ، مش تعليق !

السائل : عفوًا - شيخ - ، في العيد ؟

الشيخ : في صلاة الجمعة وفي صلاة العيد ، كلاهما سنة ؟

السائل : لو واحد قرأها وجلس خلاص يكفي ؟

الشيخ : إي نعم ، لكن مو معنا ، تكفي مع العرب الأولين الذين يفقهون ما يتلى عليهم من القرآن الكريم ، أما اليوم تقرأ على العرب ولَّا على العجم - فكلاهما سواء ! - في قلة الفهم والتدبر .

وبهذه المناسبة أقصُّ عليكم قصَّة يعني كيف أن الناس أذهانهم شاردة ، ولغتهم أعجميَّة ، وإن كانوا اسمهم عرب ، مرَّ من ثلاثين سنة تقريبًا نزلتُ مصيِّفًا في مصيف في دمشق ، يبعد عن دمشق نحو خمسين كيلو متر ، اسمه مضايا ، جبل مرتفع هواؤه طيِّب عليل ، ففي صلاة الفجر نزلت المسجد يوم الجمعة صباح الجمعة ، صلِّينا تحية المسجد وجلسنا ، أقيمت الصلاة ، نظروا لم يجدوا الإمام الراتب ! فنظروا إليَّ ظنُّوا فيَّ شيء من العلم ، فقدَّموني ، والواقع أنُّو أنا لا أحفظ سورة " ق " جيِّدًا ، لذلك .

السائل : السجدة .

الشيخ : عفوًا سورة السجدة ، وكذلك سورة الدهر ، فقرأت لهم في الركعة الأولى نحو صفحة ونصف من سورة الكهف ، لأ من سورة مريم ، فمعتادين الناس في كل صلاة فجر الجمعة أنُّو التكبيرة الثانية يهوي بها الإمام ساجدًا ؛ لأنُّو قرأ آية سجدة ، أنا ما قرأت لهم من سورة السجدة ، قرأت لهم من سورة كهيعص ، نحو صفحة ونصف ، كبَّرت راكعًا وإذا الناس كلهم يهوون ساجدين !

السائل : متعودين !

الشيخ : إي نعم ، المسجد مع أنه صغير له منبر طويل ، يقطع الصف الأول وربما الثاني ، فالجماعة الذين خلفي انتبَهُوا أنُّو أنا لست ساجدًا ، فتداركوا خطأهم ، وقاموا وشاركوني في الركوع ، أما أولئك الذين خلف المنبر فظلُّوا ساجدين ، حتى سمعوا قولي : " سمع الله لمن حمده " ، صارت شوشرة بقى هناك وضوضاء وغوغاء مع بعضهم البعض ، الله أعلم ماذا تكلَّموا في هذا الإمام الذي بُلُوا به ! بعدما صليت وعظتُهم قليلًا ، قلت لهم : يا جماعة أنتم عرب ولَّا عجم ؟ والله لو أنَّ هذه القصَّة وقعت في بلد من بلاد الأعاجم لكانت مستنكرةً أشدَّ الاستنكار ، أنتم ما تفرِّقون بين (( الم )) وبين (( كهيعص * ذِكرُ رَحمَتِ )) وما بقى كل آيات تختلف عن آية السجدة ؟ لكن يظهر أن عقولكم وأفكاركم وراء البقر والزَّرع والضَّرع كما قال - عليه السلام - في الحديث الصحيح : ( إذا تبايعتكم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزَّرع ، وتركتم الجهاد في سبيل الله ؛ سلَّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، ثم شرحنا لهم أنُّو وإن كان السنة قراءة سورة السجدة في الركعة الأولى ، وسورة الدهر في الأخرى ؛ فهذا ينبغي على أن الإمام أن يتركَ هذه السنة - أحيانًا - خشيةَ أن يفهم عامة الناس أنها فريضة لازمة لا بد منها ، وهويُّهم - يعني هكذا ساجدين - وهم لم يسمعوا قراءة سورة السجدة كدليل واقعي على أن الجماعة انطبعوا أن الإمام - أيّ إمام - يصلي يوم الجمعة في الصبح لازم يصلي السجدة ، وهذا ما نصَّ عليه علماء الحنفية ، أنه ينبغي على الأئمة أن يتركوا ذلك - أحيانًا - من باب دفع شرِّ الأكبر بالشَّرِّ الأصغر .

مواضيع متعلقة