هل يصح للإمام أن يدعو وهو على المنبر في الجمعة لأن فيها ساعة إجابة ؟ ولأثر ابن عمر - رضي الله عنهما - : " يا أيها الناس ؛ إنِّي داعٍ فأمِّنوا " ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يصح للإمام أن يدعو وهو على المنبر في الجمعة لأن فيها ساعة إجابة ؟ ولأثر ابن عمر - رضي الله عنهما - : " يا أيها الناس ؛ إنِّي داعٍ فأمِّنوا " ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب يا شيخ ، فيما يتعلَّق بموضوع دعاء الخطيب على المنبر يوم الجمعة ؟

الشيخ : إي نعم .

السائل : في أحد التفسيرين للعلماء بالنسبة للساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها عبد بدعاء إلا استجاب له ، قيل : هي من وقت صعود المنبر حتى تنقضي الصلاة ؟

الشيخ : نعم .

السائل : فهذا مثلًا ، وما أدري في الأثر إذا ثبت صحته عن عمر أنه قال على المنبر : " يا أيها الناس ؛ إنِّي داعٍ فأمِّنوا " ؛ فهل تلك وهذه يعني يكون فيها دليل لدعاء الإمام في المنبر ؟

الشيخ : أما أثر عمر ؛ فما سمعت به حتى الساعة ، أما ذلك القول ؛ فيُريحنا من البحث فيه قولك عنه : قيل .

السائل : لأ ، قيل : ليس بالاصطلاح الحديثي ، أقصد يعني .

الشيخ : إذًا ؟

السائل : أنُّو أحد التفسيرين .

الشيخ : طيِّب ، هذا الـ " قيل " .

السائل : في تفسير إنه من العصر إلى مغيب الشمس ، وفيه قول آخر هنا من صعود الإمام إلى المنبر حتى تنقضي الصلاة ؟

الشيخ : طيب .

السائل : فإذا جاء هذا مع ذاك لعله يكون في ؟

الشيخ : هل القولان صحيحان ؟

السائل : بالنسبة لأثر عمر ... يعني ما أعرف .

الشيخ : لا ، أنا أثر عمر خلص تجنَّبناه ، ما نعرفه ، لكن بالنسبة لتحديد وقت الصلاة ؛ وقت استجابة الدعاء ، البحث الآن في تحديد وقت استجابة الدعاء ، وأنت بتقول في قولين ، والحافظ ابن حجر ذكر أربعين قولًا في " فتح الباري " ، لكن - الحمد لله - أنت اقتصدت معنا في أقوال ، فذكرت قولين ؛ لكن ألا تعلم معنا أنُّو الحق لا يتعدَّد ؛ فما هو الراجح عندك ؟

السائل : أنا ما عندي دليل أرجِّح فيه ، يعني أنا أعرف فقط هذين القولين المذكورين عن العلماء ، لكن حتى الآن ما ترجَّح لدي .

الشيخ : كويس ، أنا أقول لك .

السائل : نعم .

الشيخ : الحديث الذي يقول بأنُّو ساعة الإجابة عند صعود الخطيب على المنبر ؛ هذا الحديث مع أنه في " صحيح مسلم " ؛ فهو من الأحاديث التي انتقدَها العلماء كالدارقطني وغيره ، وتبيَّن لنا أن الصواب معه ، والانتقاد هو من حيث الإسناد ، ثم من حيث المتن يُخالف أحاديث صحيحة تصرِّح بأن ساعة الإجابة يوم الجمعة هي في آخر ساعة من يوم الجمعة ؛ فحينئذٍ لا إشكال على المسألة حسب ما ذكرنا آنفًا .

ثم يمكن أن يُقال أنُّو إذا كانت ساعة الإجابة في هذا الوقت المرجوح - حسب ما ذكرنا - ؛ ذلك لا يستلزم أن نتَّخذ الدعاء سنَّةً رتيبةً في خطبة الجمعة الثانية ؛ لأنُّو بإمكان كل إنسان أن يغتنم فرصة كما يفعل بعض الناس أن يدعو بين الخطبتين ، هذا لو كان إيه ؟ الحديث صحيح ، أما وهو غير صحيح ؛ فقد سقط الاستدلال به من أصله .

السائل : طيب ، إذا صح أثر عمر ؛ فهل يكون فيه دليل ؟

الشيخ : لأ ، لأنُّو أنا أتيك الآن برواية صحيحة مِن فعل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ لقد أخرج الشَّيخان البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث أنس - رضي الله عنه - قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يخطب يوم جمعة ؛ إذ دخل رجل من باب من أبواب المسجد ؛ فقال : يا رسول الله ، هلكت الأموال والعيال من قلَّة الأمطار ؛ فادعُ الله لنا . فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ودعا ربه ، فقال : ( اللهم اسقِنا غيثًا مغيثًا سحًّا طبقًا ) ، فما أتمَّ الرسول - عليه السلام - كلامه حتى جاشت السماء بالأمطار كأفواه القُرَب ، قال أنس : فظَلَلْنا نُمطَر سبتًا ؛ أي : أسبوعًا كاملًا ، إلى يوم الجمعة الثاني ، وبينما الرسول - عليه السلام - - أيضًا - يخطب ؛ إذا بالرجل نفسه أو غيره - يشكُّ أنس - يدخل إلى المسجد فيقول : يا رسول الله ، هلكت الأموال والعيال من كثرة الأمطار ؛ فادعُ الله لنا . فرفع الرسول - عليه السلام - يديه وقال : ( اللهم حوالَينا ولا علينا ، اللهم على الآطام ، والضِّراب ، ومنابت الشجر ) ، فانكشفت السماء ، فكانت السماء على المدينة كالجَوْنة ، كالتُّرس ؛ فهي لا تُمطَر ، ويُمطَر ما حولها .

أريد أن أقول أنُّو هذا الحديث لا يُؤخذ منه شرعيَّة التزام الدعاء في خطبة الجمعة ، وإنما فيه الدعاء لمناسبة ؛ فمن الممكن أن يكون أثر عمر إن صحَّ عنه يكون من هذا القبيل ؛ لأنه لا يكفي أن يدعو مرَّة واحدة ؛ لحتى نأخذ نحن السُّنِّيَّة ؛ سنِّيَّة الاستمرار .

بسم الله .

محمد هاشم الهدية : ... .

الشيخ : آ ، هذه مصيبة الدهر .

محمد هاشم الهدية : اللهم أهلك اليهود ، واليهود قاعدين [ الجميع يضحك ! ] .

الشيخ : هذه الكلمة ذكَّرتني بنكتة ببعض مشايخ دمشق .

السائل : نعم .

الشيخ : قولكم أنُّو : " اللهم أهلك اليهود واليهود قاعدين " ، كان أحد المدرِّسين هناك في المسجد الكبير - مسجد بني أمية - ، كان يعني دمث الأخلاق ومزوحًا لكن بالحق ، كان في أثناء الدرس ، وكان يومها سوريا مستعمرة من قبل الفرنساويين ، وكان الجواسيس ينبثُّون يعني في كل مكان ، كما هو الشأن اليوم - مع الأسف ! - ؛ حتى في المساجد ، فكان لما يتطرَّق لموضوع الجواسيس يقول : العجيب أنُّو الشرع علَّمنا منشان حتى نطرد الشياطين عنَّا نقرأ آية الكرسي ، فما يدخل الشيطان بقى هذا البيت الذي قُرئ فيه آية الكرسي ، قال : لكن في نوع من الشياطن لو قرأنا القرآن من أوله إلى آخره بيتمّ مكانه بأرضه ما بيتحرَّك ! [ الجميع يضحك ! ] ... يلي قاعدين حوله !!

السائل : حتى المواعظ .

محمد هاشم الهدية : نحن كنا في المعتقل يا شيخ .

الشيخ : نعم .

محمد هاشم الهدية : ومعانا جواسيس ، بنعرفهم .

الشيخ : نعم .

السائل : لأنُّو حنَّا ... في الباب ، وكل حوائجنا بنشتري منها في الباب .

الشيخ : أيوا .

السائل : أنُّو داخل السجن ومعاه دفتر وقلم !! [ الجميع يضحك ! ] .

الشيخ : مبيِّت ، رافع الراية ، الله أكبر !

السائل : فكنا ندعو يقول : اللهم إنك تعلم أننا مظلومون ؛ فاقتصَّ لنا ممَّن ظلمنا !

الشيخ : حلو ، كويس .

محمد هاشم الهدية : اللهم من تجسَّس علينا يتِّم عياله و ... [ الجميع يضحك ! ] ... ولو نزل أمره بينكشف ، هو أمرًا أصله مكشوف !

الشيخ : الله أكبر !

محمد هاشم الهدية : ... .

مواضيع متعلقة