يقول ابن حزم : " أن لفظ الصفة وإطلاقها على الله لفظ مبتدع " ؛ فما هو الرد على هذا القول ؟ وحديث أن سورة الإخلاص أحبَّها الصحابي ؛ لأن فيها صفة الرحمن ضعيف كما يقول ابن حزم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
يقول ابن حزم : " أن لفظ الصفة وإطلاقها على الله لفظ مبتدع " ؛ فما هو الرد على هذا القول ؟ وحديث أن سورة الإخلاص أحبَّها الصحابي ؛ لأن فيها صفة الرحمن ضعيف كما يقول ابن حزم ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول السائل : يعني يقول ابن حزم وتَبِعَه المحاضر الذي ... البدعة هذه المشار إليه : " أن لفظ الصفة وإطلاقها على الله لفظ مبتدع " ؛ فما هو الرد على هذا القول ؟ وأن الحديث أن سورة الإخلاص أحبَّها الصحابي ؛ لأن فيها صفة الرحمن ضعيف كما يقول ابن حزم ؟

الشيخ : وإيش يهمُّنا أنو هذا حديث ضعيف ولَّا صحيح ؟ الله - عز وجل - له أسماء ولَّا لأ ؟ هذه حقيقة بدهية (( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )) ، ثم هذه الأسماء هل هي معاني لا تتضمَّن ، هل هي ألفاظ لا تتضمَّن المعاني اللائقة بالله - عز وجل - ، والتي وُضعت هذه الأسماء لتدل عليها ؟ مثلًا في عرف الناس قد يسمَّى إنسان بصالح ، وقد يكون هو في نفسه طالح ، لكن الله - عز وجل - لما بيكون من أسمائه العليم ، هل يمكن ألَّا نفهم أن له صفة العلم ؟ لا يمكن هذا ، فمجادلة ابن حزم أو هذا الذي نقل عنه أن استعمال كلمة الصفة هذه محدثة ؛ فليكن محدثة ، علم المصطلح كله محدث ، وعلم اللغة والبيان البديع كله محدث ، لكن هذه إنما أُحدث الأساليب التي تقرِّب حقائق اللي كانت موجودة في عهد الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - ، لما يقول اليوم النحوي أنُّو ضرب زيدٌ عمرًا ، فضرب زيدٌ ؛ ضرب فعل ، وزيدٌ فاعل ، وعمرًا مفعول به ، هذه اللغة لو حكيناها في عهد الصحابة ما يفقهونها ، لكن الحقيقة هكذا كانوا يقولون ، لما يعنون أن زيد هو الضارب وعمرو هو المضروب ، يقولون ضرب زيدٌ عمروًا ، فاصطلح علماء النحو بأن يسمُّوا هذا مرفوع ، هذا فاعل ، هذا المفعول ، وهذا فاعل ، وذاك مفعول به ، ومفعول لأجله إلى آخره ؛ فهذه الاصطلاحات لبيان الحقائق لا مشاحَّة فيها ، وكما قال العلماء لكلِّ قومٍ أن يصطلحوا على ما شاؤوا .

فإذا كان هناك لغة حدثت فيما بعد لكي يتمكَّن بها المتحدِّث من تفهيم الناس حقائق قائمة وموجودة في كتاب الله ، وفي حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فالقول بأن كلمة الصفة هذه لم تثبت في حديث إن صح هذه الكلام - لأني الحقيقة ما أستحضر الآن - ما يضرُّنا أبدًا في صدد ما نحن فيه ، (( لِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )) ، هل هذه الأسماء الحسنى أسماء مطلقة كما قلنا يسمَّى فلان صالح وهو ليس فيه من الصلاح شيء ، ويسمَّى فلان حكيم وليس فيه من الحكمة شيء ، هذا هو مذهب ابن حزم ، وذلك هو الضلال البعيد ؛ ولذلك قال عنه العلماء - ومنهم ابن عبد الهادي - أن ابن حزم جهميٌّ جلد ، جهميٌّ جلد ؛ لأنه ينكر الأسماء والصفات ، ويفهم أن هذه الأسماء هي أسماء أعلام ، تقول مثلًا الدوحة أو قطر في تحتها معنى ؟ لأ ، أسماء الله هكذا ؟ عياذًا بالله مما يقول !

مواضيع متعلقة