حكم قص شعر الرأس للنساء . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم قص شعر الرأس للنساء .
A-
A=
A+
السائل : ... قصُّ الشعر ؟

الشيخ : قصُّ شعر الرأس قد قدَّمت بين يدي الكلمة هذه الموجزة قلت : أنُّو كل تغيير لخلق الله بغير إذن من الشَّارع ؛ فهو داخل في عموم الآية وفي عموم الحديث ، فمثلًا نحن من السنة ، بل من الواجب نتف الإبط ؛ هذا تغيير لخلق الله ، لأن الله يخلق للرجل ويُنبت له شعرًا تحت إبطه ؛ كما هو الشأن في لحيته وبشاربه ، فهو الذي خلق هذا الإنسان حرَّم عليه أن يحلقَ لحيته ، وأوجب عليه أن ينتفَ إبطه ، وأوجب عليه أن يحلقَ عانتَه ، هذا لا يدخل في كلامي السابق لأنَّه بإذن من الله ، بل هذا من جملة الابتلاء التي ابتلى الله به ابراهيم - عليه الصلاة والسلام - ، كذلك نقول قصُّ المرأة لشعرها ؛ لا فرق في ذلك من حيث تعلُّق الموضوع بتغيير خلق الله أو عدم تعلُّقه ؛ لا فرق في ذلك بين شعر المرأة وشعر الرجل ، فنحن ولو أننا رجال لو تركنا الشَّعر على طبيعته وسجيَّته لَكان لنا شعر طويل بحيث يمكن ضفره ، المرأة تمامًا ولا شيء في ذلك إطلاقًا من حيث السنة ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان له شعر يبلغ أحيانًا شحمتي الأذنين ، فإن طال فإلى رؤوس المنكبين ، ولما دخل مكة فاتحًا دخلها وله أربع غدائر - أي : ضفائر - ، فهذا كله جائز وثابت ؛ فإذًا الرجل الذي لا يربِّي شعره ويقصُّه فهو مغيِّر - أيضًا - لهذا الخلق ، كذلك المرأة تمامًا ، لكن هذا التغيير بإذن من الشارع الحكيم ، بالنسبة للرجال قال - عليه الصلاة والسلام - : (( احلقوه كلَّه ، أو اتركوه كلَّه )) ، كذلك نهيٌ عن القزع الذي كان معروفًا بالجاهلية ، وإلى عهد قريب نحن أدركنا بعض الشباب اللِّي بيسمُّوهم عنَّا في سوريا (( الزغرت )) - يعني القبضايات يعني - ، بس قبضايات بعضهم على بعض مع الأسف الشديد !! كانوا يحلقون وسط شعر الرأس بالموس ، وبيسمُّوه بتعبيرهم هناك بحرة ، لأنُّو فعلًا ما حوله كله أسود ، وفي الوسط أبيض يلمع ، هذا اسمه قزع ، كذلك إذا قص من هون شوية ومن هون شوية كله قزع ؛ هذا منهيٌّ عنه ، فبالنسبة للرجال قد سمح الرسول صراحةً بحلقه ، فهذا لا يدخل في التغيير .

أما النساء ؛ فقد جاء في " صحيح مسلم " : " أن نساء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كنَّ يأخذن من شعورهنَّ حتى تكون كالوفرة " ؛ أي الشعر الذي يبلغ شحمتي الأذنين ، إذًا نساء الرسول كنَّ يأخذن من شعورهنَّ حتى تكون شعورهنَّ كالوفرة ، فإذا أرادت المرأة المسلمة اليوم أن تقصَّ من شعرها ؛ فلا ضير في ذلك عليها ، لكن بشرطين اثنين :

الشرط الأول : أن لا يخطر في بالها إطلاقًا متابعتها لموضة ظهرت ، كما هو معروف في بعض البلاد العربية ؛ أن النساء يهلكن وراء إيش ؟ الموضات ، كلما تغيَّرت موضة ... ، نحن نعرف - مثلًا - هناك كانت حمرة الشفاه قديمًا هي الأحمر القاني الغامق ، وبعدين تطوَّرت الموضة حتى صارت يعني حمرة كأنها تمثِّل طبيعة الشَّفة ، يعني ضد القاني وهكذا ، من حيث اللباس كلما تغير الشكل رأسًا صاروا الى تقليده ، كما قرأت مرة نكتة أن صديقًا رأى صديقه يحمل على يده شيئًا وهو مسرع ، قال له صاحبه : مالك يا فلان ؟ قال : والله كلَّفتني أو طلبت منِّي زوجتي أن أشتري لها ثوبًا ، فاشتريت لها هذا الثوب ، فأريد أن أسلِّمها في يدها قبل أن تطلعَ موضة جديدة وتعطل الثوب ، فتكلِّفني أشتري غيره ! وهكذا ، فالأمر الأول يُشترط في المرأة التي تريد أن تخفِّف من شعرها ألَّا يكون همُّها تقليد ما يأتينا من موضات من أوروبا الكافرة .

الشرط الثاني : ألا تقصد أن تتشبَّه بالشباب وبالرجال لما عُلِمَ من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : " لعن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - المتشبِّهين من الرجال بالنساء ، والمتشبِّهات من النساء بالرجال " ، وفي حديث آخر : " لعن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الرَّجلة من النساء " ، الرَّجلة من النساء وهي التي تتشبَّه بالرجال في كثير مما يتعلَّق ببدنها ومن ذلك أن تقصَّ شعرها لتشابه في ذلك الرجال أو الشباب .

مواضيع متعلقة