تتمة الكلام حول السبيل إلى تطبيق الكتاب والسنة في واقعنا المعاصر وما حكم العاجز عن تطبيقها .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تتمة الكلام حول السبيل إلى تطبيق الكتاب والسنة في واقعنا المعاصر وما حكم العاجز عن تطبيقها .؟
A-
A=
A+
السائل : هل يأثم ... . التجارة والمعاملات .

الشيخ : هذا كله مربوط بدراسة العلم على الوجه الصحيح من كتاب الله ومن حديث رسول الله ؛ وهذا واجب أهل العلم ؛ فمن كان مستطيعا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا هو واجبه ولا يجوز له أن يدرس الإسلام على غير هذا السبيل لكثرة الآيات التي جاءت تأمرنا بالرجوع إلى الكتاب والسنة ؛ وقد سبق ذكر بعضها ؛ وأما من كان لا يستطيع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ؛ وآنفا ذكرنا آية (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) .. وأهل الذكر هم أهل القرآن فهما وعملا وتطبيقا ؛ فمن استطاع أن يفهم ثم لم يفعل فلا شك هو آثم ، وإلا ما هو القصد من تنزيل الكتاب على قلب الرسول عليه السلام وأمر الله إياه بالقرآن بأن يبين للناس ما نزل إليهم ، أليس هو العمل بذلك لا شك ولا ريب ، ولا شك ولا ريب أيضا أن سبيل العمل بالكتاب والسنة هو العلم ؛ فالعلم يتقدم العمل عادة ؛ فإذا كل إنسان مثلا يريد أن يأتي بعبادة ، أنت تريد أن تصلي وتعرف أنه يجب عليك أن تتوضأ فإذا ما تعلمت الوضوء لن تصلي ، وإذا صليت لن تحسن الصلاة فأمر بدهي جدا أن العلم بالطاعة والعبادة يتقدم العبادة ؛ فإذا كنت مأمورا بالصلاة فأنت مأمور بأن تعرف كيفية الصلاة ، أن تعلم كيفية الصلاة ، وهكذا كل العبادات وهكذا كل الشريعة ؛ فبلا شك يكون آثما ؛ لكن ليس كل المسلمين لأن طلب العلم ينقسم إلى قسمين: العلم العيني فهذا واجب على كل مسلم ، مثاله مثلا : رجل فقير يجب عليه أن يصلي ؛ لكن لا يجب عليه الزكاة ، ولا يجب عليه الحج ؛ فيجب عليه أن يعرف كيفية الصلاة حتى يحسنها وتكون مقبولة عند الله تبارك وتعالى ؛ لكن لا يجب عليه أن يعرف أحكام الزكاة وأحكام الحج ؛ لكن إذا بلغ النصاب ماله وحال عليه الحول وجب عليه أن يعرف ما يجب عليه من الزكاة ، وهكذا ؛ والعلم الثاني هو العلم الكفائي ، وهو أن يكون في المسلمين ناس يتفقهون في كتاب الله في كل أحكام الشريعة حتى إذا سأل سائل عن مسألة نادرة مثلا فيكون عنده جواب لأنه قد تفقه في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ومن هنا يتبين خطورة الإعراض عن دراسة الكتاب والسنة ؛ لأن المسائل تجد في كل زمان وفي كل مكان ولا يستطيع الإنسان أن يعطي جوابا فيما إذا كان متقيدا بمذهب من المذاهب ولم يكن متفقها في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ما أدري حتى لا أذهب بعيدا لعلي دندنت في الجواب حول سؤالك ، أنت سؤالك هل هم آثمون ؛ بلا شك الذين يستطيعون أن يدرسوا الكتاب والسنة ثم يعرضون عنه أو عنهما فهم آثمون ؛ أما العاجزون فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ؛ نعم .

السائل: ...

الشيخ: ما أجبتك....

السائل : التطبيق الحديث بقول ... .

الشيخ : عفوا أريد أن أفهم منك أنت الآن تسأل عن التطبيق أم عن العلم .

السائل : العلم وما يأتي من التطبيق ... .

الشيخ : إذا الآن تركنا الناحية العلمية ، طيب - لا حسبي -الآن أنت تسأل إنسان من الناس لا يستطيع التطبيق ، الجواب سهل ؛ لكن في كثير من الأحيان يكون السؤال غير واقعي ، يقال لا يستطيع أن يصلي مثلا ؛ هذا إذا سلمنا جدلا بنقول لا يمكن لله أن ... لا يصلي ؛ لكن صحيح أنه لا يستطيع أن يصلي ؟ ليس صحيح ؛ لكن هو في تصوره أنه لا يستطيع أن يصلي ونحن نعرف كثير من المرضى يكونون محافظين على الصلوات في صحتهم فإذا ما أقعدوا على فراشهم تركوا الصلاة ؛ ما لك يا فلان ؟ والله أنا ما بقدر أتوضأ ، ثيابي وسخة ، إلى آخره ؛ طيب صلي في حدود استطاعتك (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) . إذا قول هذا الإنسان أنه لا يستطيع يصلي غير صحيح ؛ فأنت الآن إذا أردت صحيح تضبط هذه الناحية يجب أن تضرب المثال ما هو الحكم الشرعي الذي تتصوره أنت أن الملكف به لا يستطيعه ، مهما كان هذا الحكم ، إذا كانت الدعوى صحيحة فهي تقول لا يستطيع ؛ فنقول سقط عنه الفرض لأنه لا يستطيع ؛ لكن أنا أخشى ما أخشى أن يكون يجول في ذهنك مثال يشبه المثال الذي قدمته أنا آنفا إنه زيد من الناس لا يصلي بدعوى لا يستطيع أن يصلي ، لا ، أنا بقول هو لا يستطيع أن يصلي لجهله ؛ هنا بيرجع الآن ضرورة العلم والا هو يستطيع أن يصلي ، كما جاء في الحديث الصحيح في صحيح البخاري من حديث عمران بن حصين قال كانت بي بواسير فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( صل قائما فإن لم تستطيع فقاعدا فإن لم تستطيع فعلى جنب ) . إذا استطاع أن يصلي لكن بعد أن عرف كيفية الصلاة لهذا الذي لا يستطيع أن يصلي قائما فهل نستطيع أن نفهم منك مثال حول سؤالك ؟ .

السائل : مثلا موظف في شركة ، مثلا الحكومة أعطته ضمان اجتماعي وجزء من راتبه يأخذه من الضمان الاجتماعي وبعدين يوضع في البنوك والربا ....فما موقفه عند ذلك .

الشيخ : آه ، شوف المثال كيف يوضح القضايا ؛ هذا المثال مثل مثالي أنا سابقا ، أنت الآن بتقول مجبور ؛ هل هو مجبور أن يعمل في هذه الشركة ؟ ستقول بداهة لا .

السائل : كل الشركات بمارسوا نفس النظام .

الشيخ : معليش ، هل هو مجبور أن يشتغل في كل الشركات ؟ سيقول هو هذا وأنت من قبل لا هو ليس مجبور ؛ إذا السؤال مبني على من ليس مجبورا ؛ بقولوا عنا في الشام مثل " اللي ما بده يشوف منامات مكربه لا ينام بين القبور " فإذا نام بين القبور رايح يشوف منامات مكربه ؛ طيب إذا بعمل في شركة لا تلتزم أحكام الشريعة بدو يتعرض لأشياء فيها يخالف الشريعة ؛ لكن هل هو مجبور ؟ ما هو مجبور بعمل .

السائل : يعني ... .

الشيخ : هذا بحث ثاني بس أنت مقتنع بقولي بأن زيد من الناس ليس مجبورا بأن يعمل في الشركة الفلانية ؟ أنا أضرب لك مثال الآن له علاقة وقد سئلت أمس القريب عنه ، له علاقة بالصلاة ، ناس ... في أيام الأسبوع يسمح " كثر الله خيره " يسمح أن يصلوا الظهر مثلا حيث هم يعملون لا يسمح لهم الذهاب إلى المسجد ، أنت ولا مؤاخذة يمكن هذا مثال ؛ أنه ما يستطيع أن يصلي يوم الجمعة ؛ لكن أنا بنظر للمسألة جذريا ، هل هو واجب عليه أن يعمل في هذه الشركة التي لا تسمح له بأن يستجيب لأمر الله حين يسمع قول المؤذن يوم الجمعة " حي الصلاة حي على الفلاح " هل هو لا يستطيع إلا أن يعمل في هذه الشركة ؛ بالتالي لا يستطيع أن يصلي صلاة الجمعة ؟ الجواب لا ؛ " ما بني على فاسد فهو فاسد " ، عمله في هذه الشركة وبخاصة إذا كان يعلم من قبل أن الموظفين هناك ليسوا أحرارا في عبادتهم ثم تبين لهم بعد شهر شهرين أخذ معاش شهر شهرين إلى آخره ؛ وهو مجبور على أنه يطيع الكافر هذا ولا يطيع رب العالمين فيما أمره من الصلاة ؛ هذا يا أخي لا يصلح أن يقال إنه لا يستطيع ، الذي لا يستطيع هو الاستطاعة التي خرجت منه كالذي مثلا ـ ضربنا آنفا ـ الشخص المفلوج ، لا يستطيع أن يقف ويصلي صح يقال إنه لا يستطيع ؛ لكن هو بروح بتعاطى كل الأسباب التي تحول بينه وبين طاعة الله ، منها أنه يدخل في عمل يمنعه من القيام بالطاعة فهو يقول حينذاك لا يستطيع ؛ لا هو يستطيع لكنه آثر الحياة الدنيا على الآخرة ؛ لهذا كنت حذرا من ذاك السؤال لأنه يطرح كثيرا أنه واحد لا يستطيع ؛ أنا بتصور كثير من الأحيان يكون السؤال يستطيع ؛ لكن السائل لأنه غير فقيه في الإسلام وفي الشرع بتصور فعلا بكل يعني صفاء نفسي إنه هو لا يستطيع ؛ لكن الفقيه بالكتاب والسنة بوضح له الموضوع وإذا به يستطيع ؛ ولذلك أنا أجبتك سلفا إذا كان السؤال في محله (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) . أما لما بكون في مجال للخلاص من عدم الاستطاعة المدعاة فعليه أن يتعاطى الخلاص ولا يرمي نفسه فيما يعلم أنه سيقصر بالقيام بما فرض الله عليه ؛ تفضل .

مواضيع متعلقة