قصة مع الشَّيخ الألباني مع الشَّيخ " محمد زهري النجار " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قصة مع الشَّيخ الألباني مع الشَّيخ " محمد زهري النجار " .
A-
A=
A+
الشيخ : شخص اسمه " محمد زُهري النجار " ، ربما بعض الحاضرين يذكر هذا الاسم ؛ لأن هو صار فيما بعد صار طالبًا في الأزهر ، وتخرَّج من الأزهر ، وأخذ يعلِّق على بعض الكتب الحديثية ، من ذلك أنه طبعَ كتاب " شرح معاني الآثار " لـ " أبي جعفر الطحاوي " ، وهي كانت مطبوعة في الهند ، فطبعَها في مصر في مجلدات وعلَّق عليها بعض التعليقات ، هذا الرجل " محمد زهري النجار " ما أعرفه أنا سابقًا ، كان اللقاء الأول بيني وبينه عند بائع كتب في دمشق كنت أنا أتردَّد عليه كثيرًا ، فلما ذهبت مرَّة إليه وجدت عنده زبائن ، ومنهم شخص عرض عليَّ كتاب يبيعه لصاحب مكتبة ، وهو كتاب لـ " القصيمي " هذا النجدي الذي ألحد فيما بعد ، شو اسم الكتاب ؟ لا عم أستحضر الآن الاسم .

الشاهد : عرضَه منشان يشتريه ، أنا طار قلبي وراء الكتاب ؛ لأنُّو كان عندي معلومات عن هذا الرجل قبل أن ينحرف أنُّو سلفي ومحاجج قوي ، له كتاب اسمه " شيوخ الأزهر " يردُّ عليهم رد علمي . الشاهد : ما كنت أرى هذا الكتاب واسم المؤلف إلا قلت لصاحب المكتبة : إذا اشتريت منه أنا أشتريه منك ، هو سمع مني هذه الكلمة أخذني جانبًا عن الدكان ، وأخذ ينصحني وأنا يومئذٍ شاب كما يُقال ما طُرَّ بعد شاربي ولحيتي هيك زغبرة هون شوية ، هذا أحسن مني هلق ، شايف ؟ ... بالمرة ، قال لي : هدول وهابية ، هدول جماعة ينكروا التوسُّل وكذا ، وصار يعدِّد لي إيش ؟ بعض مساوئهم عندهم ، وإذا أنا انبريت أردُّ عليه ، وإذا هو يعجب مني ، هو طالب علم لابس جبة سوداء وعمامة بيضاء ، وفعلًا هو طالب علم قوي حنفي المذهب ، تعجَّب من ردِّي عليه ، طبعًا أنا أفحمته .

اللقاء الثاني كان أمام دكانة أخي " أبو جعفر منصور " ... = -- وعليكم السلام -- = جرت مناسبة الزيادة بعد الأذان والصلاة على الرسول - عليه السلام - ، وإذ هذا الرجل فيما بعد أعلم جار لهذا الشَّيخ المسنِّ الحديدي المزاج ، واسمه " عبد الفتاح الإمام " ، له بعض الكتب ، وفي " مدرسة الخياطين " في دمشق ، هذه المدرسة فيها مسجد ، المدرسة فيها غرف فوق صفوف من الغرف للطلبة ، الشَّيخ " عبد الفتاح الإمام " متخذ غرفة ، طبعًا هذه يعني ذهبت مفعولها ونظامها ؛ صارت تُعطى لبعض الناس طلبة العلم كأفراد ، الشَّيخ عبد الفتاح آخذ غرفة شرقية ، وهذا " محمد زهري النجار " آخذ إيش ؟ غرفة غربية ، وبينهما من الخلاف ما صنع الحداد ، " عبد الفتاح الإمام " سلفي حروري ، هداك ... وحنفي وشاذلي ... لكن ما في مقاطعة بينهما ، لكن ما فيه اتفاق ولا فيه انسجام ، الظاهر أو أكيد فيما بعد عرفت إجا الشَّيخ " محمد زهري " بعدها مرتين التقيت أنا وإياه قال للشَّيخ عبد الفتاح : وجدت لك شاب وهابي يعجبك يا شيخ عبد الفتاح ، وبيزيد عليك إن ما جيب له حديث إلا بيقول لي : صحيح ومدري إيش ؟ وحيَّرني !!

سائل آخر : كم قد عمره ؟

الشيخ : يعني أصغر منك ؛ قديش عمرك أنت ؟

سائل آخر : ( 17 ) .

الشيخ : ( 17 ) يعني في هالحدود .

الشاهد : هداك ما صدق الشَّيخ عبد الفتاح سمع بهيك شخص خاصة لما سمع مزية الحديث ، وجاء يوم من الأيام عندي في الدكان ، أنا ساعاتي ، وأنا لأول مرة أشوفه ، سلام عليكم وعليكم السلام ، يطالع ساعة من جيبته ساعة جيب ، هَيْ ساعة الجيب اليوم بطلت إلا ساعات يد ، قال لي : شف لي هالساعة صلَّحتها مرارًا وتكرارًا وما نصحوني فيها ، أنا كالعادة ... أخذت الساعة وأخذت السكين اللي أفتح فيه الغطاء ، وحطّيت " الناظور " ، من حدَّة طبعه قال لي : حط لي هالساعة هلق أنا ما لي جاي منشانها [ الشَّيخ يضحك ! ] ، إي نعم ، خير إن شاء الله ؟ قال : أنا سمعت عنك أشياء بدي أتحقَّق منها . تفضل . قال لي : شو رأيك بالموالد ؟ قلت له : ( إياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) . وهيك ما أطال الأمر يعني تحقَّق أنُّو هو مثل ما سمع وزيادة ، قال لي : سمعت أنُّو عندك دراسة في الحديث ؟ قلت له : والله بعض الشيء . قال لي : عندي كتاب اسمه " صوت الطبيعة ينادي بعظمة الله " ، كتاب مطبوع هذا فعلًا ، أسلوب عصري جميل ، لكن أنا عندي ما له قيمة ؛ لأنُّو هو بهذا الصوت يثبت توحيد الربوبية ، توحيد الربوبية أمر مفطورين عليه الناس ، ونحن بحاجة لتوحيد الألوهية والعبادة وتوحيد الصفات ، لكن الكتاب يعني ينفع وما يضرُّ ، قال لي : عندي هذا الكتاب ، وعندي أحاديث بدي نعمل جلسات معك منشان نخرِّجها ، ومثل ما يقولوا عندنا بالشام " بلا طول سيرة " اتَّفقنا معه كل يوم جمعة بعد الصلاة نجتمع عنده ، وهون بقى الشاهد ، نحط الطاولة ونقعد نحن وإياه وجاهةً الطاولة بيني وبينه ويقرأ في الكتاب ، الشَّيخ " محمد زهري النجار " يطلع من غرفته ويلف ، هو صاير هالغرف هيك جانبًا وهيك جانبًا الطابق الثاني ، وهون فضاء تمامًا ، تحت في بحرة ، على الطريقة القديمة يعني ، يدور هيك دورة ويخرج إلى السوق ، بس يشوفنا قاعدين هون مع بعض بينظر فينا نظرة في لها معنى ؛ كأنُّو بلسان حاله يقول : شو ساوينا نحن كنا بمصيبة صرنا بمصيبتين !! [ الشَّيخ يضحك ! ] .

لكن الشاهد : ... أنا لما أشوف الشَّيخ ضغري يمر أناديه ؛ أقول له : تفضل يا شيخ محمَّد ، يتبسم هيك تبسيمة باردة ؛ يعني مو عاجبو ... يساوي فيها ويخرج ، الشَّيخ عبد الفتاح لما يسمعني أنا أقول له ... شو يقول لي ؟ اتركه ، ما فيه منه خواص ، صار لي أنا ستة أشهر عم أشتغل فيه ، ما في منه خواص ، اتركه ، ويصيح بأعلى صوته ... أنا أقول له للشَّيخ عبد الفتاح : يا شيخ ، الأمور ... وبدها صبر وبدها طولة البال . مع تردُّدي على الشَّيخ " عبد الفتاح " ... مرارًا الشَّيخ يمر علينا وأنا أناديه أول مرة وثاني مرة وثالث مرة ، بالأخير علقت الشبكة ، وإجا حضر معنا ، وصار يحضر معنا ، ونقعد بقى نحن إيش ؟ نتناقش ، الشَّيخ " عبد الفتاح " بصياحه ، وأنا ببرودة دمي ، إلى آخره ، الرجل مثل ما قلت لكم رجل حنفي المذهب ، وطالب علم قوي ، ثم هو صاحب طريقة الشَّاذلية ، شيخه " محمد الهاشمي " التلمساني المغربي ، بدأنا نحكي معه في الطريق والذكر الذي يجري فيه .

= -- ... ... ... -- = بدأ النقاش بيننا وبين الشَّيخ زهري قبل كل شيء ، والطريق والذكر ، قلنا له : يا شيخ محمد ، أنت طالب علم ، ومسؤول حنفي ... " حاشية عابدين " بحقِّ هؤلاء الذين يرقصون في الذكر أنُّو الأرض اللي بيذكروا الله فيها في المسجد يجب أن يُحفر ترابه ويُرمى ، وبعدين .

سائل آخر : هذا ... .

الشيخ : لا ... المتأخرين ... .

سائل آخر : ... .

الشيخ : إي نعم .

وبعدين ذكَّرته أو علَّمته ما أدري قلت له : فيه رسالة للشَّيخ " محمد الحَلبي " صاحب كتاب " حلبي صغير " بالتعبير التركي ، فقيه حنفي أسلوبه يختلف تمامًا عن الفقهاء ؛ لأنُّو يجيب المسألة وبيجيب دليلها من المذهب ، ولو أنُّو ما هو متحرِّر من التقليد ، لكن ... يجيب الدليل ، هذا الرجل حلبي الأصل ، من فضله مؤلِّف رسالة عنوانها يغنيك عن مضمونها " الرَّقص والوقص لمستحلِّ الرقص " ، بمثل هذه النقول وبطولة البال مع " محمد زهري النجار " انقلب الرجل ، وصار معنا ، لكن كان فيما يبدو متَّئدًا وحُقَّ له ذلك ، كان يحضر حلقة الذكر تبع الشَّيخ " محمد الهاشمي " ، وهدول الشاذلية يوقفوا ويمسكوا بأيدي بعضهم البعض وتشتغل بقى الحلقة يمين ويسار ، تلاقي الحلقة كلها إيش ؟ رايحة جاية يمين ويسار ، لما نحن بيَّنَّا له أنُّو هذا لهو ذكر الله ، و (( اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا )) ... .

مواضيع متعلقة