هل أسلم قرين النبي صلى الله عليه وسلم أو سلم منه .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل أسلم قرين النبي صلى الله عليه وسلم أو سلم منه .؟
A-
A=
A+
أبو ليلى : يعيد سؤاله؟

الشيخ : أعد سؤالك من أجل يتسجل.

السائل : طيب، الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم الشيطان تبعه خلاه يأسلم وهو شيطان، كيف قدر على أنه يسيطر عليه إنه يخليه يأسلم؟

الشيخ : كويس، هذا السؤال أصح من السُّؤال السَّابق الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ وَلَهُ قَرِينٌ مِنَ المِلاَئِكَةِ، وَقَرِينٌ مِنَ الجِنِّ؛ قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ!؟ قَالَ: وَلاَ أَنَا؛ إِلاَّ أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَم )). الحديث ليس صريحًا بالمعنى الذي أنت عم تسأل عنه، وصبِّيت كلامك حوله؛ حين قلت: كيف خلاه يأسلم وهو شيطان؟ الحديث ليس صريحًا في ذلك، ليه؟ لأنَّه العلماء لما يذكروا الحديث: ( وَلَكِنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ ) يروونه إجماليًا؛ بلفظ: ( فَأَسْلَمُ )، وبلفظ ثاني: ( فَأَسْلَمَ )، وفيه فرق بين: ( فَأَسْلَمُ )؛ يعني: من شرِّه، ( فَأَسْلَمُ )، و( فَأَسْلَمَ )، رواياتان، وكل من الروايتين تدل على معني غير الرواية الأخرى. فعلي رواية: ( فَأَسْلَمَ )؛ أي صار مسلمًا، وهنا يجىء الإشكال وسيأتيك الجواب. أما على رواية: ( فَأَسْلَمُ )؛ يعني: فأسلم من شرِّه وأسلم من وسوسته، فلا يضرني، فما فيه إشكال، صح إلى هنا؟

السائل : نعم

الشيخ : أما على الرواية الأولى: ( فَأَسْلَمَ )؛ أي: صار مسلمًا؛ فالجواب هنا من ناحيتين: الناحية الأولى: كما يوجد في الإنس الصَّالحين والطَّالحين -يعني غير صالحين- كمان في الجنِّ يوجد منهم الجنسين: الصَّالح والطَّالح؛ لذلك قال تعالى في القرآن في سورة الجن (( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا )) فمن كان صالحًا من الجنِّ فهو مسلم، كما أنه من كان صالحًا من الإنس فهو مسلم، ومن كان طالحًا فاسقًا من الجنِّ فهو شيطان.

السائل : ما معنى كلمة طالحًا؟

الشيخ : يعنى ضد صالحًا، ما أنا عم قولك، من كان صالحًا أو من كان طالحًا؛ يعني غير صالح واضح؟ طيب، فمن كان طالحًا؛ يعنى غير صالح من الجن اسمه شيطان، وكذلك من كان من الإنس طالحًا فهو شيطان؛ ولذلك قال تعالى في القرآن: (( شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا )) ؛ أي: شياطين الجنّ يوحون لإخوانهم من شياطين الإنس. إذن فيه من الإنس مسلمين ومن الجنِّ مسلمين، وكما أنَّه فيه بالإنس غير مسلمين، كمان فيه بالجنِّ غير مسلمين. الجنّ الذين هم غير مسلمين اسمهم شياطين. يجيء بقى -هنا- لشيطان الرسول؛ فهو جنِّي، جنِّي؛ لكن الله -عزَّ وجلَّ- أعان نبيه عليه فوعظه ونصحه وذكَّره، كما فعل مع كُفَّار قريش؛ فمنهم من آمن ومنهم من كفر، وهو أرسل إلى الجنَّ -كما تعلم- في سورة الجنَّ (( ‏قُلْ أُوحِيَ إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ‏ )) فهدول اللي استمعوا اهتدوا، وراحوا إلي قومهم وأنذروهم برسالة الرَّسول عليه السَّلام، فمنهم من آمن ومنهم من كفر من الجنِّ. فهذا الشيطان الذي كان للرَّسول عليه السلام ربنا -عزَّ وجلَّ- أعان نبيه عليه فأسلمَ، وصار مسلمًا، كما لو كان من قبل من شياطين الجنّ بعدين أسلمَ واضح ، وهذه على رواية: ( فَأَسْلَمَ ). أمَّا على الرواية الثانية: ( فَأَسْلَمُ ) فليس فيها إشكال.

السائل : هل من الممكن أن يرى الإنسان الجن الذي تبعه؟

الشيخ : لا، لا يمكن.

مواضيع متعلقة