الكلام على مناظرة حصلت بين الشيخ وبعض الإسلاميين - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على مناظرة حصلت بين الشيخ وبعض الإسلاميين
A-
A=
A+
الشيخ : ... وأختم كلمتي هذه بمناقشة جرت بين أحد السلفيين وآخر من الإسلاميين ممن يدعو إلى الكتاب والسنة ولكن لم يكن متنبها لهذه الضميمة التي لا تستقيم دعوة الأحزاب الإسلامية إلا بتبنيها فكرا أولا وتطبيقها عمليا ثانيا وهي اتباع سبيل المؤمنين قلت له: إذا سئلت ما مذهبك ؟ ما هو جوابك ؟ قال: أقول: مذهبي مسلم قلت له: هذا جواب قاصر قال: لم ؟ قلت: لأن كل مسلم مهما كان منحرفا أو مستقيما يقول: أنا مسلم مثلا نبدأ بالأهون فالأهون إذا سئل الحنفي ما مذهبك ولا يريد أن يحشر نفسه في مناقشة يقول أنا مذهبي مسلم والشافعي كمان يقول أنا مسلم و و و إلى آخره لكن الحنفي يقول الإيمان لا يزيد ولا ينقص الشافعي يقول الإيمان يزيد وينقص إلى آخره إذا جوابك بأنك مسلم وجواب ذلك بأنه مسلم لا يحدد مذهبك تماما ففهمها فقال أقول حينئذ: أنا مسلم على الكتاب والسنة قلت له: كذلك كل مسلم حتى الأمثلة التي ضربتها لك آنفا هل هناك حنفي يقول أنا مسلم لست على الكتاب والسنة هل هناك شافعي يقول لست على الكتاب والسنة سأقول لك هل هناك إباضي من الخوارج الموجودون اليوم في الأرض الإسلامية يقول: أنا لست على الكتاب والسنة بل هناك شيعي هل هناك رافضي يقول أنا لست على الكتاب و السنة كلهم يقولون نحن على الكتاب والسنة وهذا ما سبق بيانه آنفا كل المسلمين مهما كان الخلاف بينهم شديدا وكبيرا كلهم يقولون: على الكتاب والسنة ولكن لا أحد منهم يقول: وعلى منهج السلف الصالح إلا الذين ينتمون إلى منهج السلف الصالح أي نحن الذين ما أدري أقول نفخر أو لا يجوز لنا أن نفخر أننا ننتمي إلى السلف الصالح ونقول إذا ما سئلنا: أنا سلفي وانتهى الأمر لأنه معنى سلفي على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فلما بينت له هذا فقلت له لا يكفي أن تقول أنا مسلم على الكتاب والسنة لأن كل الطوائف والجماعات يقولون على الكتاب والسنة قال: أقول إذا: أنا على الكتاب و السنة لأنه آمن معي بعد مثل هذه المحاضرة بل محاضرات قال: إذا أنا أقول: على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح قلت وأنا أعرف أنه أديب من الأدباء وكاتب من الكتاب: ألا تجد في لغتك العربية التي تأدبت بها وتكلمت بها وتكتب بها ألا تجد لك لفظة تختصر جوابك هذا أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فصمت قلت له يعني إذا قلنا أنا سلفي ألا يؤدي عبارتك الطويلة أنا على الكتاب والسنة ؟ فأجاب بالإيجاب هذه هي حقيقة الدعوة السلفية وتلك هي المخالفات لحزب التحرير وكل الجماعات القائمة اليوم على وجه الأرض ونحن حينما نقول هذا لا نعادي حزبا ولا نعادي جماعة أو طائفة وإنما نحن دائرتنا أوسع من أي دائرة يتبناها أي حزب على وجه الأرض أنا أعرف من حزب التحرير أنه من نظامه إذا تبنى فرد من أفراده رأيا يخالف رأيه أي الرأي الذي يتبناه الحزب يفصل ويقال له: لست منا نحن لا نقول هكذا أنا أعرف مثلا أن من أفكار حزب التحرير أن المرأة لها حق أن تنتَخِب وأن تُنتَخَب فلن تجد تحريريا فهم من الكتاب والسنة أن المرأة ليس لها مجال للتدخل في هذه الأمور التي تسمى اليوم بالسياسة لها أن تتعلم ما يناسب أنوثتها ما يناسب رقتها ولطفها إلى آخره أما أن تنتخب و تنتخب لو تبنى شخص من حزب التحرير هذا الرأي يخالف فيه حزب التحرير فسوف يفصل أما نحن فنقبل حزب التحرير والإخوان المسلمين وجماعة التبليغ ولكن على أساس (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )) فنحن ندعو كل مسلم إلى أن يتبني هذا الأصل ثم يتفرع عليه فروع كثيرة وكثيرة جدا حينئذ يصبحون معنا قد يختلفون معنا في التطبيق لأن التطبيق يحتاج إلى علم ونحن نقول إن العلم بالكتاب والسنة مع الأسف الشديد لا يعتني الجماعات الإسلامية بها ومع ذلك فهم يريدون أن يقيموا دولة الإسلام على الجهل بالإسلام فنقول: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) فرسول الله صلى الله عليه و سلم بدأ بتعليم الناس وبدعوتهم إلى العقيدة أولا ثم إلى العبادات وتحسين السلوك ثانيا وهكذا ينبغي أن يعيد التاريخ نفيسه وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .

مواضيع متعلقة