إشكال لبعض الإخوة في عدم جواز دخول البرلمانات ويوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كان تحت حكم كافر.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
إشكال لبعض الإخوة في عدم جواز دخول البرلمانات ويوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كان تحت حكم كافر.؟
A-
A=
A+
الشيخ : في الأمس القريب كنا نتكلم حول الإنتخابات و أنها ليست شرعية و تورط بعض الجماعات الإسلامية في الدخول في البرلمنات القائمة على الحكم بغير ما أنزل الله فأحد الجالسين بيطرح إشكال يشبه إشكالك فيقول هذا يوسف عليه السلام (( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) فإذا هو كان حاكما تحت سلطة حاكم وثني و هو العزيز فلماذا لا يجوز أن يدخل المسلمون البرلمنات هذه؟ فأنا كان جوابي من ناحيتين أو أكثر الناحية الأولى أن يوسف عليه السلام لم يدخل و لم يصل إلى ذاك المقام السامي بطريقة انتخابات غير مشروعة و إنما الله عز و جل بحكمته البالغة ابتلاه بامرأة العزيز و وقع بينها و بينه و لا أقول بينه و بينها ما وقع و كان من آثار ذلك أن ألقي في السجن و كان من تفاصيل مكثه في السجن قصته مع الرجلين أخيرا أحدهما قتل و الآخر صار ساقيا للملك و كما تعلمون رأى الملك تلك الرؤية ((إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف)) إلى آخره (( يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون قالوا أضغاث أحلام و ما نحن بتأويل الأحلام بعالمين قال الذي نجى منهما و ادّكر بعد أمة أنا أنبأكم فأرسلون يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان )) إلى آخره نقل الفتوى هذه إلى الملك أعجبه و قال: (( ائتوني به أستخلصه لنفسي قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) فيوسف عليه السلام ما سلك طريقا ليصل إلى هدف و إلى مكان رفيع و لا خطر في باله هذا الشيء و إنما ربنا عز و جل قدر عليه هذه الحوادث المتعددة الأشكال حتى اصطفاه الملك بنفسه و جعله وزيرا على دولته فأخذ يحكم بشريعته بوحي ربه و ليس بشريعة الكافر هذا من جهة أما نحن يوم فنطرق أبوابا شركية أبوبا وثنية كفرية حاش ليوسف عليه السلام أن تخطر في باله أن يطرقها فضلا عن أن يطرقها عمليا فالانتخابات كما تعلمون تتناسب مع النظم الكافرة التي ليس فيها مؤمن و كافر ناس كلهم سواء عندهم و ليس فيهم رجل و امرأة فللمرأة من الحق مثل ما الرجل إلى آخره و على هذا فالانتخابات حينما تفتح أبوابها يدخل و يرشح نفسه فيها المؤمن و الكافر و الرجل و المرأة و الصالح و الطالح و في النتيجة ما ينتخب إلى شرار الخلق عادة نحن هذا يناسبنا أن نسلك هذا الطريق الكافر و نحتج على ذلك بمثل قصة يوسف عليه السلام ؟ و شتان ما بينها و بين واقع حياتنا الإنتخابية اليوم هذا قلته ثم أضفت إلى ذلك أخيرا هذه شريعة من قبلنا و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول: ( و كان النبي يبعث إلى قومه خاصة و بعثت إلى الناس كافة ) فإذا ليس من العلم في شيء أن ينزع طالب العلم مستدلا بآية تتعلق بشريعة من قبلنا إذا عرفنا هذه الحقيقة نعود الآن لنقول نحن نحتج الآن بما قال عيسى عليه السلام و بعد أن عرفنا منبع الشبهة عندك نقول هل تعلم أنه كان في شرع عيسى عليه السلام مثل ما في شرعنا من قوله تعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) بحيث أنه لا يجوز في شريعتنا أن نطلب من ربنا أن يغفر لكفار أمّتنا هل كان هذا موجودا في شريعة عيسى فيما تعلم ؟ إذا الشبهة تسقط من أصلها

السائل : قد يقع هنا أصل و هو أننا نعلم أنه لا يدخل الجنة مشرك

الشيخ : إي هذا في شرعنا لكن

السائل : إنه نص الآية

الشيخ : اسمح لي هذا العلم من أين أخذته ؟

السائل : من ديننا

الشيخ : طيب هل كان هذا في دين من قبلنا ؟

السائل : سياق الآيات التي تتحدث عن الآخرة

الشيخ : يا أخي الآيات في ديننا هذه ما فيها إختلاف

السائل : ... تتحدث عن أمر سيحصل لكل الأمم

الشيخ : أنا أسألك هل كانت الأمم تعلم هذا الحكم بمعنى بمعنى آخر هل كل ما نعرفه في شرعنا كان معروفا في من قبلنا ؟

السائل : لا

الشيخ : أليس قد قال الله تعالى: (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا و ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما )) هنا الشاهد (( كما حملته على الذين من قبلنا )) حملهم إصرا و أغلالا و لذلك جاء هذا الإسلام ليضع الأغلال التي كانت موضوعة من قبل فحتى الأحكام الثقيلة التي ربنا عز و جل خففها عن هذه الأمة كانت قائمة معروفة من قبل فضلا عن أخبار غيبية إن مش بعيد أنه ما يكون هي خطرت في بالهم لأنهم ما يعلمون إلا ما أنزل على الأنبياء على أنبيائهم فكون هذه حقيقة علمية عندنا ليس يلزم منه أنه حقيقة علمية عندهم فعلى كل حال خذها قاعدة الأصول المقطوع بها لا تعطل لشبهة تعرض على الإنسان لمجرد نص حتى لو كان في شرعنا نحن لأن هذا من باب (( يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله )) يعني دائما الإنسان بيأخذ الأصول الواضحة و بيترك إيش المتشابهات من الآيات أو الأحاديث النبوية شو طلع عندك الآية هذه ؟

الحلبي : تعلمنا من هذيك المرة

الشيخ : إي نعم

الحلبي : قوله تعالى: (( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير و شهيق خالدين فيها ما دامت السموات و الأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد ))

الشيخ : أيوة هنا الآن هي الأية و على كل لتمام الفائدة شوف كيف النص بيختلف بالنسبة لأهل الجنة

السائل : نعم

الشيخ : الذين سعدوا

الحلبي : (( و أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات و الأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ ))

الشيخ : فالآن هذا الاستثناء هل ينافي آية عيسى عليه السلام شو آخر الآية ؟

الحلبي : (( إن تعذبهم فإنهم عبادك ))

الشيخ : (( إن تعذبهم فإنهم عبادك ))

الحلبي : (( و إن تغفر لهم ))

الشيخ : (( و إن تغفر لهم ))

الحلبي : (( فإنك أنت العزيز الحكيم ))

الشيخ : أه فهنا بالنسبة للفريقين الذين سعدوا أهل الجنة و الذين شقوا أهل النار قال إلا ما شاء الله اختلف العلماء في التفسير كثيرا في هذه الآية لكن الظاهر و الله أعلم أن ربط مصير الفريقين السعداء و الأشقياء بمشيئة الله ليلفت نظر عباد الله إلى أن كل ذلك ليس بحكم حاكم على الله إنما هو بمشيئته و هو فعال لما يريد فنستطيع أن نقول عيسى عليه السلام لما قال هذه الكلمة انطلق من هذا الملحظ إن أنت تفعل ما تشاء حتى و لو كان يعني الذين أشركوا بالله عز و جل فأنت فعال لما تريد و الله أعلم

مواضيع متعلقة