تعليق الشيخ على رسالة في فتنة علي ومعاوية رضي الله عنهما . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تعليق الشيخ على رسالة في فتنة علي ومعاوية رضي الله عنهما .
A-
A=
A+
السائل : شيخنا اليوم بارك الله فيكم أرسلي أحد المشايخ ورقات فيها كلام أريد أن أقرأ عليكم وبأقل كلمة لا نريد الإثقال يعني حفظك الله يعلق المؤلف في كتابه هذا على قضية الخلاف بين معاوية رضي الله عنه وعلي رضي الله تعالى عنه وما جرى من انتصار معاوية على علي إلى آخر ما هو معروف يقول " لقد كان انتصار معاوية أكبر كارثة دهمت روح الإسلام التي لم تتمكن بعد من النفوس ولو قد قدر لعليّ أن ينتصر لكان انتصاره فوزًا لروح الإسلام الحقيقية الروح الخلقية العادلة المترفعة التي لا تستخدم الأسلحة القذرة في النضال ولكن انهزام هذه الروح ولما يمضي عليها نصف قرن كامل وقد قضي عليها فلم تقم لها قائمة من بعد إلا سنوات على يد عمر بن عبد العزيز ثم انطفأ ذلك السراج وبقيت الشكليات الظاهرية من روح الإسلام الحقيقية لقد تكون رقعة الإسلام امتدت على يدي معاوية ومن جاء بعده ولكن روح الإسلام قد تقلصت وهزمت بل انطفأت فإن يهش إنسان بهزيمة الروح الإسلامية الحقيقية في مهدها وانطفاء شعلتها بقيام ذلك المد الملك العضوض فتلك غلطة نفسية وخلقية لا شك فيها " .
الشيخ : مبالغة من الذي يهش أن يهش.
السائل : نعم.
الشيخ : من الذي يهش.
السائل : سمعت وقلت أن يهش إنسان يعني إذا هش إنسان فهذا.
الشيخ : من هو في أهل السنة لا يوجد شيء من هذا.
السائل : نعم فهمت عليك شيخنا.
الشيخ : طيب.
السائل : يقول " على أننا لسنا بحاجة في يوم من الأيام أن ندعوا الناس إلى خطة معاوية فهي جزء من طبائع الناس عامة إنما نحن بحاجة إلى أن دعوهم إلى خطة عليّ فيه التي تحتاج إلى ارتفاع نفسي يجهد الكثيرين أن ينالوه فإذا احتاج جيل أن يدعوا الى خطة معاوية فلن يكون هو الجيل الحاضر على وجه العموم فروح ميكافيلي التي سيطرت على معاوية قبل ميكافيلي بقرون هي التي تسيطر على أهل هذا الجيل وهم أخبر من أن يدعوهم أحد إليها لأنها روح نفعية التي تضلل الأفراد والجماعات والأمراء والحكومات وبعد فلست شيعيًا لأقرر هذا الذي أقول إنما أنا أنظر إلى المسألة من جانبها الروحي والخلقي ولا يحتاج الإنسان أن يكون شيعيًا لينتصر للخلق الفاضل المترفع عن الوصولية الهابطة المتدنية ولينتصر لعلي على معاوية وعمرو إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة ويخطئ من يعتقد أن النجاح العملي هو أقصى ما يطلبه الفرد وما تطلبه الإنسانية فذلك نجاح قصير العمر ينكشف بعد قليل " هذا الكلام نعم.
الشيخ : هل رأيتني مرة أقول هكذا.
السائل : قليلا.
الشيخ : هذا فعل هكذا.
السائل : الله أكبر.
الشيخ : ماذا يريد من معاوية أن يكون عليًا لا فضلا عن أن يكون معصومًا لا ، لا شك أن معاوية أخطأ يعني كيف يكفي في ذلك قوله عليه السلام ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ) يكفي أن هذا الحديث الصحيح الذي توارد ذكره في كتب أهل السنة أكثر من كتب الشيعة.
السائل : الله أكبر.
الشيخ : أكثر من كتب الشيعة وهي شهادة واضحة جدًا أن معاوية هو على رأس الفئة الباغية فماذا يريد هذا الرجل أكثر من هذه الشهادة يريد كما يقول ابن تيمية رحمه الله في كثير من كتاباته أنه لا يجوز الحكم على الإنسان بالنظر إلى جانب واحد إلى السيئات مثلا فتهدر الحسنات فيلقى في الحضيض أو ينظر إلى الحسنات ولا ينظر إلى السيئات فيرفع إلى السماء وإنما يقابل بين حسناته وسيئاته كما هو حكم الله عز وجل العادل الذي لا عدل بعده يوم يبعث الناس ويحاسبون فمن ثقلت موازينه فهو الناجح يوم القيامة أما أنه ما يكون له سيئات هذا أمر مستحيل كما تعلمون فإذًا هذا رجل ماذا يستفيد من هذا الكلام سوى أنه يثير الشيعة على أهل السنة بدعوة أنه هو ليس شيعيًا.
السائل : الله أكبر.
الشيخ : ما هي ثمرة هذه المقالة هل هناك من يقول إن معاوية أحسن في خروجه على علي لا أحد لا من أهل السنة ولا من أهل الشيعة ، أهل الشيعة معروفين طبعًا لذلك أنا ما أدري ماذا يرمي هذا الإنسان بهذا النقد من خروج معاوية لكنه بالغ في ذلك أشد المبالغة فلم يذكر الحسنات وهنا نذكّر بكلمة ابن تيمية رحمه الله أنه حينما يذكر الفرق بين أهل السنة وأهل البدعة يقول أهل السنة يذكرون ما لهم وما عليهم أما أهل الأهواء لا يذكرون إلا ما لهم ولا يذكرون ما عليهم هذا عكس الميزان فذكر سيئات أو سيئة هذا الحاكم بالإسلام يعني خلينا نتصور علماء حكّام هل يتصور فيهم ألا يزلوا ولا مرة هذا مستحيل ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقول يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ) ثم أخيرًا ماذا أردت من تلاوتك لهذه الكلمات.
الشيخ علي الحلبي : فقط شيخنا معرفة رأيكم حفظكم الله .
السائل : كلمة شيخنا في كلامك الأخير ذكرتم حول ذكر الحسنات والسيئات وسبق لكم جواب حول أهل الموازنة الذي يقولون عند الجرح والتعديل لا بد من ذكر كل هذا وذاك وبان كلامكم في هذه المسألة يعني سابقًا لأن هذا الكلام لا يقول به عاقل كل الحسنات والسيئات فقد يفهم يعني بعض الذين يتشبثون بظاهر العبارات أنكم يعني رجعتم عن قولكم الأول أو أن لكم في هذه المسألة قولين.
الشيخ : لكل مقام مقال نعم.
السائل : بارك الله فيكم إذًا يعني لا يتشبث بهذا أحد طيب كلمة أخيرة شيخنا .
الشيخ علي الحلبي : شيخنا في المجلس الأول تكلم أنه هذه الموازنة تقال لأهل السنة بالذات الذين منهجهم مستقيم وسديد أما من كانوا من أهل البدع ومن أهل الانحراف الذين طغى عليهم هذا الجانب فحينئذ هذا الذي يقال فيهم.
الشيخ : أي نعم.
السائل : بارك الله فيكم .

مواضيع متعلقة