كيف واجهه النبي صلى الله عليه وسلم المشركين و المجوسيين و أهل الكتاب في أول دعوته ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف واجهه النبي صلى الله عليه وسلم المشركين و المجوسيين و أهل الكتاب في أول دعوته ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ما هو العمل؟ ، ماذا عمل النبي صلى الله عليه و آله و سلم و أصحابه الذين كان عددهم يومئذ قليلا بالنسبة لعدد المسلمين اليوم حيث صار عددا كثيرا و كثيرا جدا هذا هنا يبدأ الجواب هل حارب المسلمون العرب المعادين لهم أي قومهم في أول الدعوة؟ هل حارب المسلمون النصارى في أول الأمر؟ هل حاربوا فارس في أول الأمر؟ الجواب لا لا كل ذلك الجواب لا إذا ماذا فعل المسلمون؟ نحن الآن يجب أن نفعل ما فعل المسلمون الأولون تماما لأن ما يصيبنا هو الذي أصابهم و ما عالجوا به مصيبتهم هو الذي يجب علينا أن نعالج مصيبتنا و أظن أن هذه المقدمة توحي للحاضرين جميعا الجواب إشارة و ستتأيد هذه الإشارة بصريح العبارة فأقول يبدو من هذا التسلسل التاريخي و المنطقي في آن واحد أن الله عز و جل إنما نصر المسلمين الأولين الذين كان عددهم قليلا جدا بالنسبة للكافرين و المشركين جميعا من كل مذاهبهم و مللهم إنما نصرهم الله تبارك و تعالى بإيمانهم إذا ما كان العلاج أو الدواء يومئذ لذلك العداء الشديد الذي كان يحيط بالدعوة هو نفس العداء الذي ينبغي على المسلمين اليوم أن يتعاطوه لتتحقق ثمرة هذه المعالجة كما تحققت ثمرة تلك المعالجة الأولى و الأمر كما يقال: التاريخ يعيد نفسه بل خير من هذا القول أن نقول: إن لله عز و جل في عباده و في كونه الذي خلقه و أحسن خلقه و نظمه و أحسن تنظيمه له في ذلك كله سننا أو سنن لا تتغير و لا تتبدل سنة الله و لن تجد لسنة الله تبديلا و لن تجد لسنة الله تحويلا هذه السنن لا بد للمسلم أن يلاحظها و أن يرعاها حق رعايتها و بخاصة ما كان منها من السنن الشرعية هناك سنن شرعية و هناك سنن كونية و قد يقال اليوم في العصر الحاضر سنن طبيعية هذه السنن الكونية الطبيعية يشترك في معرفتها المسلم و الكافر و الصالح و الطالح بمعني ما الذي يقوم حياة الإنسان البدنية الطعام و الشراب و الهواء النقي و نحو ذلك فإذا الإنسان لم يأكل لم يشرب لم يتنفس الهواء فمعنى ذلك أنه عرض نفسه للموت موتا ماديا هل يمكنه أن يعيش إذا ما خرج عن اتخاذه هذه السنن الكونية؟ الجواب لا سنة الله و لن تجد لسنة الله تبديلا هذا ما كما قلت آنفا يعرفه معرفة تجربيبة كل إنسان لا فرق بين مسلم كافر و الصالح و الطالح لكن الذي يهمنا الآن أن نعرف أن هناك سننا شرعية يجب أن نعلم أن هناك سننا شرعية من اتخذها وصل إلى أهدافها و جنى منها ثمراتها و من لم يتخذها فسوف لن يصل إلى الغايات التي و ضعت تلك السنن الشرعية لها تماما تماما كما قلنا بالنسبة للسنن الكونية إذا تبناها الإنسان و طبقها وصل إلى أهدافها كذلك السنن الشرعية لم يأخذ إذا أخذها المسلم تحققت الغاية التي وضع الله تلك السنن من أجلها من أجل تحقيقها و إلا فلا .

مواضيع متعلقة