طلب منه أن يبين المنهج السلفي والرد على منهج التكفير . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
طلب منه أن يبين المنهج السلفي والرد على منهج التكفير .
A-
A=
A+
السائل : و علمنا يا شيخ أنه قد حصل بينكم و بين إحدى الإخوان قبل عدة سنين مناقشة طويلة في مسألة التكفير و هذه الأشرطة تسجيلها غير واضح لذا نود من فضيلتكم البيان في هذه المسألة و جزاكم الله خيرا

الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد الحقيقة أن مسألة التكفير ليس فقط للحكام بل و للمحكومين أيضا هي فتنة قديمة تبنتها فرقة من الفرق الإسلامية القديمة و هي المعروفة بالخوارج و الخوارج طوائف مذكورة في كتب الفرق و منها فرقة موجودة لا تزال الآن باسم آخر و هو الإباضية و هؤلاء الإباضية كانوا إلى عهد قريب منطوين على أنفسهم ليس لهم أي نشاط دعوي كما يقال اليوم لكن منذ بضع سنين بدؤوا ينشطون و ينشرون بعض الرسائل و بعض العقائد التي هي عين عقائد الخوارج القدامى إلا أنهم يتسترون و يتشيعون بخصلة من خصال الشيعة ألا و هي التقية فهم يقولون نحن لسنا بالخوارج و أنتم تعلمون جميعا أن الاسم لا يغير من حقائق المسميات إطلاقا و هؤلاء يلتقون في جملة ما يلتقون مع الخوارج تكفير أصحاب الكبائر فالآن يوجد في بعض الجماعات الذين يلتقون مع دعوة الحق في اتباع الكتاب و السنة و لكنهم مع الأسف الشديد يقعون في الخروج عن الكتاب و السنة من جديد و باسم الكتاب و السنة و السبب في ذلك يعود إلى أمرين اثنين في فهمي و نقدي أحدهما هو ضحالة العلم و قلة التفقه في الدين و الأمر الآخر و هو مهم جدا أن أنهم لم يتفقهوا بالقواعد الشرعية و التي هي من أسس الدعوة الإسلامية الصحيحة التي يعتبر كل من خرج عنها من تلك الفرق المنحرفة عن الجماعة التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في غير ما حديث بل و التي ذكرها ربنا عز و جل دليلا واضحا بيّنا على أن من خرج عنها فيكون قد شاق الله و رسوله أعني بذلك قوله عز و جل: (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) فالله عز و جل لأمر واضح جدا عند أهل العلم لم يقتصر على قوله عز و جل و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى لم يقل هكذا و إنما أضاف إلى مشاققة الرسول اتباع غير سبيل المؤمنين فقال عز و جل: (( و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا )) إذا اتباع سبيل المؤمنين و عدم اتباع سبيل المؤمنين أمر هام جدا إيجابا و سلبا فمن اتبع سبيل المؤمنين فهو الناجي عند رب العالمين و من خالف سبيل المؤمنين فحسبه جهنم و بئس المصير من هنا ضلت طوائف كثيرة و كثيرة جدا قديما و حديثا حيث أنهم لم يلتزموا سبيل المؤمنين و إنما ركبوا عقولهم بل اتبعوا أهوائهم في تفسير الكتاب و السنة ثم بنوا على ذلك نتائج خطيرة و خطيرة جدا من ذلك الخروج عما كان عليه سلفنا الصالح هذه الفقرة من الآية الكريمة (( و يتبع غير سبيل المؤمنين )) لقد دندن حولها و أكدها عليه الصلاة و السلام تأكيدا بالغا في غير ما حديث نبوي صحيح و هذه الأحاديث التي أنا أشير إليها الآن و سأذكر بعضا منها مما يساعدني ذاكرتي ليست مجهولة عند عامة المسلمين فضلا عن خاصتهم لكن المجهول فيها هو أنها تدل على ضرورة إلتزام سبيل المؤمنين في فهم الكتاب و السنة هذه النقطة يسهوا عنها كثير من الخاصة فضلا عن العامة فضلا عن هؤلاء الذين عرفوا بجماعة التكفير هؤلاء قد يكونون في قرارة نفوسهم صالحين و قد يكونون أيضا مخلصين و لكن هذا وحده غير كاف ليكون صاحبه عند الله عز و جل من الناجين المفلحين لا بد للمسلم أن يجمع بين أمرين اثنين بين الإخلاص في النية لله عز و جل و بين حسن الاتباع لما كان عليه النبي صلى الله عليه و آله و سلم فلا يكفي إذا أن يكون المسلم مخلصا و جادا فيما هو في صدده من العمل بالكتاب و السنة و الدعوة إليهما فلا بد بالإضافة إلى ذلك أن يكون منهجه منهجا سويا سليما

مواضيع متعلقة