معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وسَهِّلْ عليه قَضاءَكَ ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وسَهِّلْ عليه قَضاءَكَ ) .
A-
A=
A+
الشيخ : قال مناجيًا ربَّه : ( اللَّهُمَّ مَن آمَن بِكَ ، وشَهِد أَنِّي رسولُك ؛ فحبِّبْ إليه لِقاءَك ، وسَهِّلْ عليه قَضاءَكَ ) .

تسهيل القضاء يمكن أن يُفسَّر هنا بمعنيين ؛ أحدهما : هو أن القضاء يكون وقعُه سهلًا عليه ؛ يعني ممكن أن يكون القضاء المقدَّر قدرًا معلَّقًا شديدًا ؛ فحينما يأتي مثل دعاء الرسول - عليه السلام - فيصبح هذا القدر قَدَرًا سهلًا مُطاقًا تحمُّله ، ويمكن أن يكون بمعنًى آخر ؛ وهو أن هذا القضاء مهما كان ثقيلًا ومهما كان صعبًا على النفس البشرية ؛ فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - يدعو ربَّه ويطلب منه أن يجعل هذا القضاء مهما كان شأنه سهلًا على المؤمن .

وسواء كان المراد هذا أو ذاك فهذا الدعاء هو في الواقع توجيه من النبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - للمؤمن به بطريق الدعاء لربِّه إلى ما كان هو وجَّهَ أتباعه المؤمنين بحديث خاص مما ذكرناه أكثر من مرَّة ؛ ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( عجبٌ أمرُ المؤمن كله ؛ إن أصابته سرَّاء حَمِدَ الله وشكر فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضرَّاء صَبَرَ فكان خيرًا له ، فأمرُ المؤمن كله خير ، وليس ذلك إلا للمؤمن ) . فالمؤمن الذي هذه صفته يتلقَّى القضاء من ربِّه بنوعيه ؛ إن كان خيرًا أو كان شرًّا يتلقَّاه بالرضا والتسليم ، فينقلب ذلك الشَّرُّ بالنسبة إليه خيرًا ، وهذا من التسهيل الذي دعا به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ربَّه أن يسهِّلَ على مَن آمَنَ بالله وصدَّقَ بنبوة نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يسهِّل عليه قضاءه .

مواضيع متعلقة