( إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع ) ؛ كيف هذا ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
( إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع ) ؛ كيف هذا ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، ( إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع ) الحديث ؛ كيف هذا ؟

الشيخ : تتمَّته فليدبَّ ؟

السائل : لا .

الشيخ : حديث صحيح .

السائل : تعمل به يا شيخ ولَّا ما تعمل به ؟

الشيخ : نعم ؟ سامحك الله !

السائل : الله يبارك فيك .

الشيخ : أنت تحتاج إلى توبة .

السائل : جزاك الله خيرًا ، بس يا شيخ عفوًا هذه لكن مشهورة .

الشيخ : أنا عارف .

السائل : عفوًا ، مستفسر .

الشيخ : أنا بقول عفوًا بعفو ، كما أنت تقصد شيء وأنا أقصد شيء .

السائل : الله يبارك فيك .

الشيخ : أنا أقصد - أيضًا - كلمة الإمام الشافعي ؛ لما قال له قائل : أَتعمل بالحديث ؟ ... قال : " أرأيتني خرجت من الكنيسة وقد شددت الزنَّار على وسطي " ؛ يُعمل لأنه ليس له معارض .

سائل آخر : وقفت على أثر لابن مسعود أنه كان يدبُّ راكعًا .

الشيخ : كان إيش ؟

السائل : يدبُّ راكعًا ، " إذا دخل المسجد ووجد الناس ركوعًا كان يدبُّ راكعًا " ؛ زيد بن ثابت في " الموطأ " .

الشيخ : إي هذا يؤيِّد الْـ .

السائل : هذا صحَّ كذلك ؟

الشيخ : إي صحَّ ذلك عن ابن مسعود وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر أربعة من أصحاب الرسول - عليه السلام - عملوا بهذا الحديث ، بل صحَّ عن ابن مسعود شيء أظنُّ أن كثيرًا من طلاب العلم - بل من أهل العلم - هم بحاجة إلى أن يقفوا عليه وألَّا يسألوا هل يعمل به أم لا ؟ الأثر يقول أن ابن مسعود دخل المسجد ... فدبَّ ، فأدرك الإمام راكعًا ، ثم لما سلَّم الإمام سلَّم معه ، فقام رجل يريد أن يأتي بركعة فجَبَذَه ، وقال له : اجلس ، فقد أدركت الركعة ، ففي الحديث الموقوف هذا أن ( من أدرك الإمام راكعًا ؛ فقد أدرك الركعة ) ، وأن من أراد .

سائل آخر : شيخنا .

الشيخ : نعم ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ؛ أهلًا .

ففي هذا الأثر أنَّ مدرك الركوع هو مدركٌ للركعة ؛ ولو فاتته الفاتحة ، وبعضهم ألَّفوا رسائل على عكس ذلك ، ومنهم بعض الغماريين المغاربة ، أظنُّ أنكم تعرفون شيئًا عنهم ، فهذا الأثر يُثبت بعمل هذا الصحابي أنَّ علمه قد أحاط أنَّ ( من أدرك الإمام راكعًا فقد أدرك الركعة ) ولو فاته ركن قراءة الفاتحة ، وعلى ذلك فعل جماعة من الصحابة ، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق ؛ أن من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة ، ليس له مخالف ، ولذلك هنا أقول ما كنت قلته في بعض المحاضرات السابقة أنَّه إذا ثبت عن بعض الصحابة رأي أو فعل ، ولم يكن هناك ما يُخالف في السنة الصريحة الصحيحة ؛ حينذاك وجبَ العمل بها ، ولا يوجد هنا ما يُعارض أقوال هؤلاء الصحابة إلا عمومات ؛ حينئذٍ نقول هذه العمومات لم يجرِ العمل عليها ، انظر هذه القاعدة كم لها من تعلُّق بكثير من الفروع ، إذا لم يُتقنها الطالب للعلم حادَ عن الصواب فيها كلها .

سائل آخر : ( زادك الله حرصًا ولا تَعُدْ ) ؛ ( ولا تعيد ) ولَّا ( لا تعد ) ؟

الشيخ : ( ولا تعد ) في أرجح الأقوال ؛ نعم ما بالُه ؟

السائل : ما فيه تعارض ؟ ما يعارض الفعل في الحديث الآخر ؟

الشيخ : هَبْ أن هناك تعارضًا ؛ فماذا نفعل ؟ نوفِّق ، هل يكون التوفيق بضرب أحدهما ؟ لا ، إذًا الرجل ليس فيه هذا حديث أبي بكرة ...

سائل آخر : غفر الله لنا ولك .

الشيخ : أهلًا بكما أبًا وولدًا .

سائل آخر : بارك الله فيك .

الشيخ : أهلًا .

سائل آخر : ... .

الشيخ : الله يحفظك . إذًا تبيَّن أنه لا تعارض بينهما ؛ أي : لا حاجة للتوفيق بينهما ؛ ما دام أنه لا تعارض بينهما .

تفضل .
  • فتاوى جدة - شريط : 7
  • توقيت الفهرسة : 00:53:12
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة