كيف يجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم : ( أن تؤمن بالقدر خيره وشره ) ، وقوله ( الشر ليس إليك ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف يجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم : ( أن تؤمن بالقدر خيره وشره ) ، وقوله ( الشر ليس إليك ) .
A-
A=
A+
السائل : كيف التوفيق يا شيخ بين حديث أركان الإيمان الستة , الإيمان بالقدر خيره و شرّه و بين قول النبي صلى الله عليه و سلم: ( الشر ليس إليك ) كيف يفهم هذا الشر يا شيخ ؟

الشيخ : نسبي , الشر بالنسبة إلينا لا بالنسبة لربنا لأن أفعال الله عزّ و جلّ كلها خير و يمكن تقريب المسألة بمثال مع التذكير بأن لله المثل الأعلى هذا أولا , و ثانيا التذكير بمبدأ قوله تعالى: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فتقدير الله عز و جل هو خلق و تصرف منه عز و جل يتوافق تماما مع كل الصفات التي منها القدرة و الإرادة و العدالة و الحكمة فحينما نحن نرى شرا يقع فهذا كما قال (( ذلك تقدير العزيز العليم )) فالمثال الذي اريد أن أقرب به هذه المسألة الإيمانية , إذا رأيت طبيبا يقطع عضوا من مريض ما فلا شكّ أنك تستنكر عمله إذا كنت لا تعرف أن هذا الطبيب أوّلا ماهر في طبابته و ثانيا عادل في تنفيذه لطبّه , كذلك إذا رأيت حاكما يضرب إنسانا أو يجلده فستقول بأن هذا شر لكن إذا عرفت أنه يضربه بحق انقلب المفهوم السّابق الذي كان في ذهنك و هو أنه شرّ إلى أنه ليس بشرّ و هذا نحن بين بعضنا البعض فما بالك بالنسبة للخالق الذي لا يُقاس به شيء إطلاقا .

مواضيع متعلقة