قوله صلى الله عليه وسلم : ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قوله صلى الله عليه وسلم : ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) .
A-
A=
A+
الشيخ : أحيانا قد يكون الطالب لشيء ما ليس هو رقية كما ستسمعون لا يجوز له أن يطلب ذلك ومع ذلك فالمطلوب منه يجوز له أن يعطيه والظاهر أنه لا يكون أعانه على مخالفة الشرع لكن هذا المعين ليس قصده الإعانة وإنما قصده دفع العار عنه فهو معذور مثلا روى الإمام أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه من حديث أبي سعيد الخدري أن رجلا كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله وهو قوي يسأله شو معنى يسأله يشحت منه يعني ، فيعطيه عليه الصلاة والسلام ما تيسر له ، فإذا ما انطلق الرجل قال عليه الصلاة والسلام: إنه خرج من عنده يتأبّطها نارا يعني الصدقة التي طلبها وحطها تحت إبطه يقول الرسول عليه السلام: ( خرج يتأبطها نارا ) ، هذا واضح جدا أن سؤال هذا السائل كان غير جائز وإلا ما كان هذا التهديد والوعيد الشديد ( يتأبطها نارا ) لذلك قالوا له يا رسول الله فلمَ تعطيه قال قال عليه السلام وهنا الشاهد ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) بمعنى مقام النبوة و الرسالة مقام سامي وعالي جدا فينبغي على صاحب هذا المقام أن يتعاطى كل وسيلة لكي لا تُخدش ولو بسمعة سيئة لسبب صدر من الرسول عليه السلام لذلك لا يجعل نفسه يصدر منه مثل ذلك السبب ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) أي لو أن الرسول عليه السلام لم يتجاوب مع هذا السائل ولم يعطه ورجع الرجل يقول يتحدث أمام الناس ماذا ؟ عكس ما وقع لرجل من قبيلة لا أذكرها الآن رئيس قبيلة فسأل الرسول عليه السلام أو ما سأله ما عاد أذكر الآن إنما أعطاه مئة رأس من الإبل يكاد يطير مخه هذا الإنسان عمره أخد من أحد هبة مئة رأس من الإبل ، وبتعرفوا الإبل غالية خاصة في هذيك الأيام فما كان منه إلا أن عاد إلى قبيلته بتلك المئة رأس وقال: يا جماعة أسلموا آمنوا بالله و رسوله فما رأيت إنسانا أكرم منه يدا فأسلمت القبيلة كلها ، إذن عطاؤه عليه السلام هذه العطية الكريمة البالغة كان سبب هداية قبيلة والعكس قد يكون سبب معاكس تماما لو أنه لم يعطِ من يسأل والرسول يعلم أن هذا لا يحق له هذا السؤال يرجع يقول الرسول بخيل كلمة بخيل وصمة في صحيفة النبوة والرسالة ولذلك هو لا يريد أن يفسح المجال لمثل هذه الوصمة يريد أن يسد الطريق إليها فيعطي السائل ولو كان غير محق فلما أعطى ونبه أن هذا السؤال لا يجوز لأنه خرج يتأبطها نارا ، إذن لماذا تعطيه يا رسول الله؟ قال: ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) ، إذن يجوز للإنسان ليدفع عنه شرا مرتقب ولو كان في ذلك مساعدة غير مقصودة لمن سأل سؤالا لا يجوز شرعا والآن لعلنا ننهي الكلام في هذه الليلة على الأقل و الساعة الثامنة ونحن كنا معكم معشر المسلمين قد يكون واحد اثنين من الحاضرين فكلكم مسلمون والحمد لله نحن كنا معكم منذ الصباح حتى هذا المساء وإن شاء الله موعدنا غدا وكل منكم يسعى لمجلس العلم في حدود طاقته واستعداده وظروفه . سبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

مواضيع متعلقة