فائدة مهمة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
فائدة مهمة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة .
A-
A=
A+
الشيخ : فهنا فائدة علمية أرجو أن تنتبهوا لها لأنها مهمة جدا جدا , استدل المستدل بحديث صلاة الجماعة على شرعية تكرار الجماعة في المسجد الذي له إمام راتب ومؤذن راتب فهو فهم الحديث بالتعبير اللغوي أن أل التعريف في الجماعة هي أو هو للاستغراق والشمول , صلاة الجماعة فسرها بمعنى صلاة كل جماعة لأن ال " أل" التعريف عند علماء اللغة والبيان والبلاغة تنقسم إلى قسمين إما للعموم والشمول وإما للعهد إللي في الذهن , الفرق بين أل وأل هذه شاسع جدا إذا فُهمت أن أل في الجماعة للعموم والشمول صح الاستدلال بالحديث على أنه كل جماعة تقام في أي مسجد فهي جماعة مشروعة وثوابها سبع وعشرون درجة , أما إذا فُهمت على العهد فيبطل هذا التعميم ويختص بجماعة معينة , فما هو الصحيح وكيف يمكن تمييز هذا من هذا , صلاة الجماعة إذا قلنا أل للاستغراق والشمول صح الاستدلال على شرعية كل جماعة بعد الفريضة التي صليت مع الجماعة الأولى أما إذا فسرت أل بأنها للعهد وليست للاستغراق والشمول تنحصر بجماعة واحدة , ما هي الجماعة الواحدة هي المعروفة شرعا والمستقرة في الذهن كلكم يتصور معي ما سأذكره الآن الآن وهو أن الرسول عليه السلام خاطب أصحابه بهذا الحديث فإذا كان أصحابه لا يعهدون منه في مسجده إلا جماعة واحدة فحينما يسمعون قوله عليه السلام: ( صلاة الجماعة ... ) أنه جماعة بيستقر في ذهنهم المقصود بهذه الفضيلة آلجماعات التي لم تخلق بعد؟ , لا هذا ما يخطر في البال ما يخطر في البال إطلاقا وإنما الجماعة المعهودة ولذلك يقال هذه أل هي للعهد وليست للإستغراق وللشمول وعلى العكس من ذلك إذا افترضنا أنه كانت تقام جماعات عديدة في مسجده عليه السلام تارة هو يؤم الناس تارة يؤمهم أبو بكر في نفس صلاة واحدة الظهر العصر المغرب العشاء إلى آخره فقال عليه السلام حينما قال: (صلاة الجماعة) لوين بروح فهمهم؟ لـ هالجماعات المتعددة , فإذا علمتم أنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا جماعة واحدة إذًا انحصرت أل هنا أنها للعهد وليست للاستغراق وللشمول , من هنا نحن نأتي إلى القاعدة الفقهية الهامة وهي: " أنه يجب تفسير أحاديث الرسول عليه السلام بعضها ببعض " الحديث القولي يفسر بالحديث العملي , أضرب لكم مثلا حساسا وبعد ذلك ننتهي إلى تلخيص القاعدة الهامة , ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) ويقول الرسول عليه السلام: ( يد الله على الجماعة ) دخلنا المسجد في وقت صلاة الظهر مثلا وكل واحد منّا ينتحي ناحية ويتستر بسترة يصلي إليها سنة الظهر القبلية , فبدا لأحدهم وصاح يا جماعة لي عم تصلوا وحدكم تعالوا لنصلي جماعة قال عليه الصلاة والسلام: ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين ) قال عليه السلام: ( يد الله على الجماعة ) هل هذا مصيب أم مخطئ؟ أنا سأقول بقولكم لا هو مخطئ لكن لماذا تقولون مخطئ ولا مؤاخذة لإنه ما جرت العادة أما لو جرت العادة فحكم الجماعة متل الجماعة إللي عم يسأل عنها الأخ إعادة الفريضة مرة ثانية وثالثة هذه جرت العادة فيها فلا نكير لها أما هذه الصورة التي أنا صورتها لكم آنفا رأسا تتبادر الأذهان والأفهام لا هذا منكر لكن لاحظوا معي أن هذا المنكر داخل في الدلالة العامة صلاة الجماعة ويد الله على الجماعة لكننا إذا رجعنا إلى الفهم السابق الجماعة ليست للاستغراق والشمول وإنما هي للعهد نرجع الآن لنقول هذه الجماعة جماعة النافلة في السنة الراتبة هل معهودة كانت في عهد من قال: (صلاة الجماعة) و(يد الله على الجماعة) الجواب لا إذًا ما يجوز أن نستدل بعموم حديث لم يجر العمل في عهد النبي بهذا العموم , واضح هذا الكلام ولا فيه غموض ؟

السائل : لا واضح .

الشيخ : لأنه بدي إبني عليها هزّة .

سائل آخر : ...

الشيخ : بدي أبني عليها هزة قد تكون يعني قرينة الهزّة التي أثرناها ضد السعوديين في استجلابهم للكفار في بلادهم فأنتم تعلمون أن تلك البلاد إذا رفع أحدهم رأسه من الركوع قبض اليسرى باليمنى ولا بد أنكم سمعتم محاضرات أو رسالات ألفت في هذا الصدد لا تجدون لهم دليلا إلا كدليل يد الله على الجماعة وإلا كدليل صلاة الجماعة أي استدلال بنص عام لم يجر عليه العمل , فالانتباه لهذه القاعدة أمر ضروري جدا جدا وفي نهاية المطاف أقول أساس كل بدعة نجتمع نحن جميعا على إنكارها هو الاستدلال بالأدلة العامة التي لم يجر العمل بها فاعتبروا يا أولي الأبصار , الآن .

مواضيع متعلقة