كيف نرد على من استدل بعبارة ( أفلح وأبيه إن صدق ) على جواز الحلف بغير الله؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف نرد على من استدل بعبارة ( أفلح وأبيه إن صدق ) على جواز الحلف بغير الله؟
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة شيخنا في بعض هنا في هذه البلد نبتت المعتزلة يقولون بخلق القرآن ويستدلون أنه يجوز الحلف بالمخلوق ويستدلون بحديث ( أفلح وأبيه وإن صدق ) فاسنفوا ما قالوا بما آتاكم الله من علم.
الشيخ : حسبي الله ونعم الوكيل.
السائل : التقيت بواحد الأسبوع الماضي وهذا كان كلامه يعني وتكلمت معه بما عندي من علم فإن شاء الله نعطيه الشريط.
الشيخ : فيك البركة إن شاء الله هذه مثال جديد مما كنا نتحدث فيه, لا شك أن هذا الإنسان ليس عنده من العلم شيء فهو يصدق عليه قوله تعالى (( يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله )) ترك الأحاديث الصريحة التي هي كالأساطين في قوة الدلالة على تحريم الحلف بغير الله تبارك وتعالى مثل قوله عليه السلام ( لا تحلفوا بآبائكم من كان منكم حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) وأعرضوا أيضا عن مثل قوله صلى الله عليه وسلم ( من حلف بغير الله فقد كفر ) وفي رواية أخرى ( فقد أشرك ) في الحديث الأول الذي يرويه البخاري هو من روايته عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حيث قال أن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه وهو يحلف بأبيه فقال له ( لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) قال عمر وهنا الشاهد " فما حلفت بعد ذلك بغير الله لا ذاكرا ولا آثرا " حيث نقلا ولو أن العلماء يقولون ناقل الكفر ليس بكافر فهو مع ذلك تورع ولم ينقل الحلف بغير الله عن غيره فضلا أن يصدر ذلك من نفسه فهذه الأحاديث التي أجمع العلماء على العمل بها وأنها محكمة معمول بها ثم كما هي طريقتهم فيما إذا وجدوا حديثا ظاهره يخالف هذه الأحاديث الصريحة في النهي عن الحلف بغير الله تبارك وتعالى لجأوا إلى قاعدة علمية وهي وجوب التوفيق بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض جاؤوا إلى هذا الحديث ( أفلح وأبيه إن صدق ) أجابوا بعديد من الأجوبة أحدها أن هذا الحديث كان قبل النهي كان على الأصل على العادة المتبعة عندهم قبل نزول الأحكام الشرعية وكما تعلمون جميعا أن الأحكام ما نزلت طفرة واحدة وإنما نزلت على تتابع والتسلسل والتدرج كل شيء لما جاء الإسلام أول شيء جاء به هو أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت ما كان يوم نزل هذا الحكم وهو الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له لم يكن هناك شيء اسمه ربا, لم يكن هناك ثيء اسمه زنا, وإنما هذه الأحكام جاءت فيما بعد وأولى وأولى أن تأتي الأحكام التي تدخل أنها حُرّمت من باب سد الذرائع ولم تحرم لذاتها وهذا باب في الفقه عظيم جدا أي أن الأشياء المحرمة تنقسم إلى قسمين شيء محرم لذاته وشيء محرم لأنه قد يؤدي إلى ذاك الشيء المحرم لذاته, مثلا قال عليه الصلاة والسلام ( كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع واليد تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشي والفرج يصدق كل ذلك أو يكذبه ) إذًا النظرة, السمع, المصافحة للأجنبيات إلى آخره هذا كله محرم خشية أن يؤدي إلى المحرم لذاته ألا وهو الزنا ولذلك تعتبر هذه المقدمات تعتبر من الصغائر أما من الكبائر فهو الفاحشة فربنا عز وجل بحكمته البالغة جعل الأشياء المحرّمة قسمين قسم حُرّم لذاته وقسم حُرّم خشية أن يؤدي إلى هذا المحرم لذاته ومثاله مقدمات الزنا والزنا, فحينما حرم الله الزنا ما حرم المقدمات معها وإنما فيما بعد وبذلك تكتمل الشريعة في تشريعها فالشاهد كان الناس من قبل يزنون يرابون يشربون الخمر يلبسون الحرير إلى آخره فلما جاء الإسلام (( يا أيها المدثر* قم فأنذر* وربك فكبر* وثيابك فطهر* والرجز فاهجر )) هذه الأشياء المحرمات الأخرى سكت الشارع الحكيم عنها فبقي الناس وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وهم يواقعون شيئا من هذه المحرمات لماذا؟ لأنها لم تحرم بعد ولعلكم جميعا تعرفون كيف تدرّج الإسلام الحكيم في تحريم الخمر وممّا وقع من الغرائب التي تؤكّد لكم تدرج الإسلام في التحريم أن عليّا رضي الله تعالى عنه حينما خطب فاطمة ابنة النبي صلّى الله عليه وسلم وتهيأ ليبني عليها اتفق مع رجل قيّن يعني صائغ أن يأتي إليه بحطب على جمل له فجاء وبرّك الجمل أمام دار للأنصار وكانوا يشربون الخمر قبل تحريمها وهناك مغنية قينة كما جاء في الحديث تغني لهم وتحمسهم بالشجاعة والبطولة وكان من جملة القوم حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرت بيتا من الشعر والله ما عاد أذكره تذكر شيء؟ المهم تحمس حمزة وهو مخمور سكران وخرج إلى الطريق فرأى الجمل أمام الدار فبقر بطنه ولما جاء علي ورأى ما أصاب جمله هاله الأمر لأنه وسيلة العيش تبعه فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشكى إليه ما فعل عمه حمزة بجمله أو ناقته فخرج الرسول عليه السلام يسرع ودخل على الجماعة فتكلم مع حمزة عمه أنه لماذا فعلت هذا؟ فهو لا يزال مخمورا فما كان منه إلا أن قال كلمة لو قالها في صحوته لارتد عن دينه قال للنبي عليه الصلاة والسلام " وهل أنتم إلا عبيد لآبائي " يفخر بالجاهلية يقول للنبي صلّى الله عليه وسلم " هل أنتم إلا عبيد لآبائي " الرسول عليه السلام لما رآه في هذه الحالة تركه إي هذا وقع وهم مسلمون وهم يعبدون الله وحده لا شريك له, الشاهد فتحريم الحلف بغير الله لم تكن في أول الإسلام كما أنه لم يكن كثير من الآداب التي يخل بها جماهير المسلمين اليوم منها مثلا الحلف بغير الله لا يزال المسلمون اليوم يحلفون بآباءهم, يحلفون بشرفهم برأس أبوه برأس جده!! ما أدري من هذه الأيمان التي ما أنزل الله بها من سلطان!! كذلك يقولون كلمات هي الشرك بعينه ولكنه شرك لفظي وقد أدّب النبي صلى الله عليه وسلم أمته أحسن تأديب حتى نهاهم عن أن يتكلموا بألفاظ تدل ظاهرها على خلاف ما في قلوبهم من الإيمان بالله ورسوله, لعلكم سمعتم حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم في أصحابه فقام رجل من الصحابة الجالسين وهو يصغي تمام الإصغاء لخطبته عليه الصلاة والسلام فقال " ما شاء الله وشئت يا رسول الله " يريد أن يقول يشير إلى قوله تعالى (( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله )) " ما شاء الله وشئت " لكن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليه أشد الإنكار قال وقطع خطبته عليه السلام قال له ( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده ) ياما نسمع اليوم كلام توكلنا على الله وعليك!! ما لي إلا الله وأنت!! يدك ويد الله!! من هذه الكفريات.
السائل : علي الطلاق كذا.
الشيخ : المهم فهذا كل حلف هذا مثل الحلف نوع من الشرك لكنه شرك لفظي وهناك حديث رائع وجميل بهذه المناسبة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرى في المنام أنه يمشي في طريق من طرق المدينة فلقي رجلا من النصارى أو لقي أولا رجلا من اليهود قال له نعم القوم أنتم معشر اليهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عزير ابن الله فقال اليهودي للمسلم الصحابي طبعا في المنام ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون ما شاء الله وشاء محمد ومضى يمشي في الطريق حتى لقي رجلا من النصارى فقال له نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عيسى ابن الله فقال النصراني للصحابي المسلم ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله وتقولون ما شاء الله وشاء محمد لما استيقظ رجل صباحا وانطلق إلى النبي صلّى الله عليه وسلم وقصّ عليه الرؤيا قال له عليه السلام ( هل قصصت على أحد؟ ) قال " لا " فقام عليه الصلاة والسلام يخطب في الصحابة قال لهم ما معناه ( طالما كنت أسمع منكم كلمة تريبني فأستحيي من أن أنهاكم عنها ألا وهي ما شاء الله وشاء محمد لا يقولن أحدكم ما شاء الله وشاء محمد ولكن ليقل ما شاء الله وحده ) فهذه الكلمات نهى عنها الرسول عليه السلام في ما بعد قبل أن أسس التوحيد وحرم الأشياء الأساسية التي تحرم لذاتها من ذلك الحلف بغير الله تبارك وتعالى حرمه فيما بعد لأنها تؤدي إلى الإخلال بالتوحيد لأن الناس في الجاهلية الأولى وجاهلية القرن العشرين حينما يحلف أحد بمحلوف لديه ما يحلف بشيء حقير عنده وإنما يحلف بشيء عظيم فحينما يحلف أحدهم بشيء عظيم فأين منزلة رب العالمين في نفس هذا الإنسان? فمعنى ذلك أنه حينما حلف بغير الله نسي خالق هذا الغير وخالق الناس جميعا ولهذا فالحلف بغير الله تارة يعتبر شركا أصغر شرك لفظي وتارة يعتبر شركا أكبر شرك قلبي من القسم الأول الشرك اللفظي هو السائد الآن بين الناس يعني على غير عباية وعلى غير اهتمام تطلع اللفظة الكلمة من الإنسان المسلم بيصلي ويصوم من أحسن ما يكون بيقول بحياة أبي بشرفي ببب إلى آخره هذا شرك أصغر لأنه لفظا لأنه لو ذكر يقول الله بيتوب علينا والله هكذا جرت العادة وكذا, لكن هناك شرك أكبر فيما إذا حلف بمحلوف غير الله تعظيما لهذا المحلوف بغير الله عز وجل وهذا موجود في بعض البلاد أنا أعرف هذا في سورية ولعل إخواننا المصريين يعرفون مثل هذا أو أكثر عندنا في سورية يوجد ...
السائل : السلام عليكم.
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله, يوجد شخص يظن أنه كان وليا من الصالحين مدفون في منطقة خارج دمشق اسمه السروجي.كيف؟
السائل : بالجيم وإلا بالراء؟
الشيخ : السروجي من السرج هذا له مقام هناك يقصد من دون الله, ينذر له من دون الله, يحلف به من دون الله إذا إنسان هنا الشاهد له حق على آخر يجحده يقول له احلف بالله ما لي عندك شيء يحلف بالله كاذبا إذا قيل له احلف بالسروجي ما يحلف! يخشى منه أنه ينتقم منه إذا ما حلف بالسروجي كاذبا لماذا؟ لأنه شائع عندنا هناك في دمشق السروجي بطاح الجمل! مش الإنسان الجمل ولذلك يحلفون بغير الله كاذبين ويخشون أن يحلفوا بالسروجي كاذبين هذا شرك أكبر, الشاهد هذا الحلف من الألفاظ الشركية التي ينبغي للمسلم أن يترفع منها لكن لا يحكم عليه بالضلال إلا بعد أن نعرف هل هو من النوع الخفيف الشرك الخفيف وإلا الشرك الكبير كما ضربنا لكم مثلا بالسروجي بطاح الجمل, هذا الشخص الذي أشرت إليه آنفا ترك الأدلة القاطعة التي تحرّم الحلف بغير الله وأخذ حديثا أجاب عنه العلماء بعدة أجوبة منها كما ذكرت آنفا أن هذا كان قبل شرعية النهي عن الحلف بغير الله عز وجل هذا جواب, وجواب ثانٍ أن هذه خصوصية للرسول لا يجوز لمسلم أن يشاركه فيها ذلك هنا فيه نقطة دقيقة, ذلك لأننا ذكرنا آنفا أن الحلف بغير الله عز وجل هو من باب سد الذريعة الرسول لا يخشى عليه أنه إذا ارتكب شيئا من هذه الأمور أن يصل إلى الشرك الأكبر ولذلك يجوز له ما لا يجوز لغيره من هذا القبيل لا يجوز أن يجمع الضمير الواحد مضمرين الله والرسول في بعض الأحاديث الصحيحة ( ومن يطع الله ورسوله فقد اهتدى ومن يعصهما فقد غوى ) جمع هنا ومن يعصهما بينما هذا نهى عنه الرسول عليه السلام في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في " صحيحه " أن رجلا قام يخطب فقال في خطبته " ومن يعصهما فقد غوى " نفس العبارة التي جاءت في بعض الأحاديث نطق بها هذا الخطيب فقال له عليه الصلاة والسلام ( بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى ) إذا الجواب الثاني أن هذه خصوصية للرسول لا ينبغي أن يشاركه فيها عامة المسلمين, أما جوابي أنا فإن هذه الزيادة شاذة رواية وأن الحديث ليس في رواياته المحفوظة ليس فيه وأبيه ( صدق الرجل, دخل الرجل الجنة إن صدق, أفلح الرجل إن صدق ) أما زيادة " وأبيه " فهي زيادة شاذة ولذلك كنت أخرجت هذ الحديث من أجل هذه الزيادة في " السلسلة الضعيفة " .
الحلبي : ... .
الشيخ : مازال لم يأت دورها وعسى أن يأت ذلك قريبا, أريد أن أعود إلى هذا الإنسان فهذا اتبع ما تشابه فيقال له لماذا تركت الأحاديث الناهية وأخذت بهذا الحديث وفيه الاحتمالات المتعددة سيكون جوابه أن يتخبط بغير هدى ولا كتاب منير فأنت قلت أجابك بهذا لدعم أن القرآن مخلوق يأتي الرد عليه مباشرة من كلام إمام السنة الإمام أحمد رحمه الله حيث استدل على أن القرآن الذي هو كلام الله بإجماع الأمة ليس مخلوقا استدل بقوله عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول ( أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وعين لامة ) ومعلوم أنه لا يجوز الإستعاذة بمخلوق فإذا لما استعاذ الرسول بكلمات الله التامة دل على أن كلام الله ليس مخلوقا فهؤلاء من جهلهم بالشرع وبالسنة يقولون ويعودون إلى المعتزلة القديمة ولعلك ذكرت شيئا آخر نستفيد منك.
السائل : هو أنا حرقت دمه قلت له يقول لي أنا تحريري بعدين شوي أنا معتزلي وأدعوك للمعتزلة قلت له عمري أول مرة أشوف مسلم كذاب الآن قلت تحريري والآن قلت أنت معتزلي وقلت هاي عمري ثمانية وثلاثين سنة أول مرة أشوف معتزلي على وجه الأرض زمان ابن تيمية قضى عليهم ... من الفرق الضالة ولم نجد لها أحدا طبعا هو انجن هو يدعو إلى جماعة وأنا أقول أول مرة أراه فصار يسبسب لما نزل تقابلت معه في مكتبة جنديس رجل يعرفه الشيخ أبو مالك اسمه أبو ياسر يقول لي اجيك مسجد إبراهيم الحاج حسن وأدعوك إلى قلت تعلن توبتك على الملأ ثم تأتي المسجد أستقبلك.
الحلبي : شيخنا هذا نفسه حدثني يتصل بي هاتفيا كثيرا فمن ضمن الأشياء التي حدثني فيها قال أنا لما خرجت بفكرة المعتزلة لم أخرج لشيء اسمه المعتزلة ولكن لألفت الناس أن ينظروا في الأشياء الماضية كيف ما كانت سواء قالوا عنها حقا أو باطلا ينظروا بعقولهم يتفكروا وكذا وإلا أنا نفسي أعتقد أن المعتزلة فيها أشياء غلط وكذا فذكرتني كلمته شيخنا برفيقه في الضلال والإنحراف ذلك الذي يكفر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث حدث بعض الناس قائلا أنا لم أكفر ابن تيمية مقتنعا بكفره ولكن لأعرف ولأنشر دعوتي على الناس فنعوذ بالله من الضلال المبين.
الشيخ : هذه انطلاقا من القاعدة الكفرية " الغاية تبرر الوسيلة " الله أكبر.

مواضيع متعلقة