من دروس " الترغيب والترهيب " ، شرح حديث : كلام الشيخ على حديثين : ( رَحِمَ الله مَن سَمِعَ مقالتي حتى يبلِّغَها غيرَه ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
من دروس " الترغيب والترهيب " ، شرح حديث : كلام الشيخ على حديثين : ( رَحِمَ الله مَن سَمِعَ مقالتي حتى يبلِّغَها غيرَه ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :

فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

( رحم الله من سمع مقالتي ) ، وفي الحديث الآخر : ( نضَّر الله امرأً سمع مقالتي ) ، وهذا دعاء من الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - على الذين يُعنَون بنقل الحديث إلى أمَّته - عليه الصلاة والسلام - تنفيذًا منه لحديثٍ آخر ؛ أَلَا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( بلِّغوا عنِّي ولو آية ) ، ليس المقصود في لفظة الآية في هذا الحديث هو المعنى العُرفي الإسلامي وهي الآية الكريمة من القرآن ، وإنما المقصود بهذه اللفظة الآية في الحديث ما هو أعم ذلك ؛ أي : الجملة . فالرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول : ( بلِّغوا عنِّي ولو آية ) ؛ أي : ولو جملة ؛ سواء كانت هذه الجملة من كتاب الله أو من حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، هذا التَّبليغ أمرٌ واجبٌ على الكفاية ؛ إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، فهذا الذي أمر به الرسول - عليه الصلاة والسلام - من تبليغه هو الذي دعا لصاحبه - عليه السلام - بهذا الحديث بأن يرحمه الله ، أو في ذاك الحديث : ( نضَّر الله امرأً سمع مقالتي ) ، دعا له بالنَّضارة ؛ ولذلك يقول شرَّاح الحديث حينما يشرحون هذه الجملة خاصَّة : ( نضَّر الله امرأً ) قالوا : وقد استجاب الله - تبارك وتعالى - دعاء نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - في رواة الحديث والمبلِّغين له إلى أمَّته ، فتجد على وجوههم النُّضرة التي دعا بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهؤلاء الأفراد من الأمة .

مواضيع متعلقة