ما الفرق بين البدعة والسنة مع الأمثلة ؟ كلمة أوَّلًا على حقيقة التوحيد ومعنى " لا إله إلا الله " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما الفرق بين البدعة والسنة مع الأمثلة ؟ كلمة أوَّلًا على حقيقة التوحيد ومعنى " لا إله إلا الله " .
A-
A=
A+
الشيخ : هنا سؤال ، يقول السَّائل : أن يتحدَّث عن الفرق بين البدعة والسنة والفرق بينهما مع الأمثلة ؟

هذا سؤال الواقع يُشبه السؤال الذي توجَّه به الأستاذ الشَّيخ حُسَيْن من حيث أهميته أوَّلًا ، ومن حيث أنه واسع في الدائرة ثانيًا . =

السائل : السلام عليكم .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .

= فما دام أننا أجَبْنا عن أسئلة الذين تقدَّموا على الآخرين في توجيه السؤال ، فالآن يجوز لي أن أبدأ بالإجابة عن السؤال الثالث في الترتيب والأول في الأهمية ؛ ألا وهو التوحيد ، ثم أثنِّي بل أربِّع بعد ذلك بالإجابة عن هذا السؤال عن الفرق بين السنة والبدعة وذكر بعض الأمثلة عليهما .

أقول : إن التوحيد هو غاية الغايات من إرسال الله - عز وجل - للرسل وإنزاله للكتب ، إن الله - عز وجل - يقول في صريح القرآن الكريم : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) ، الله - عز وجل - خَلَقَ هذا الخلق من الإنس والجن ليعبدوه ، (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) ؛ أي : ليعبدوني ، أي : ليعبدوني وحدي لا شريك لي ؛ فلهذه الغاية التي ليس وراءها غاية أنزل الله - عز وجل - الكتب وأرسل الرسل ، والآيات في هذا المعنى كثيرة وكثيرة جدًّا ، وهو أمر مسلَّم ومُجمع عليه بين المسلمين ، ولكن مما يُؤسف له أن كثيرًا من المسلمين اليوم لا يعرفون حقيقة هذا التوحيد ؛ فَهُم موحِّدون يقولون جميعًا على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم وكثرة طرقهم كلهم يقولون : " لا إله إلا الله " ، ولكن =

-- لو تقدَّمت قليلًا خذوا هالفراغ مشان ، وأنتم - أيضًا - كذلك ، حط الكتب هنا ، تزاحموا تراحموا بيقولوا --

= والحمد لله لا يزالون يؤمنون بأن لا إله إلا الله ، ولكن يجب أن نقول الحقيقة ولو كانت مرَّة ، إن كثيرًا من المسلمين لا يعرفون حتى اليوم معنى هذه الكلمة لا إله إلا الله ، هذه الكلمة التي هي السبب الأول بل الوحيد لنجاة المسلم يوم الله من الخلود في النار ، هذه الكلمة مَن قالها مخلصًا من قلبه موقنًا بها حرَّمَ الله بدنه على النار .

ولكن هذه الفائدة العظيمة لا تتحقَّق بمجرَّد أن نقول لا إله إلا الله ونحن أوَّلًا : لا ندري معناها ، وإن عرفنا معناها لا نحقِّق هذا المعنى في منطلقنا في حياتنا ؛ فلا بد لكي نحظى بأثر هذه الكلمة الطَّيِّبة لا إله إلا الله ، وبأجرها البالغ العظيم الذي جاء ذكره في عديد من النصوص الحديثية الصحيحة ؛ لنحظى بهذا الأجر لا بد أوَّلًا من أن نقولها مقرونًا بالفهم الصحيح لها ، وهذا وحدَه لا يجوز ، لا بد من أن نؤمن بهذا الذي نفهمه من المعنى الصحيح لهذه الكلمة ، وهذا لا يكفي ، وإنما يجب أن ينضَمَّ إلى ذلك الفهم الصحيح إلى الفهم الصحيح والإيمان الصحيح بها مش مجرَّد معرفة ، وإنما إيمان جازم بأن الأمر كذلك لا إله إلا الله ، والشيء الآخَر والأخير أن لا ننقُضَ هذا المعنى الصحيح المقرون بالإيمان الجازم بمنطلقنا في حياتنا ، من فَهِمَ هذه الجملة فهمًا صحيحًا ، وآمَنَ بها إيمانًا جازمًا ، ثم لم ينقض هذا الإيمان بعملٍ ما في منطلقه في حياته ، وأعني بذلك في شيء من الشركيات والوثنيات التي تُنافي هذه الكلمة الطَّيِّبة ، مَن شَهِدَ هذه الشهادة بهذه الشروط الثلاثة فهو الذي يستحقُّ أجر هذه الكلمة الذي جاء بيانه في أحاديث كثيرة وكثيرة جدًّا .

مواضيع متعلقة