ما حكم قول القائل : " أعتمد عليك وعلى الله " وغيرها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم قول القائل : " أعتمد عليك وعلى الله " وغيرها ؟
A-
A=
A+
الشيخ : في من هذا النوع - أيضًا - أشياء كثيرة ، بس ما أدري إذا كان مستعمل عندكم مثله ، ربما لأنو البلاد قريبة بعضها من بعض ، وأنا لسا ما تعوَّدت على اللهجة الأردنية هنا ، عندنا في بلادنا بيقول الواحد بعدما يكلِّفه بعمل وينفصل أحدهما عن الثاني ؛ يقول له : " ترى ما لي غير الله وأنت " ، " ما لي غير الله وأنت " ، في عندكم هيك تعبير أنتو ؟

السائل : ... " نعتمد على الله وعليك " .

الشيخ : آ ، هَيْ كمان ... .

السائل : " نعتمد على الله وعليك " .

سائل آخر : ... .

الشيخ : إي ، هذا كله من نوع الشرك ، جاء في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خَطَبَ في الصحابة يومًا ، فقام رجل من الصحابة فقال : ما شاء الله وشئت يا رسول الله . قال : ( أجعلْتَني لله ندًّا ؟! قل ما شاء الله وحدَه ) . لكن أنا ما بستغرب أنُّو اليوم نقول نحن : ما شاء الله وما شاء فلان ، وما نقول : ما شاء الله وحده ، أو كما في الرواية الأخرى يقول : ( ما شاء الله وشاء فلان ) ، ما يقول : ما شاء الله ثم شاء فلان ؛ لأنو نحن عرب اسمًا لكن أعاجم فعلًا ، ما عاد عرفنا لغتنا العربية الأصلية نسيناها ، مين من عامة الناس بيفرِّق بين : " ما شاء الله وفلان " ، وبين : " ما شاء الله ثم فلان " ؟ ثم هَيْ بتفيد مرتبة ثانية ... الواو لمطلق الجمع ؛ لذلك أنكر الرسول - عليه السلام - على ذاك الرجل لما قال له : يا رسول الله ما شاء الله وشئت . قال : ( أجعلتني لله ندًّا ؟! قل ما شاء الله وحده ) . والرواية الأخرى : ( قل ما شاء الله ثم شئت ) .

في حديث آخر عجيب ؛ يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من أصحابه يقول : يا رسول الله ، رأيتُ البارحة في المنام بينما أنا أمشي في طريق من طرق المدينة لقيتُ رجلًا من اليهود ، فقلت له : يا فلان ، نعمَ القوم أنتم - معشر يهود - لولا أنكم تشركون بالله فتقولون : عزيرٌ ابن الله . بيقول الصحابي : فقال لي في المنام : ونعمَ القوم أنتم - معشر المسلمين - لولا أنكم تشركون بالله فتقولون : ما شاء الله وشاء محمد . ثم تابع طريقه فلَقِيَ رجلًا من النصارى ، فقال له : نعمَ القوم أنتم - معشر النصارى - لولا أنكم تشركون بالله فتقولون : عيسى ابن الله . فقال له النصراني : ونعمَ القوم أنتم - معشر المسلمين - لولا أنكم تشركون بالله فتقولون : ما شاء الله وشاء محمد . هذه هي الرؤيا ، قال له : هل قصصْتَها على أحد ؟ قال : لا . فصعد الرسول - عليه السلام - المنبر وجمع الصحابة ، قال : ( لقد كنتُ أسمع منكم كلمةً تقولونها فأستحي منكم ، فلا يقولنَّ أحدُكم : ما شاء الله وشاء محمد ، ولكن لِيقُلْ : ما شاء الله وحده ) . كل هذه الأشياء - يا إخواننا - داخلة ليس في شرك الربوبية ولا هو في شرك العبادة ؛ وإنما هو شرك الصفات ؛ ليه ؟ عادةً الإنسان بالفطرة يحلف بشيء حقير ... ولَّا بشيء جليل ؟ لا شك بشيء جليل ، المفروض أن المسلم أجلُّ شيء وأعظم شيء عنده هو الله - تبارك وتعالى - ، فلما بيعرض عن الحلف به والاستعانة به إلى الحلف بعبدٍ من عباد الله يكون أبوه يكون جده شيخه أستاذه و و إلى آخره ؛ معناها عظَّمَ هذا المخلوق دون الخالق ، فأشرك في الصِّفة ، هذه دقائق ما يتعلَّق بعلم التوحيد ، وأكثر الناس غافلون !

لذلك يجمع علماء المسلمين قاطبة أنَّ الأنبياء والرسل أوَّل ما بُعِثُوا (( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) ، هذه آية في القرآن تعرفونها كلكم ، (( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) ، نادر جدًّا جدًّا أن يتعرَّض ربُّنا - عز وجل - لمعالجة موضوع إثبات الرَّبِّ كخالق يعني ؛ لأن الناس بفطرتهم يؤمنون ، فلذلك لا تجدون أهل الأرض كلهم كالمشركين يؤمنون بخالق ، لكن يشركون بقى بنوع من الشركيات التي ذكرناها آنفًا ؛ ولذلك القرآن نادرًا جدًّا ما عالج موضوع إثبات كونه في الوجود وكونه خالق ، لكن كثيرًا وكثيرًا جدًّا عالج ناحية توحيد العبادة ؛ كمثل الآية السابقة : (( أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )) ، الطَّاغوت كل ما يعبد من دون الله ، والعبادات أنواع وأنواع كثيرة .

... نكتفي الآن لأني أشعر بأنُّو بدأ النعاس يداعب بعض الأجفان ؛ لذلك اللي بدو يسألني .

السائل : لحظة - أستاذ - سؤال أخير لو سمحتم ؟

الشيخ : معلوم أنت - يا أبو عبيدة - إجيت بآخر ... .

مواضيع متعلقة