الكلام على مسألة سبِّ الدين وخطورته ، وتتمة شرحه لهذا الباب . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على مسألة سبِّ الدين وخطورته ، وتتمة شرحه لهذا الباب .
A-
A=
A+
الشيخ : وأشبه ما يكون شبهًا باللعن الذي لا يجوز هو ما يغلب على كثير من العامة من سبِّ الدين والعياذ بالله !! فلا يجوز لِمَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتلفَّظ بمثل هذه الألفاظ ، التي لو قصد المتلفِّظ بها معناها لَخَرَجَ من دين الله كما تخرج الشعرة من العجين ، وأقل ما يُقال فيمن يتلفَّظ بمثل هذه الألفاظ المكفِّرة أنه يعرِّض نفسه للمعاقبة بالعاجلة لو كان هناك حكم إسلامي قبل الآجلة ؛ ولذلك جاء الحديث مقرِّرًا لمبدأ ولأدب إسلامي ، فيقول : ( لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعَّانًا ) .

السائلة : بالنسبة للَّعن ... .

الشيخ : ... حيث جاء الحديث نحن جئنا هذا الحديث تبع الجار الظالم ، غير ما كان النَّصِّ ماشي ما منعطّله ، لما كان في اللَّعن استعمال لفظ لا يليق شرعًا أتبَعَه المصنف بحديث آخر نحن لا نقرؤه عادة ؛ لأن إسناده ضعيف ، لكن في الواقع أن هذا الحديث الآتي بعده وهو بلفظ : ( إنَّ الله لا يحبُّ الفاحش المتفحِّش ولا الصَّيَّاح في الأسواق ) ، بهذا الكمال وبهذا التمام إسناده ضعيف ، لكن الجملة الأولى منه صحيحة ؛ ( إن الله لا يحب الفاحش المتفحِّش ) جاء ذلك في أكثر من حديث واحد صحيح ؛ فلذلك الحديث السابق فيه تأديب للمسلم أن يُحافظ على لسانه أن يصدُرَ منه لعن ، أما الحديث الذي بعده فهو أشمل وأعمُّ ؛ حيث قال - عليه السلام - : ( إن الله لا يحب الفاحش المتفحِّش ) ؛ يعني هذا يشمل كل كلام غير لائق استعماله ، اللفظ الفاحش سواء كان لعن ، أو كان سبُّ دين ، أو كان سب وجهه ، أو ما شابه ذلك ، أو نسبه ، أو أي شيء لا يجوز في الإسلام ؛ فهذا أمر لا يحبُّ الله - تبارك وتعالى - صاحبه وإنما يبغضه !

مواضيع متعلقة